إن من إحدى مؤشرات النمو في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأعوام التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية هي حضور الباحثين والعلماء الإيرانيين في نقل العلوم والإنجازات العلمية إلى دول المنطقة والعالم.
وعليه فإن نشر المقالات في مجلات دولية مرموقة ذات معامل تأثير مرتفع يشير إلى تحسن في جودة البحث، وقد بذل الباحثون الإيرانيون جهوداً واسعة النطاق في السنوات الأخيرة لتحسين المكانة العلمية لإيران في العالم، وبناء على ذلك، شهد حضور الجامعات الإيرانية في أنظمة التصنيف العالمية مثل تايمز، لايدن، كيوإس، وإديوكيشن قفزة كبيرة، حيث لم تكن قبل انتصار الثورة الإسلامية أي من الجامعات الإيرانية موجودة في أنظمة التصنيف العالمية.
أعلن مستشار فهرسة المنشورات العلمية بوزارة العلوم الإيرانية "مرتضى طاهري"، عن زيادة عدد الجامعات الإيرانية في نظام تصنيف لايدن (Leiden Ranking).
وبحسب المسؤول بوزارة العلوم الإيرانية، فإن نظام تصنيف لايدن يعكس من عام 2012 إلى عام 2024 النمو الكبير في حضور الجامعات الإيرانية فيما يخص نظام التصنيف الدولي المرموق هذا.
تم في عام 2012، إدراج 5 جامعات إيرانية فقط في نظام التصنيف هذا، وفي ولكن في تصنيف عام 2024، كانت 46 جامعة إيرانية من بين أفضل 1506 جامعة في العالم.
ويشير هذا الارتفاع الكبير إلى التطور العلمي والتحسن في جودة البحث في الجامعات الإيرانية والنمو العلمي الدولي الذي شهدته البلاد، في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية.
وفي إشارة إلى ضرورة مراعاة بعض العوامل في النمو العلمي لإيران في نظام تصنيف لايدن، قال مستشار فهرسة المجلات العلمية بوزارة العلوم الإيرانية:
"إن الاستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي هو أحد المعايير المؤثرة. لقد أولت الحكومة الإيرانية والمؤسسات العلمية اهتماما خاصا بتحسين البنية الأساسية للأبحاث في العقود الأخيرة، زيادة تمويل الأبحاث وتشجيع إنتاج العلوم".
وبحسب طاهري فإن العامل الآخر هو زيادة إنتاج المقالات العلمية، مما أدى إلى تحسين نوعية وكمية الإنتاج العلمي في إيران، وقد استفادت معايير تصنيف لايدن، التي تركز على البحث، من هذا النمو.
وقال هذا الأستاذ الجامعي من طهران في إشارة إلى تطوير التعاون الدولي:
"إن زيادة عدد المقالات الدولية المشتركة ومشاريع البحث المشتركة مع الجامعات المرموقة في العالم لعبت دوراً مهماً في تعزيز مكانة الجامعات الإيرانية. "
وأشار إلى أن نظام تصنيف "لايدن" يركز على مؤشرات تعتمد على البحث، بما في ذلك عدد المنشورات، جودة المقالات، والتأثير العلمي. ويشير وجود 46 جامعة إيرانية في هذا التصنيف إلى تقدم البحث والتأثير العلمي لجامعات البلاد.
وصرح "طاهري" فيما يتعلق بمقارنة النظام العلمي الإيراني مع دول المنطقة: "جعل هذا النمو في عدد الجامعات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضمن الدول الرائدة علمياً في المنطقة". كما قامت الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي باستثمارات في التعليم العالي؛ لكن نمو إيران، على الرغم من القيود الاقتصادية والعقوبات، يعد ملحوظا في كثير من النواحيط.
إذن يشير الاتجاه المتزايد لعدد الجامعات الإيرانية في تصنيف "لايدن" إلى نجاح جمهورية إيران الإسلامية في التطور العلمي والبحوثات وتحسين مكانتها الدولية في مجال التعليم العالي. وتم تحقيق هذه التطورات بفضل التخطيط الاستراتيجي، دعم البحث والتطوير، والاهتمام بالمعايير العالمية.
ومع ذلك، لكي تواصل إيران نموها وتحقق مكانة لائقة على الساحة العالمية، فمن الضروري أولاً تحديد التحديات القائمة ومن ثم تقديم الحلول المناسبة وفقاً لذلك.