وفي كلمة له خلال إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في بعلبك، شدد الشيخ قاسم على أن المقاومة لن تسلّم سلاحها ما دام الاحتلال قائماً والعدوان مستمراً، قائلاً: "سنخوض هذه المعركة الكربلائية في مواجهة المشروع الأميركي – الإسرائيلي، ونحن واثقون بالنصر".
وأوضح أنّ الحكومة تتحمّل كامل المسؤولية عن أي فتنة قد تحصل، مؤكدًا أن المقاومة لا تريدها ولكن هناك من يعمل لإشعالها.
وقال الشيخ قاسم: "الحكومة تخلّت عن واجبها في الدفاع عن لبنان وأراضيه، وليس لكم عذر في مثل هذه القرارات المتعلقة بسلاح المقاومة. هذا الوطن لا يُبنى بمكوّن دون آخر، إما أن نبقى معًا أو على الدنيا السلام".
وأضاف أن قرار 5 آب يجرّد لبنان والمقاومة من السلاح الدفاعي أثناء العدوان، أي أنه يسهّل قتل المقاومين وأهاليهم، وتهجيرهم من بيوتهم، مشيراً إلى أنّ الأجدى بالحكومة كان أن تعمل على طرد الاحتلال الإسرائيلي أولاً. وأردف: "هذه الحكومة تنفّذ قراراً أميركيًا يخدم المشروع الإسرائيلي، سواء أدركت ذلك أم لم تدرك. هل سرّكم أن يشيد بكم نتنياهو؟ انظروا إلى فرح الإسرائيليين بتصريحاتكم".
وتابع: "سبق أن قلنا لكم: أخرجوا إسرائيل ولكم منا كل التسهيلات لمناقشة استراتيجية الدفاع الوطني. أمّا حجتكم بأنكم تحت ضغوط خارجية فهي واهية. لا تخضعوا للتهويل، بل اصمدوا لتحفظوا أنفسكم والبلد معًا".
وأشار إلى أنّ لبنان لا يمكن أن يستمر إذا اعتدى الشركاء على بعضهم البعض، قائلاً: "إذا كنتم عاجزين فاتركوا مواجهة العدو لنا. لا نطلب منكم المشاركة في التصدي، فقط تنحّوا جانباً، وكما فشلت إسرائيل في السابق ستفشل اليوم".
كما دعا بعض الدول العربية إلى التوقف عن دعم العدو في ضرب المقاومة، وقال: "كفى، فصمتكم أشرف من مساهمتكم في مشروع العدو".
وشدد على أنّ قرار الحكومة شكّل خرقًا واضحًا للدستور الذي ينص على أنّه لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك، مؤكداً أن سلاح المقاومة شرعيته مستمدة من اتفاق الطائف والدستور ودماء الشهداء. وأضاف: "المقاومة لا تستمد شرعيتها من الحكومة، ولا يجوز جرّ الجيش إلى فتنة داخلية، فهو مؤسسة وطنية بسجلّ ناصع".
وكشف أنّ حزب الله وحركة أمل اتفقا على تأجيل النزول إلى الشارع بعد قرار الحكومة، موضحًا أنّ ذلك جاء لإتاحة الفرصة للنقاش أو التعديل، وقال: "لكن إذا فرضت المواجهة فنحن لها، وقد تنزل التظاهرات حينها إلى الشارع أو إلى السفارة الأميركية".
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة هي عنوان العزة والسيادة، وهي التي قدّمت الشهداء وحررت الأرض، وأسقطت مشاريع الاحتلال والتوطين، وكانت إلى جانب الجيش في حماية الوطن. وقال: "من دون المقاومة لا يمكن الحديث عن سيادة حقيقية للبنان".
كما لفت إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2024 أعطى الدولة دوراً في حماية الوطن، مشيرًا إلى أنّ المقاومة دعمت هذا المسار وسهّلت انتشار الجيش في الجنوب، لكنها بقيت مستهدفة رغم صبرها حرصًا على الدولة.
وتحدث عن استطلاع رأي للمركز الاستشاري أظهر أنّ غالبية اللبنانيين يؤيدون المقاومة ويؤكدون استمراريتها، مضيفاً أنّ عدوان تموز 2006 شكّل انتصاراً تاريخياً بفضل الدعم الإلهي والقيادة الشجاعة للسيد حسن نصر الله. وأردف: "هذا النصر الكبير رسّخ معادلة الردع 17 عاماً متواصلة".
وفي سياق الوفاء، وجّه الشيخ قاسم شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها للمقاومة بالمال والسلاح والموقف السياسي، قائلاً: "شكراً لإيران، قيادة وشعبًا وحرسًا ثوريًا ومسؤولين. لقد قدّموا حتى الشهداء وعلى رأسهم الحاج قاسم سليماني نصرةً للحق".
وأكد أن انتصار تموز كان أيضًا انتصارًا لفلسطين على العدو الصهيوني وراعيتها أميركا، مشددًا على أنّ فلسطين ستبقى البوصلة رغم التضحيات.
وختم الشيخ قاسم كلمته بالتأكيد أن المقاومة امتداد لمدرسة كربلاء، وأنها ستبقى راية مرفوعة حتى تسليمها للإمام المهدي (عج)، مضيفًا: "نحن مع خط الحسين، ضد يزيد العصر المتمثل بالطاغوت الأميركي – الإسرائيلي وأتباعه".