وخلال اللقاء، هنّأ وزير الخارجية الإيراني الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة على انتصاره التاريخي ضد جرائم الاحتلال الصهيوني والإبادة الجماعية، مؤكدا أن صمود ومقاومة سكان غزة، رغم المساحة الصغيرة التي يعيشون فيها، في وجه المجازر غير المسبوقة التي ارتكبها الاحتلال، سيُسجَّل في التاريخ كرمز للصمود والكرامة. كما شدد على أن قوة المقاومة التي تجلّت في مشاهد عودة الفلسطينيين الصامدين إلى أراضيهم، تعد مصدر فخر لجميع المسلمين وأحرار العالم.
وأشار عراقجي إلى أن الكيان الصهيوني، رغم ارتكابه مجازر وحشية وقتله الآلاف من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، وجد نفسه مضطرا في النهاية إلى التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، التي كان يسعى إلى القضاء عليها تمامًا.
وأضاف أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه، بينما نجحت حماس، بفضل إيمانها الراسخ ودعم شعبها، في فرض شروطها على العدو وإجباره على قبول وقف إطلاق النار، الذي تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا سنوات في سجون الاحتلال.
وأكّد وزير الخارجية الإيراني أن مقترح الرئيس الأمريكي بتهجير سكان غزة قسرا يتماشى مع المخططات الاستعمارية الرامية إلى محو فلسطين، وهو يتعارض مع كافة مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، فضلًا عن كونه انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية، مما يجعله مرفوضًا تمامًا.
كما أشار عراقجي إلى اتصالاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ووزراء خارجية بعض الدول العربية والإسلامية لمناقشة عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية المنظمة، مؤكدًا ضرورة اتخاذ موقف إسلامي موحد وحازم إزاء هذه المؤامرة الخطيرة.
من جانبه، عبّر محمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس قيادة حماس، عن سعادته بزيارة طهران ولقاء قائد الثورة الإسلامية، ومسؤولي الحكومة ومجلس الشورى الإسلامي، مقدّمًا التهاني بمناسبتي الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، والانتصار الكبير للمقاومة في غزة.
كما أعرب عن تقدير الحركة العميق لدعم قائد الثورة وحكومة وشعب إيران للقضية الفلسطينية والمقاومة.
وأشاد درويش بذكرى قادة المقاومة الشهداء، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، يحيى السنوار، محمد ضيف، السيد حسن نصر الله، السيد هاشم صفي الدين، وآلاف المجاهدين من فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران، مشيرا إلى الدور البارز للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني في دعم القضية الفلسطينية والتصدي لجرائم الاحتلال الصهيوني.
وأكد أن الانتصار الكبير للمقاومة في غزة يشكل نقطة تحول في تاريخ فلسطين، حيث فرض هزيمة استراتيجية على الاحتلال الصهيوني في كافة المجالات، العسكرية، السياسية، الاستخباراتية، والأخلاقية، مما أسفر عن دعم عالمي واسع للقضية الفلسطينية.
وأدان رئيس مجلس قيادة حركة حماس بشدة مقترح الرئيس الأمريكي بشأن تهجير سكان غزة، مشددا على ضرورة تبني موقف عربي وإسلامي موحد وقوي لمواجهة هذه المخططات ودعم الشعب الفلسطيني.
وأكد أن لا أحد يستطيع إجبار الشعب الفلسطيني المقاوم على مغادرة غزة، فهم صمدوا لأكثر من خمسة عشر شهرا في وجه الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المستمر، واستطاعوا تحقيق النصر والعودة إلى مدنهم وقراهم، مشددا على أن الشعب الفلسطيني، كأشجار الزيتون، متجذر في أرضه ووطنه.
كما أعرب عن تقديره للتحركات المستمرة والواسعة لجهاز السياسة الخارجية الإيرانية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، معربا عن أمله في أنه مع استكمال اتفاق وقف إطلاق النار، ستنطلق حملة إقليمية ودولية لدعم إعادة إعمار غزة والتخفيف من معاناة وآلام الشعب الفلسطيني.