سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات..
أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نستعرض فيه قصة أخرى من قصص الذين هداهم الله عزوجل لدينه الحق إذ طلبوه ورغبوا في معرفته.
وقد إخترنا لكم في هذا اللقاء مختصر قصة شاب روسي دفعه المطاف في رحلة البحث عن الحق إلى تحمل مشاق الغربة والتوجه إلى مدينة قم المقدسة للدراسة في حوزتها، سعياً للتعرف على الدين الحق في أكمل صوره.. تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، تحدث الأخ (أنطوان وسنين) عن قصة إعتناقه الإسلام ضمن مقابلة مع الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث العقائدية، وهذا الأخ هو من مواليد سنة ۱۹۸٤ للميلاد في منطقة (سيبريا) الروسية، ونشأ في أسرة مسيحية من المذاهب الأرثودكسي، وقد بدأت رحلته للبحث عن الحق والحقيقة عندما سعى للحصول على أجوبة التساؤلات الفطرية من الدين الذي ورثه من عائلته، يقول الأخ (أنطوان) عن هذه البداية ما ترجمته:
(كنت أذهب في مرحلة المراهقة إلى الكنيسة ولكنني وجدت العقائد المسيحية غير معقولة وغير قادرة على إرواء فطرتي وكانت عندي أسئلة عقائدية كثيرة عجز علماؤنا عن تقديم الإجابة المقنعة لي؛ ذهبت إلى موسكو بعد إتمامي للثانوية حوالي عام ۱٤۲۱ هـ (۲۰۰۱ م) والتقيت هناك ببعض علماء من مختلف الأديان كاليهودية والإسلام، وأخذت منهم بعض الكتب، وعدت إلى بلدي وعكفت على قراءة هذه الكتب، فتبين لي بأن اليهودية مرحلة مقدماتية للمسيحية، وأن المسيحية أكمل من اليهودية وأن الإسلام أكمل من المسيحية، وقرأت كتب "أحمد ديدات" وكتب أخرى حتى ثبت لي أحقية الدين الإسلامي فأسلمت عام ۱٤۲۲ هـ (۲۰۰۲م).
مستمعينا الأطائب، واضح أن الأخ (أنطوان) كان صادقاً في البحث عن الحقيقة منذ سنين عمره الأولى، هذا أولاً وثانياً فإنه كان متحرراً من التعصب لموروثه العقائدي، وهذان شرطان أساسيان للوصول إلى الحقيقة والإنفتاح على آفاق الحياة الكريمة الطيبة.
كما نستفيد من تجربة هذا الأخ الروسي أن الرجوع إلى الفطرة السليمة والوجدان الإنساني من العوامل المهمة للوصول إلى الحق، وهذه حقيقة أكدتها الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، فالفطرة السليمة والوجدان الإنساني هما مظهر العقل الصحيح الذي هو حجة الله الذاتية أو الباطنية على عباده، وبإتباعها نجاة من إتباع الأهواء النفسانية وسبيل الوصول إلى الطمأنينة والسكينة الروحية.
أما العامل الرابع الذي نستفيده من تجربة إعتناق هذا الأخ الروسي للإسلام، فهو أن التطلع دائماً للدين الأكمل والنهج الأتم وعدم الإقتناع بغيره هو من العوامل التي ترتقي بالإنسان إلى مراتب الكمال الراقية.
يقول هذا الأخ ما ترجمته: أتيت إلى ايران عام ۱٤۲۲ ه (۲۰۰۲م) لأجل السياحة ولكنني تفاجأت عندما قمت بالحوار الديني معهم عن طريق المترجم بأن معتقدات هؤلاء تختلف نوعاً ما عما تعلمته.
اتصلت هاتفياً ببعض أهل الفضل في روسيا وسألت منهم حول التشيع، فحذروني منهم وقالوا لي بأنهم منحرفين ولهم قرآن آخر، وخلال سفري إلى ايران ذهبنا إلى مدينة قم المقدسة فالتقيت هناك بطالب علم طاجيكستاني مستبصر، فسألته فبين لي الكثير من القضايا.
ثم سافرنا إلى مدينة مشهد وأخذت بعض الكتب من الروضة الرضوية، فبدأت بقراءتها، ثم سافرنا إلى سوريا والتقيت هناك ببعض الشيعة وتحاورت معهم وأصغيت إلى كلامهم.. قلت لأحدهم: هل تريد مني أن أكون شيعياً؟
قال لي: أنا أريد أن تخرج من الدائرة العلمية الضيقة التي تعيش في نطاقها وتنطلق في فضاءات واسعة وتكون رؤيتك ذات أفق رحب وتحيط علماً بأكبر قدر ممكن من المعارف ثم تختار بنفسك العقيدة التي تمليها عليك الأدلة والبراهين.
مستمعينا الأفاضل، وهنا بدأت رحلة الأخ (أنطوان وسنين) للمنهج الإلهي الأتم للحياة الطيبة والإسلام المحمدي الأكمل فوجد بعد البحث والتحقيق أن الأدلة والبراهين تشير إلى توفره في مذهب أهل بيت النبوة والرحمة المحمدية – عليهم السلام – ونلاحظ جميع التدبير الإلهي لهدايته إلى ذلك وهو قد جاء إلى ايران في رحلة سياحية تحولت فيما بعد إلى رحلة علمية إنتهت بإعتناقه مذهب التشيع لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين في محرم الحرام سنة ۱٤۲۳، قال حفظه الله في ختام حديثه ما ترجمته:
(رجعت إلى بلدي ومعي كتب كثيرة وبدأ الشك يدب في نفسي، فقررت السفر إلى مدينة قم وطلب العلم في حوزتها من أجل التعرف على التشيع، فقدمت طلب الإنتساب إلى مدرسة الإمام المهدي عجل الله فرجه، وشجعني صديقي الطاجيكستاني على ذلك، وبعد فترة وجدت نفسي أحد طلبة علوم آل محمد (عليهم السلام) وبعد فترة وجيزة أعلنت استبصاري، وعكفت على طلب العلم وبذلت غاية جهدي لتشييد معتقداتي على الأسس المتينة.
وأقول بصراحة بأن أكبر عامل دفعني إلى الإستبصار هو قراءة كتاب "ثم اهتديت" للدكتور التيجاني السماوي، وهو مترجم إلى اللغة الروسية، فتأثرت به كثيراً وكان هذا الأمر هو النقطة الأخيرة التي دفعتني إلى إعلان تشيعي بصورة كاملة).
كانت هذه، مستمعينا الأفاضل، خلاصة إهتداء الشاب الروسي (أنطوان وسنين) إلى إعتناق الدين الحق، عرضناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) نشكر لكم كرم المتابعة لهذا البرنامج إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.