وفي لقاء مع اذاعة طهران العربية خلال برنامج "حدث وحوار" أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد نضال زهوي أن القدرات الصاروخية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي نتاج لعقيدة مقاومة متجذرة تستند إلى مدرسة عاشوراء، مدرسة الإباء والتضحية والمواجهة مع الظلم.
وفي معرض تعليقه على تصريحات عدد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين، وعلى رأسهم مساعد الشؤون التنسيقية لحرس الثورة الإسلامية العميد علي فضلي، أشار العميد زهوي إلى أن إيران لم تكشف بعد عن كامل ترسانتها الصاروخية، محذرًا من أن أي حماقة قد يرتكبها العدو الصهيوني ستقابل برد مدمر يتجاوز التوقعات.
وأوضح العميد أن التجربة العملية الأخيرة، خلال معركة الأيام الاثني عشر، أثبتت أن الصواريخ الإيرانية، من حيث الدقة والتأثير، تفوقت على نظيراتها في المنطقة، بل وتخطت في فاعليتها العديد من الأنظمة الغربية، بما فيها تلك المزودة بها منظومات الدفاع الجوي الصهيونية.
وأضاف أن إيران، التي بنت قدراتها الصاروخية كبديل للطائرات بسبب الحصار، تمتلك اليوم آلاف الصواريخ، بينها أنواع لم تُكشف بعد، وهي قادرة على خوض معركة طويلة الأمد، في الوقت الذي روج فيه الإعلام الغربي والصهيوني روايات مغلوطة عن محدودية الترسانة الإيرانية.
وحول البُعد الاستراتيجي للمواجهة، أكد العميد زهوي أن إيران باتت قوة ردع إقليمية، وأن قدراتها العسكرية تخدم اليوم مشروعها الدبلوماسي من موقع الندية. وشدد على أن الجمهورية الإسلامية لم تغلق أبواب الحوار، لكنها تمارس الدبلوماسية بحذر، ووفق حسابات دقيقة تستند إلى معطيات ميدانية واضحة.
كما اعتبر أن العقيدة القتالية الإيرانية لم تتغير منذ انتصار الثورة، بل تطورت بفضل الاعتماد على الذات، وتحقيق الاكتفاء العسكري، رغم العقوبات والضغوط. وأكد أن طهران باتت تمتلك قدرات تمكنها من فرض توازن ردع فعّال في مواجهة أي تهديد.
وختم العميد زهوي بالتحذير من أن محاولات فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، عبر مشاريع مشبوهة كالاتفاقات الإبراهيمية، ستظل تصطدم بجدار الوعي والمقاومة الذي تمثله الجمهورية الإسلامية وحركات التحرر في المنطقة.