فإن تحديد التوقيت لظهور صاحب الزمان الإمام المهدي (عج)، يعد من الانحرافات التي نهى عنها الأئمة المعصومون (عليهم السلام) بشدة دوما. وإن هذا التصرف الخاطئ ضار بعدة طرق:

أولاً:

إنه تكذيب واضح للروايات الصحيحة التي تقول بأن وقت الظهور من الأسرار الإلهية ومعرفتها هي من عند الله وعند من اطلعهم الله سبحانه و تعالى على غيبه وهم الأئمة المعصومون الأربعة عشر عليهم السلام.
 

ثانيا:

إن تحديد التوقيت لظهور الإمام المهدي (عج) أنه يسبب اليأس والقنوط للمؤمنين. لأنه إذا لم يتم تحقيق الموعد المحدد للظهور فسيؤدي هذا الأمر إلى ضربة نفسية قاسية لمعتقدات الناس.

ثالثا:

إن تحديد التوقيت لظهور الإمام المهدي (عج) يؤدي إلى إضعاف روح الانتظار البناء؛ وهذا يعني أن الإنسان عندما ينتظر تاريخا محدداً بدلا من التركيز على إعداد وإصلاح نفسه والمجتمع، فإنه يهمل المهام الرئيسية لفترة غياب الإمام المهدي (عج).

رابعا:

إن الحديث عن التوقيت للظهور يوفر منبراً لاستغلاله من قبل مدعي المهدوية الكاذبين، فهناك فرق منحرفة كثيرة ضللت الناس البسطاء عبر التاريخ بادعاءات كاذبة عن وقت الظهور. ولذلك قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بهذا الشأن:

«كَذَبَ الوَقّاتون، إنّا اَهلُ بَيتٍ لانُوَقِّتُ». (الكافي (ط-الإسلامية)، ج1، ص368).

إن هذه الرواية المضيئة، والتي وردت في المصادر الشيعية المعتمدة مثل "الكافي" للشيخ الكليني و"الغيبة" للشيخ الطوسي، تبين موقف أهل البيت (عليهم السلام) الواضح من قضية توقيت الظهور.

وفي هذا الحديث يطلق مصطلح "الوقّاتون" على من يزعم كذبا تحديد الوقت لظهور الإمام المهدي (عج). ولذلك يصف الإمام الصادق (ع) هؤلاء الناس بالكذب صراحة. والنقطة الثانية أن لدى الإمام الصادق (ع) توضيحا؛ عندما لا نفعل هذا، فيجب عليكم أيها الشيعة أن تتوقفوا عن فعل هذا.

والنتيجة هي أن أي عمل يوجه أذهان الجمهور نحو تحديد وقت ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) فهو محرم وغير جائز، ويجب على الآخرين في التعامل مع أمثال هؤلاء إنكاره كما فعل أهل البيت (عليهم السلام) إلا إذا قام السفياني، فإنه جاء في الحديث:

«يقوم قائمنا بعد ستة أشهر من خروج السفياني».

ولذلك يجب فصل قصة السفياني عن بقية الأحداث.