وبحسب نائب مدير الشؤون الفنية والبنية التحتية في السكك الحديدية، فقد تم الانتهاء من هذا العمل، وبالتالي إزالة إحدى العقبات الثلاث الرئيسية في تنفيذ هذا المشروع الذي استمر 20 عامًا.
يبلغ طول خط سكة حديد شلامجة - البصرة 32 كيلومترا، ورغم أنه يبدو صغيرا من حيث طوله، إلا أنه سيلعب دورا كبيرا جدا في تعزيز الاتصالات بين البلدين والمنطقة من منظور جيوسياسي واقتصادي.
إن خط سكة حديد شلامجة - البصرة قادر على نقل أبناء الشعبين من مدن مشهد، طهران وقم مباشرة إلى كربلاء المقدسة. وبحسب تصريحات مدير عام السكك الحديدية العراقية، "يونس الكعبي" فإن الأهداف الأولية المخطط لها هي نقل أكثر من 3 ملايين زائر إلى العتبات المقدسة سنويا عبر هذا الخط الحديدي.
ولا شك فيه إن إكمال هذا الخط الحديدي، بالإضافة إلى تسهيل حركة الزوار، خاصة خلال زيارة الأربعين، سيوفر قدرات جديدة لنقل البضائع من إيران إلى العراق وسوريا وحتى لبنان.
ويمكن لهذا المشروع أيضًا ربط إيران بطرق السكك الحديدية في غرب آسيا وتعزيز مكانتها في ممرات النقل الإقليمية.
لقد دخل مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة، الذي يشار إليه بـ"الحلقة المفقودة" في الربط السككي بين إيران والعراق، مرحلة التنفيذ الميداني أخيراً بعد انقطاع وانتظار دام قرابة عقدين من الزمن.
وفي السنوات القليلة الماضية، أنجزت إيران جميع البنية التحتية اللازمة حتى حدود شلامجة، لكن تنفيذ المشروع في القسم العراقي واجه تحديات عديدة لأسباب عدة، منها وجود أراض ملوثة بالألغام، التعقيدات التقنية مثل بناء جسر فوق نهر أروند، والتناقضات السياسية والإدارية بين الجانبين.
ورغم أن العقبات الفنية مثل بناء جسر للسكك الحديدية فوق نهر أروند لا تزال قائمة، فإن التطورات الأخيرة تظهر أن مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة قد تجاوز مرحلة الركود ودخل مرحلة التشغيل الفعلي. وهي مرحلة من شأنها، إذا استمر التعاون الثنائي، أن تشكل بداية لتحول جدي في خريطة النقل الإقليمي.
أعلن المدير التنفيذي للسكك الحديدية الإيرانية "جبار علي ذاكري"، الأحد الموافق للأول من شهر مايو/أيار، عن الانتهاء من إزالة الألغام من مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة، الذي يقع داخل الأراضي العراقية، خلال الأيام العشرة المقبلة، كأحد التزامات إيران الثلاثة في مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة.
كما أعلن مساعد وزير السكك الحديدية للشؤون الفنية والبنية التحتية "سيد مصطفى داودي" (13 مايو/أيار) أنه بناء على تأكيدات وزير الطرق وبناء المدن ومتابعة المدير التنفيذي للسكك الحديدية، تم الانتهاء من إزالة الألغام من مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة قبل الموعد المحدد.
وأضاف:
"تمت بجهود الشباب والخبراء الإيرانيين إزالة إحدى العقبات الثلاث الرئيسية أمام تنفيذ مشروع سكة حديد شلامجة - البصرة، وتم الانتهاء من تطهير مسار المشروع من الألغام، وهو ما كان من التزام إيران، وسيتم تسليمه إلى الجانب العراقي لبدء عمليات تنفيذ بناء الخط".
وبحسب قوله فإن الالتزامين الآخرين لهذا المشروع، اللذين يتضمنان بناء محطة حدودية وجسر كبير فوق نهر أروند، يجري تنفيذهما وفق الجدول الزمني، وسيتم الانتهاء منهما في الوقت المحدد إن شاء الله.

إذن يقلل خط سكة حديد شلامجة - البصرة، بالإضافة إلى فوائد الركاب، أيضا من حركة المرور على الطرق (كل قطار يعادل 60 حافلة)، ويوفر الوقود ويقلل من حوادث الطرق، كما أنه ينقل أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنويًا، ويعزز التجارة في المنطقة وخارجها، ويربط الممرات الدولية عبر إيران بالبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي يوفر لإيران في نهاية المطاف إمكانية الوصول إلى أسواق دول البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا.
وهذه تعد من بين الفوائد الاستراتيجية لإطلاق خط سكة حديد شلامجة - البصرة بين البلدين.