البث المباشر

جِسر.. "أبو مريم"، شهيد إيراني يعرفه العراقيون أكثر

الأحد 20 يوليو 2025 - 07:40 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن مجموعة "جِسر" بصفة مجموعة من الإنتاجات التي تقدم لكم ما لاتعرفون عن الأهواز وخوزستان، وتتناول هذه الحلقة رواية الشهيد سيد حميد تقوي فر (أبو مريم) الذي يعرفه العراقيون أكثر من الإيرانيين بسبب نضاله وجهوده ضد التكفيرين أيام مقاتلة داعش في العراق.

هل تعرفون الشهيد الإيراني المكنى "أبو مريم"؟.

الشهيد الذي يعرفه العراقيون أكثر من الإيرانيين بسبب نضاله وجهوده ضد التكفيريين أيام مقاتلة داعش في العراق.

ساهم الشهيد مع العراقيين ضد الدواعش بكثرة بحيث بعد استشهاده أنتجت أفلام وأناشيد مدحا له وتقديرا لجهوده.

هو الشهيد سيد حميد تقوي فر(أبو مريم) ‌وُلد في 10 أبريل 1959م في قرية "أبو دبس" بمدينة كارون محافظة خوزستان جنوب غرب إيران.

قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران انخرط في عقد دروس في القرآن وحضر محاضرات العلماء وكان مرتبطا بالنشطاء الثوريين.

تسلم من خلال بعض رفاقه أشرطة وخطابات الإمام الخميني (رحمه الله) ووزعها في قرية أبو دبس. وفي الأيام التي سبقت انتصار الثورة الاسلامية في ايران، كان مشاركا فعالا في جميع المسيرات تقريبا وكان يبلغ من العمر 18 عاما وقت انتصار الثورة.

مع انتصار الثورة الإسلامية وتشكيل حرس الثورة الإسلامية ، كان السيد حميد تقوي فر من القوى التي شكلت نواتها الأساسية في الأهواز.

لعب دورا محوريا في محاربة المؤامرات المعارضة للثورة في الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، التي حرض عليها المستعمرون لإثارة الفوضى في خوزستان. ومنذ الأيام الأولى قام بمعرفة واعتقال قوات خلق عرب كانوا يعملون كطابور خامس للعدو، وذلك بسبب معرفته باللغة العربية، ومنذ أوائل هجوم النظام البعثي العراقي على إيران الإسلامي سارع نحو الدفاع عن الوطن الإسلامي وشارك في الجبهات.

ويقول السيد حميد تقوي فر بنفسه في هذا الصدد:

"بعد أن وصل الخبر عن هجوم على مخفر حدودي في مدينة بستان، ذهبنا أيضا إلى تلك المناطق كل يوم بهدف جعل العدو يعتقد أن أمامه قوات كثيرة، ونحن بدأنا بإطلاق النار. مرت عدة أيام هكذا. بعد ظهر أحد الأيام، جاءت طائرة عراقية إلى المنطقة لالتقاط صورة وحلقت على ارتفاع منخفض بحيث كان يمكننا إطلاق النار عليها من بندقية. في ذلك الوقت بدأ الهجوم العراقي المكثف".

دعا السيد حميد تقوي فر والده ليكون في المقدمة وشجع إخوته على أن يكونوا في المقدمة في الجبهات، وكانوا في ساحة المعركة.

استشهد السيد نصر الله تقوي فر والد السيد حميد تقوي فر في عملية خيبر عام 1983م وانضم شقيقه سيد خسرو تقوي فر إلى صفوف الشهداء في عملية والفجر 8.

في نهاية الحرب، واصل السيد حميد تقوي فر أنشطته في فيلق القدس وتقاعد أخيرا من حرس الثورة عام 2011 م.

وعن سبب تقاعده ، قالت زوجة الشهيد:

"عندما أثير موضوع داعش قال حميد إنه يريد الذهاب لمحاربة داعش، لكن لأنه كان مسئولا عن المخابرات في فيلق القدس لم يكن ذلك ممكنا. وذهب أيضا وتقدم بطلب للتقاعد.. وأخيرا وبعد ثلاث سنوات من إصرار حميد تمت الموافقة على طلبه للتقاعد".

شارك الشهيد تقوي فر، قوى المقاومة الشعبية في العراق الجهاد والنضال والمقاومة ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني الغربي بعد سقوط الصنم صدام في العراق واحتلاله من قبل قوات التحالف الغربي، وكان مطلوبا من قبل الأمريكان، وقد تم اعتقاله مرة في العراق على يد القوات الأمريكية ولكنهم لم يتعرفوا عليه ومن ثم تم إطلاق سراحه بوساطة أحد الشخصيات الإسلامية العراقية، وبعدما عرف الأمريكان بذلك فقد أعلنوا بأنهم خسروا صيدا ثمينا.

في الوقت الذي نظمت فيه الحركات التكفيرية والوهابية إرهابيي داعش الضالين وحلفائهم من فلول حزب البعث لاحتلال محافظات ومدن غرب العراق ، مثل الموصل والرمادي، والوصول إلى ضريح الإمام العسكري في مدينة سامراء اقترح لسرايا الخراساني بأن عليهم العودة إلى العراق وإعادة ترسيخ صفوفهم للقتال والاستعداد لتحرير الأراضي المحتلة. ولم يكتف بتقديم النصح والمشورة العسكرية لهذه القوات، بل ذهب أيضا إلى جرف الصخر مع القوات الشعبية التطوعية وطالب بتحرير هذه المنطقة. المنطقة التي عرفت بعد التحرير بـ "جرف النصر". هذا التحرير أنقذ مدينة كربلاء المقدسة من صواريخ وهجمات داعش.

خلال عملية سامراء، التي سقطت فيها قذائف الهاون التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في ضريح الإمام العسكري واستمرت لمدة ثلاثة أيام، أُجبرت داعش على التراجع تحت قيادة السيد حميد تقوي فر وتم تطهير المنطقة.

في 27 شهر ديسمبر عام 2014م ، بعد صلاة الظهر، انطلقت عملية أطلق عليها "محمد رسول الله (ص)" وتقدم مع عدد من القوات المقاتلة لمساعدة رفاقه  وقد استشهد في سامراء على يد عناصر تكفيرية من داعش في مسقط رأس الإمام العصر(ع) ودفاعا عن العتبات المقدسة. دفن جثمانه المقدس بجانب والده الشهيد بعد نقله إلى الأهواز بعد إقامة مراسم تشييع مهيبة في مدينة كارون.

حضر تشييع جثمانه الشهيد الجنرال سليماني وكثير من قادة المقاومة في ايران والعراق.

وتم تأليف كتاب عميد سامراء الذي يقع في 312 صفحة رقعية من قبل حركة أنصار ثورة 14 فبراير البحرينية في مؤسسة آبناء الرسول (ص) الثقافية والفنية التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

مازال الكثير في ؛يران لايعرف هذا الشهيد البطل في حين أن في العراق سُمي شارعا باسم هذا الشهيد السعيد "أبومريم".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة