موضوع البرنامج:
فاطمة المهاجرة الى الله ورسوله
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله .
معكم ومشهد آخر من مشاهد السيرة الفاطمية البيضاء.
وفي هذا المشهد نلتقي بالزهراء وهي على مشارف الهجرة الى الله ورسوله.
وها نحن في أجواء مكة وقد هاجر منها الحبيب المصطفى– صلى الله عليه وآله-.
أيمن (مع نفسه): ياإلهي.. ترى من هذا الرجل الذي يقترب من دار علي؟.. أهو من عتاة قريش يريد به سوءا؟.. علي أن أراقبه بحذر (وقع أقدام خفيفة).. ماذا أرى؟! لا.. إنه ليس من المشركين.. بلى إنه منا.. هو أبو واقد الليثي..
أيمن (يرفع صوته): يا أبا واقد.. يا أبا واقد.. السلام عليك يا أبا واقد!
ابو واقد: وعليك السلام... أهذا أنت يا أيمن..
أيمن: بلى.. أنا أيمن ما الذي جاء بك من يثرب يارجل؟
ابو واقد: خفض صوتك.. أجبني أولا، لماذا أنت واقف هنا يا أيمن؟
أيمن: كنت عائدا الى الدار فرأيت شبحك فخشيت أن يكون أحدا ممن يريد بعلي سوء من المشركين.
ابو واقد: بارك الله فيك يا أيمن بارك الله فيك.
أيمن: وبارك الله فيك أيضا.. أخبرني الآن ما الذي جاء بك من يثرب بعد أن هاجرت اليها وما هو خبر رسول الله ، هل هو بخير؟ هل وصل الى يثرب؟
ابو واقد: هو بخير والحمد لله.. لقد أخبرني أنه سيقيم في قبا على مشارف يثرب.
أيمن (بتعجب): ولماذا يقيم في قبا ولايدخل يثرب؟
ابو واقد: لقد أبى أن يدخلها إلا مع ابن عمه علي وابنته فاطمة.
أيمن: ما أشد حبه لهما؟! ما أشد حبه لهما.
ابو واقد: صدقت يا أيمن إن رسول الله لشديد الحب لعلي وفاطمة.
أيمن: لما لم تخبرني يا ابا واقد ما الذي جاء بك الى مكة في هذا الليل؟
ابو واقد: لقد جئت بأمر رسول الله حاملا كتابه لعلي...
أيمن: وما شأن كتاب رسول الله يا أبا واقد؟
ابو واقد: تعال معي لنسلمه لعلي ونعرف منه الأمر.
أيمن: أنا معك على بركة الله.
ابو واقد: إفتح الباب ياابن ابي طالب .. أنا ابو واقد، رسولُ رسولِ الله اليك.
ابو واقد: تفضل يا علي هذا كتاب رسول الله وقد أمرني أن أسرع في ايصاله اليك قبل أن يصل هو الى قبا.
أيمن: أسرع علي وانظر ماذا في كتاب رسول الله.. لقد أبى دخول يثرب إلا معك ومع ابنته فاطمة.
وفتح علي – عليه السلام- وقرأه على أبي واقد وأيمن وكان فيه قوله-صلى الله عليه وآله-: ياعلي إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة الى الله ورسوله وسر إلي لقدوم كتابي عليك بنفسك وبابنتي فاطمة وفاطمة أمنا وفاطمة بنت حمزة ونساء المؤمنين...
أم أيمن: .. هذا أنت يا أيمن؟! ما الذي أخرك علينا يابني..
أيمن: السلام عليك يا أماه .. لقد جئتك بالبشرى.
أم أيمن: وعليك السلام ياولدي.. بشرك الله بالخير.. أخبرني ما هي بشراك ياأيمن؟
أيمن: لقد جئتك للتو من علي وقد أمرني بأن تذهبي الى فاطمة لكي تستعد للهجرة الى الله ورسوله.
أم أيمن: الحمدلله .. الحمدلله.. نعم البشارة ياأيمن.. كم ستفرح فاطمة بها.. قد علمت أن الفرج قريب مذ رأيت عليا يرجع ودائع الناس وأماناتهم التي أمنوها عند رسول الله الى أصحابها.
أيمن: أسرعي يا أماه الى فاطمة وأخبريها فقد أمر رسول الله عليا بأن يسرع في القدوم عليه... استودعك الله يا أماه.
أم أيمن: مهلا يا أيمن.. الى أين انت ذاهب في هذا الليل ياولدي؟
أيمن: لقد أمرني علي أن أذهب الى من بقي من ضعفاء المؤمنين في مكة وأخبرهم بأن يخرجوا منها ليلا خفية الى وادي ذي طوى لكي يلتحقوا بركبه فيهاجروا الى الله والى رسوله في يثرب.
أم أيمن: بشراك ياحبيبتي يافاطمة.. قد آن لآلام فراقك رسول الله أن ينتهي.. إستعدي ياحبيبتي للهجرة.. إن عليا ابن عمك منهمك في صنع الهوادج لك وللفواطم لكي يذهب بكن الى يثرب.
وتهلل وجه الصديقة الكبرى وهي تسمع بشرى أم أيمن.
فقد وجدت فيها إيذانا بقرب انتهاء ايام فراقها الصعب لرسول الله الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله-.
أيمن: السلام عليك يا أماه.
أم أيمن: وعليك السلام ياولدي.. ما أسرع ما أنجزت مهمتك! هل استطعت أن تخبر الجميع من بقي من المسلمين في مكة بأمر الهجرة؟
أيمن: لقد أعانني على ذلك ابو واقد الليثي يا أماه.. وأنت هل أخبرت فاطمة بالأمر؟
أم أيمن: أجل يا أيمن لقد أخبرتها وسرعان ماتجهزت واستعدت للهجرة... لقد رأيت دموع الشوق لرسول الله تنهمل من عينها وهي تستعد للرحيل.
أيمن: عجيب قولك يا أماه، إنها لم تمض سوى أيام معدودات على رحيل رسول الله عنها، فهل تملكها الشوق بهذه السرعة..
أم أيمن: ويحك يا أيمن أوما علمت بشدة حبها لأبيها؟
أيمن: بلى..بلى.. إن دموعها كانت فرحا بخبر سلامته.
أم أيمن: هذا صحيح أيضا ياولدي ولكني كنت أشعر بصعوبة فراق رسول الله عليها وإن كانت حريصة على أن لاتبديه لنا.
أيمن: ولماذا هذا الحرص ياأماه؟
أم أيمن: كانت بذلك تربط على قلوبنا وتبعد عنا هواجس القلق، أما والله كنت طوال هذه الأيام، أذهب اليها كلما ساورني القلق والخشية على رسول الله فلما كنت أنظر اليها سكينتها كان القلق يرحل عني..
أيمن: ومن مثل فاطمة فى ثقتها بالله غير أبيها يا أماه.
وفي ظل تربص طواغيت قريش بأهل بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله- كات هجرة فاطمة من مكة للالتحاق بالحبيب المصطفى.
ولم تسلم هجرتها – عليها السلام- من أذى قريش كما سنرى ذلك في اللقاء المقبل من مسلسل (الصديقة الكبرى).