موضوع البرنامج:
خطبة النور للنور في بيت النور
سلام من الله عليكم إخوة الإيمان.
وأهلا بكم في حلقة أخرى من مسلسل سيرة سيد النساء نصحبكم فيها في مشاهد الخطبة الفريدة التي جرت على الارض بعد أن أجراها الله في السماء وأشهد عليها الملأ الأعلى.
سعد بن معاذ: يا علي.. لقد جئتك في حاجة ولا أرضى أن تردني خائبا.
أجابه – عليه السلام-: حاجتك مقضية يا سعد بن معاذ ولن يؤخرني عن قضائها عملي في المزرعة.. قل وأبشر ماحاجتك.
سعد: بارك الله فيك وفي زرعك يا ابن ابي طالب، ياعلي، حاجتي أن تفرج عني وعن محبي رسول الله بالاسراع في التقدم الى الله ورسوله لخطبة فاطمة... لقد رد رسول الله كل من خطبها حتى يئسوا جميعا وعلموا أن ليس فيهم كفؤ لها.. وإني والله لأعلم كما علم غيري أن الله ورسوله إنما يحبسان فاطمة لأجلك إذ لاكفؤ لها غيرك.
أجابه – عليه السلام-: قد علمت ياسعد أنني مايمنعني عن خطبتها إلا قلة ذات اليد فما عندي الآن لاصفراء ولابيضاء.
سعد بن معاذ: كأن الله ورسوله يريدان أن يعلمانا أنهما إختاراك صهرا لرسول الله وزوجا لبضعته فاطمة لا لمال ولا لثروة بل لأنك لاغيرك ياعلي كفؤ لها... قد علمنا والله بذلك.. فاذهب الى رسول الله فحاشاه أن يردك لفقرك...
أم أيمن(بهمس): الحمد لله.. الحمد لله يامولاتي يا أم سلمة.. لقد أثمر طويل حثي لعلي للاسراع في خطبة فاطمة.
ام سلمة: الحمد لله.. وأنا مثلك أظنه جاء خاطبا حبيبتي فاطمة..
أم أيمن(باستغراب): ولكني أراه جلس ساكتا.. لماذا لايكلم رسول الله؟
ام سلمة: لقد أخذه الحياء، والحياء من خلق المؤمن وعلي أميرالمؤمنين فأصبري قليلا يا أم أيمن.
بادر رسول الله -صلى الله عليه وآله- عليا-عليه السلام- قائلا:
ما جاء بك يا علي، ألك حاجة؟
بقي علي – عليه السلام- صامتا وقد أخذ منه الحياء واحمر وجهه وهو يسمع رسول الله –صلى الله عليه وآله- وهو يصارحه بنيته قائلا:
قال: يا علي، لعلك جئت تخطب فاطمة.
فقال-عليه السلام-: نعم.
أم أيمن: الشكر لله... ها.. لقد تمت الخطبة..
ام سلمة: صبرا يا أم أيمن لنسمع مايقوله رسول الله.. أترين كيف تهلل وجه علي سرورا؟
فبشر رسول الله وصيه بأمر السماء.
قال _صلى الله عليه وآله_: يا علي، إن جبرئيل قد هبط بأمر الله أن أزوجك فاطمة وقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقول: لولم أخلق عليا لما كان لفاطمة إبنتك كفؤ على وجه الأرض، آدم فمن دونه. ياعلي ، لقد ذكر فاطمة وخطبها رجال قبلك فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج اليك..
أم أيمن: لقد قام رسول الله الى حجرة فاطمة.. لاأدري لماذا وهو عالم برضاها.
ام سلمة: لا تعجلي يا أم أيمن.. إنما يريد رسول الله أن يجعلها سنة في تزويج بنات المسلمين.
دخل رسول الله حجرة الزهراء البتول، فقامت اليه وأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالماء فوضأته بيدها وغسلت رجليه ثم قعدت صامتة.
قال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله- : يافاطمة!
أجابت – عليها السلام-: لبيك لبيك يا أبتاه.. ماحاجتك يارسول الله؟
قال: يافاطمة، إن علي بن ابي طالب هو من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم اليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟
سكتت – سلام الله عليها- ولم تول وجهها كما كانت تفعل عندما كان رسول الله – صلى الله عليه وآله- يعرض عليها خطبة من سبق من أصحابه، ولم يرى في وجهها الكراهة لخطبتها كما كان يرى فيما سبق.
فقام _صلى الله عليه وآله_ مستبشرا وهو يقول: الله اكبر.. الله اكبر.. سكوتها إقرارها.. الله اكبر.. سكوتها رضاها.
أم أيمن: سيدتي أم سلمة.. سيدتي.. أترين هذه الحالة التي غشيت رسول الله وهو يقوم من عند فاطمة؟
ام سلمة: هي والله الحالة التي تغشاه عندما يهبط عليه جبرائيل الأمين .
نعم، لقد هبط جبرئيل عليه السلام مؤكدا الأمر الإلهي.
نزل جبرئيل بعد رضا فاطمة ليقول: يامحمد زوج فاطمة من علي بن أبي طالب، فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.
أم أيمن: ما هذا الذي يحمله رسول الله في يده؟ إنه أشبه بالورود والزهور يا أم سلمة.
ام سلمة: ما هو والله من هذه الدنيا يا أم أيمن، لم أرمثل هذا الورد من قبل.
أم أيمن: أترين يا أم سلمة الى وجهه وهو يتهلل فرحا..
ام سلمة: أراه ينظر الى علي وهويبتسم ما أجمل بريق أسنانه!
أم أيمن: لنسمع مايقوله لعلي.
قال – صلى الله عليه وآله-: أبشر يا علي، فإن الله قد كفاني ما قد كان أهمني من أمر تزويجك.. لقد أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها وقال: إن الله أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها.. وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه والطواسين ويس وحاميم عسق. ثم نادى مناد من تحت العرش: ألا إني أشهدكم يا ملائكتي وسكان سماواتي أني قد زوجت أمتي فاطمة بنت محمد من علي بن ابي طالب رضى مني بعضها لبعض.
وهكذا جاءتنا الروايات الصحيحة تصرح بأن الله عزوجل خص مولاتنا الزهراء بخطبة في السماء، وخطبة في الأرض في بيت النور.
وثم خطبة ثالثة جرت في المسجد النبوي سنصورها لكم في اللقاء المقبل بإذن الله.