وقال بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن اللجوء إلى مثل هذه الخطوة يعكس نية بعض الأطراف الأوروبية للضغط على إيران، متجاهلة الالتزامات التي لم تَفِ بها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن إيران منحت الدول الأوروبية فرصة لتعويض تداعيات الانسحاب الأمريكي بين عامي 2018 و2019، إلا أنها لم تستفد من هذه الفرصة.
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني، شدد بقائي على أن استمرار الجرائم في غزة هو نتيجة مباشرة لصمت المجتمع الدولي والدعم الغربي للكيان الصهيوني، محملاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وأكد أن المجازر المتواصلة في غزة، ومنها قصف مراكز توزيع الغذاء واستهداف المدنيين في طوابير المساعدات، تشكّل جرائم حرب وإبادة جماعية موثّقة، محذراً من أن إفلات الكيان الصهيوني من المحاسبة سيؤدي إلى استمرار وتوسّع العدوان في المنطقة.
وانتقد بقائي الأداء الانتقائي للمؤسسات الدولية، بما فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي وصفها بأنها صامتة إزاء الانتهاكات الغربية، وخاصة استضافة ألمانيا للأسلحة النووية الأمريكية، معتبراً أن هذا يخالف التزاماتها الدولية بموجب معاهدة عدم الانتشار.
وفيما يخص مستقبل المفاوضات النووية، أكد بقائي أن إيران لن تدخل في أي مفاوضات جديدة إلا بعد التأكد من جدّيتها ونتائجها، موضحاً أن طهران ما زالت على تواصل مع شركائها الاستراتيجيين، روسيا والصين، وأن المشاورات معهم مستمرة ضمن إطار خطة العمل الشاملة المشتركة.
وعن وضع المواطنة الإيرانية المحتجزة في فرنسا، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن السفارة الإيرانية في باريس تتابع القضية بجدية، وقد أحرزت تقدماً في هذا الشأن، مع استمرار الزيارات القنصلية وتوكيل محامٍ للدفاع عنها.
وفي ختام حديثه، شدّد بقائي على أن على الدول الأوروبية أن تعي أن اللجوء إلى آلية الزناد في هذه المرحلة يفقدها صفتها كطرف تفاوضي، وهو أمر لا يخدم مصالحها، داعياً إلى مراجعة جادّة للسياسات المتبعة قبل اتخاذ خطوات غير محسوبة العواقب.