البث المباشر

بوشهر في خدمة الأربعين الحسينية

الأحد 13 يوليو 2025 - 14:26 بتوقيت طهران
بوشهر في خدمة الأربعين الحسينية

في خضم الاستعدادات لذكرى الأربعين الحسينية التي تفصلنا عنها شهرٌ تقريباً، تتهيأ محافظة بوشهر، جوهرة الخليج الفارسي الزرقاء، لاستقبال جماهير الزائرين الحسينيين استضافةً تليق بهم.

لا تقتصر مشاركة المحافظة على الحشد المتدفق من أبنائها في المسيرة العظيمة، بل تمتد لتلعب دوراً محورياً في خدمة حجاج المحافظات الجنوبية والشرقية للبلاد. فبموقعها الجغرافي الاستراتيجي كبوابة رئيسية لزوار العتبات المقدسة القادمين من جنوب وشرق إيران، تنهض بوشهر بدور حيوي خلال أيام الأربعين.

يعبر آلاف الزائرين من محافظات هرمزغان وسيستان وبلوشستان وكرمان وأجزاء من فارس، عبر طرق بوشهر نحو كربلاء. وقد نُظمت خطة متكاملة لا تقتصر على استضافة العابرين، بل تشمل إقامة عشرات الخيام الخدمية (المواكب) داخل المحافظة لتقديم الدعم اللازم قبل دخول الأراضي العراقية.

كشف رئيس "لجنة تطوير وإعمار العتبات المقدسة" في بوشهر عبدالرضا مطاف في حديث لوكالة "مهرو" عن تخصيص 230 مَوكباً خدمياً من أبناء المحافظة، تمتد من مدينة عسلويه حتى دَيلَم ومنفذ شلمشة الحدودي، بينما سيعمل بعضها داخل الأراضي العراقية.

وأوضح مطاف: "تتركز مهام المواكب في توفير المأوى والغذاء والخدمات الطبية والثقافية، بالإضافة إلى تنظيم مجالس العزاء لإعداد الزائرين روحياً وجسدياً قبل دخولهم العراق". مشيراً إلى تشكيل 14 لجنة متخصصة ضمن "ستاد الأربعين" لضمان نجاح المهمة.

وأضاف: "ستنتشر مواكب بوشهر في النجف وطريق النجف-كربلاء المشاة، وفي مدينة كربلاء المقدسة نفسها، لتقديم الدعم المتكامل وتسهيل رحلة الزائرين". مؤكداً أن التعاون المجتمعي هو الركيزة الأساسية لنجاح هذا الجهد التطوعي العظيم الذي يجسد معنى الخدمة في سبيل الحب الجارف للإمام الحسين (ع).

تميّز مشاركة محافظة بوشهر في موسم الأربعين هذا العام بنشر مواكبها الخدمية عبر ثلاث ساحات متوازية: داخل أراضي المحافظة، وفي محافظة خوزستان المجاورة، بالإضافة إلى الأراضي العراقية المقدسة.

تتركز عند المعابر الحدودية والمدن الدينية، وتستقبل الزائرين الوافدين من مختلف المحافظات الإيرانية المتجهين نحو العتبات المقدسة، كما تقدم خدمات الإيواء والاستراحة والإسعافات الأولية والتوجيه للقادمين من كربلاء بعد أداء المراسيم.

بالتعاون مع السلطات المحلية، يشارك متطوعو بوشهر في إدارة المواكب عند منافذ شلمشة و چذابة الحدودية (الأكثر ازدحاماً بالزائرين)، عبر تقديم الدعم اللوجستي وتأمين الكوادر البشرية لخدمة الحجاج قبل عبورهم إلى العراق، في نموذج رفيع للتضامن بين المحافظات.

تتركز الجهود الأكبر في إنشاء المواكب على طريق النجف-كربلاء المشاة، وفي المدينتين المقدستين، حيث تقدم، وجبات غذائية ومأوى مؤقت، وخدمات طبية وثقافية، ونقل ميسّر للمشاة، وبرامج دينية (صلوات جماعية - محاضرات - استشارات شرعية).

من جانبه اكد الموكبدار غلامحسين أحمدي ان على ثلاث جبهات يتطلب جهوداً استثنائية، لكن حبّ الحسين عليه السلام يذلّل الصعاب، مشيراً إلى أن الخدمات تتجاوز الجانب المادي إلى، إقامة مجالس الذكر والوعظ، وتوزيع المطبوعات الدينية، وتفعيل البُعد الروحي للزيارة.

دعا محافظ بوشهر السيد "ارسلان زارع" خلال اجتماع اللجنة التنسيقية للأربعين إلى اعتماد تسمية المحافظة رسمياً باسم "طريق الحسين"، مُستنداً في ذلك إلى: التاريخ الخدمي لأهلها في مواسم الزيارة، وموقعها الاستراتيجي كمعبر رئيسي (يخدم 5 محافظات إيرانية و3 دول)، والمشاركة التطوعية الواسعة للمواطنين.

بهذا النموذج المتكامل (مضيفاً في الوطن، خادماً في الحدود، مُلبّياً في الأرض المقدسة)، تُواصل بوشهر كتابة ملحمة خدمية تجسّد إيمان أبنائها، وتُضيف إلى سجلّها "ورقة ذهبية" جديدة في تاريخ خدمة زوّار أبي عبدالله الحسين عليه السلام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة