يُعد مرض الحمى القلاعية أحد أمراض المواشي المعدية والخطيرة التي تُسبب خسائر مالية فادحة لقطاع الثروة الحيوانية في البلاد سنويًا. ويمكن أن يُسبب هذا المرض نفوق ما بين 30% و40% من المواشي الصغيرة، ويؤدي إلى انخفاض إنتاج اللحوم والحليب والصوف لدى المواشي البالغة.
إن الطريقة الوحيدة الفعالة للوقاية من مرض الحمى القلاعية هي تطعيم المواشي؛ إلا أن الحاجة إلى لقاح عالي السلامة والفعالية دفعت العلماء الإيرانيين إلى الاستفادة من قدرات التكنولوجيا النووية لإنتاج لقاح جديد.
بناءً على ذلك، نجح باحثون في معهد أبحاث الزراعة النووية، بالتعاون مع مؤسسات إنتاج اللقاحات، في إنتاج لقاح متعدد الفعالية ضد مرض الحمى القلاعية باستخدام طريقة التشعيع بأشعة غاما؛ وهو لقاح يُعطّل الفيروس المسبب للمرض بتعريضه لإشعاع غاما مكثف مع الحفاظ على قدرته على تحفيز الاستجابات المناعية الخلطية والخلوية في جسم الحيوان.
تمكّن هذا اللقاح من توليد مستوى عالٍ من الأجسام المضادة الواقية عند تعرضه للفيروس الحي. وفي الدراسات المختبرية على حيوانات مثل خنازير غينيا، وكذلك في الاختبارات الميدانية في مزرعة ماشية في محافظة مركزي، أظهر هذا اللقاح أداءً ناجحًا جنبًا إلى جنب مع اللقاحات الكيميائية.
مقارنةً بالطريقة الكيميائية، التي تستغرق ما بين 48 و72 ساعة لتعطيل الفيروس، تستغرق هذه العملية أقل من ساعة باستخدام طريقة التشعيع بأشعة غاما. كما أن هذه الطريقة لا تترك أي بقايا كيميائية في المنتج النهائي، مما يُمثل ميزة مهمة لصحة المواشي وجودة اللقاح.
ومن ميزات هذه الطريقة أيضًا الحفاظ على البنية المستضدية وتعزيز استجابة الجهاز المناعي للمواشي، إذ تُعطل أشعة غاما الفيروس عن طريق تدمير جينومه، دون الإضرار ببنيته البروتينية التي تلعب دورًا في تحفيز الجهاز المناعي. هذا في حين أن الطرق الكيميائية قد تُلحق الضرر بالبنية المستضدية للفيروس.
يُعد لقاح الحمى القلاعية المُشعع ثمرة خمس سنوات من الجهود المتواصلة التي بذلها الباحثون النوويون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومع حصول إيران على هذه التقنية، تُصبح ثاني دولة بعد الأرجنتين تُنتج لقاحًا للحمى القلاعية باستخدام طريقة أشعة غاما.