يقع هذا المسجد في مجاورَة مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 821 هجرية (1418 ميلادية).
عمالقة فن العمارة الإسلامية –الايرانية في ذلك الزمن وظّفوا كل ما يمتلكون من عبقرية إبداعية وموهبة فنية وإمكانيات تقنية لإنشاء هذا المعلم الديني التاريخي الرائع، فخلّدت أياديهم الفنية مسجداً فريداً تسترعي مؤثراته وزخارفه البديعة انتباه كل ناظر وزائر.
بُنِيَ هذا الصرح العظيم بمبادرة من امرأة مسلمة محبة للفن والأدب، هي السيدة «گوهرشاد بيكم»، زوجة الملك التيموري شاهرخ ميرزا، والتي اشتهرت برعايتها للعمارة والفنون.
تشتهر مساجد إيران الإسلامية بأواوينها المرتفعة وأقبائها المُزَخرَفة بروائع القاشاني والنقوش والأشكال البديعة والدقيقة.
يُمثّل مسجد جوهرشاد نموذجاً كاملاً وبارزاً للفن والعمارة الإيرانية، حيث تجسّدت في بنائه جميع السمات والميزات الخاصة بأساليب العمارة الإيرانية التقليدية، والتي تتجلى بوضوح في إيوانه الكبير الشهير، المعروف بـ «إيوان المقصورة».
تضفي الزخارف الفنية البديعة لهذا الإيوان شعوراً بالطمأنينة والروحانية والحيوية على المصلين في المسجد والمتعبّدين لله سبحانه وتعالى. كما تفتح أمام ناظريها عالماً زاخراً بالرموز والأسرار، حيث يغوص العقل في جمالياتها ويسبح في فضاءاتها العرفانية الساحرة.