وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين أضرموا النار بمركبة وغرفة زراعية في بلدة فرعتا شرقي قلقيلية، وأطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين وبين أشجار الزيتون في منطقتي برية سعير شمال شرقي الخليل وخربة شعب البطم بمسافر يطا جنوبي الخليل، في اعتداءات متزامنة تستهدف موسم الزيتون.
كما هاجم مستوطنون فلسطينيين وناشطين أجانب في بلدة بيتا جنوبي نابلس، وأُصيب عدد من الفلسطينيين خلال اعتداء آخر على مزارعين أثناء قطف الزيتون في أراضٍ بين قرية بورين وبلدة حوارة جنوب المدينة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن اعتداءات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون السنوي تتواصل في أنحاء الضفة، مشيرةً إلى أن الشهر الماضي كان الأكثر عنفاً منذ 12 عاماً، وأن هذه الاعتداءات تهدد أسلوب حياة كثير من الفلسطينيين.
وأعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن الفلسطينيين تعرضوا لنحو 259 اعتداء خلال موسم الزيتون على يد الجيش والمستوطنين، بينما أكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الموسم الحالي شهد أعلى مستوى لهجمات المستوطنين منذ خمس سنوات، موثقًا 126 اعتداء على أكثر من 70 قرية وبلدة، وتخريب ما يزيد على أربعة آلاف شجرة وشتلة زيتون.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال عمليات المداهمة اليومية، إذ اقتحمت بلدات سلواد وكفر عين شمالي رام الله، واعتقلت الطفل عبد الله مالك العيسى (15 عاماً). كما اقتحمت المنطقة الشرقية من نابلس ومحيط مخيم عسكر القديم، وأطلقت قنابل الغاز والدخان قبل انسحابها.
وفي جنوبي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مراح رباح جنوب بيت لحم، وداهمت منازل وعبثت بمحتوياتها، كما اقتحمت خربة الحديدية بالأغوار الشمالية واحتجزت عائلة خارج منزلها أثناء التفتيش.
وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية خلال عامي الإبادة في قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد 1063 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف، واعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة 68 ألفًا و858 شهيدًا و170 ألفًا و664 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي لبنان، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في منطقة دوحة كفر رمان بقضاء النبطية، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين. وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن الهدف كان عباس أحمد حمود، قائد اللوجستيات في الوحدة الجوية لحزب الله.
ووثقت صور ومقاطع مصوّرة آثار الغارة وعمليات إجلاء المصابين، وذلك بعد تصريحات لوزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدّد فيها بمهاجمة بيروت إذا أطلق حزب الله النار على مستوطنة شمالية.
وتأتي التطورات وسط توتر حدودي متصاعد منذ أسابيع، إذ كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على الجنوب اللبناني رغم وقف إطلاق النار المعلن منذ نهاية 2024، في حين تواصل إسرائيل خرق الاتفاق مع حزب الله أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، مع استمرار احتلالها لخمس تلال لبنانية ومناطق أخرى منذ عقود.