وقال "حسن سالارية" في المنتدى الفكري للشباب الباحثين في المجتمع والصناعة الذي عقد في جامعة طهران:
"تعتبر صناعة الفضاء، إحدى المجالات في العالم التي تستقطب أكبر عدد من النخب في مختلف المجالات مثل فروع الهندسة الميكانيكية، الكهرباء، الجو فضاء والكمبيوتر، الهندسة الكيميائية وهندسة المواد. وقد أجريت العديد من الدراسات في العالم، وأظهرت إحداها أن أعظم توظيف للنخب قد حدث في هذه الصناعة".
وأرجع "سالارية" تطور صناعة الفضاء إلى عصر الحرب الباردة والمنافسة بين كتلتي الشرق والغرب وقال:
"بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة الحلفاء وألمانيا هاجر العديد من المتخصصين في الصواريخ وخاصة في ألمانيا إلى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وأصبح الفضاء حجر الأساس لمسابقات الكتلة الشرقية والغربية".
وتابع "سالارية":
أول قمر صناعي في العالم أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1957 ووضعه في مداره، وأحدث هذا الأمر ضجة في العالم، ورأى الأمريكيون أنهم خسروا أمام الاتحاد السوفيتي. ومن هنا أطلقت "ناسا" قمرا صناعيا".
وأضاف رئيس منظمة الفضاء الإيرانية:
"في ذلك الوقت أدركت الدول أن صناعة الفضاء خلقت عالما جديدا ومن المفترض أن تمر أداة فوق تراب جميع الدول وتجمع المعلومات من سطح الأرض، وهذا يعني أنها يمكن أن تخلق أحداثًا جديدة، بينما لم تكن صناعة الفضاء، البصريات والتصوير في ذلك الوقت على المستوى الذي هي عليه اليوم، ولكن كان من المتوقع تمامًا حدوث أحداث جديدة".
وتابع "سالارية":
"استمرت هذه المنافسة بين كتلتي الشرق والغرب نحو 40 عاما، ومع تنفيذ برنامج القمر في الستينيات والسبعينيات، وربما بعد وصول أقدام الإنسان إلى القمر وعدة مشاريع لاحقة في هذا المجال، فصارت هذه المنافسة آخذة في الهدوء. ولكن تم ضخ الكثير من الأموال في الصناعة، وخاصة في صناعة الفضاء، إلا أن ذلك أثار التساؤل عما سيحدث في هذه المنافسة؛ ولذلك تم خلق التوجه الاقتصادي لمشاريع الفضاء ومن ثم تشكلت وكالات الفضاء للدول".
وأكد:
"مع انهيار الاتحاد السوفييتي، أصبح استخدام الفضاء اقتصادياً، وتم تطوير أقمار الراديو والتلفزيون، كما تم تطوير أجهزة القياس وتصوير سطح الأرض، كما نما عملاق اسمه الصين، وجلبت الصين عددًا كبيرًا من العلماء من هذا البلد الذين كانوا في بلدان أخرى إلى صناعة الفضاء وشكلت تدريجيًا أدبًا جديدًا حول "كسب المال" في صناعة الفضاء".
وأشار إلى أنه بعد 30 عاما تغيرت النظرة إلى صناعة الفضاء، وصرح:
"لا تحكم الحكومات، صناعة الفضاء في العصر الجديد، ولكن القطاع الخاص حاضر على نطاق واسع فيها، وخرجت عمليات الإطلاق للأقمار الصناعية عن حصرية بعض الدول ودخلت الشركات في هذه القضية".
وقال "سالارية" في إشارة إلى وضع إيران في صناعة الفضاء:
"بدأت صناعتنا الفضائية بعد الحرب المفروضة ومع الإجراءات المتخذة لتطوير الصناعات الدفاعية. وفي السبعينيات، نمت صناعة الإلكترونيات، وفي أواخر الثمانينيات، انطلقت صناعة الصواريخ لدينا نحو الوصول إلى مدارات منخفضة الارتفاع".
وذكر "سالارية":
"أول إطلاق مداري ناجح لنا عام 2008 هو القمر الصناعي "أميد"، وهو نوع من الأقمار الصناعية الروسية "سبوتنيك 1975"، وبعد ذلك تم تصميم وبناء العديد من الأقمار الصناعية في البلاد".
وأكد:
"تختلف صناعة الفضاء الإيرانية عن الدول الأخرى من حيث أنها لا تتعاون مع الدول الأخرى بسبب العقوبات. والصناعات التقنية العالية في العالم لا يتم نقلها، وإذا حدثت فإنها تتطلب أموالاً كثيرة، ولم تتح لنا هذه الفرصة؛ ولذلك فإن صناعة الفضاء في البلاد هي صناعة مكتفية ذاتيا تماما".
وتابع:
"دخلت في أواخر الثمانينيات، العديد من الجامعات الكبرى في البلاد، مثل جامعة شريف الصناعية، جامعة العلوم والصناعة وأمير كبير، مالك أشتر وخواجة نصر الدين الطوسي، صناعة الفضاء وبدأت في تدريب القوى العاملة وتحديد مشاريع الأقمار الصناعية.
وكانت الأقمار الصناعية التي كانت آنذاك في جامعة "شريف" الصناعية تبلغ دقة تصويرها عدة عشرات من الأمتار، فبعد 20 عاما أصبحت دقة أقمار البلاد تصل إلى 2 إلى 3 أمتار، لتبلغ دقة التصوير للقمر الصناعي "كوثر" الذي كان تم إطلاقه في نوفمبر 2024 بإطلاق أجنبي فتم وضعه بدقة 4 أمتار".
وأشار:
"يتمتع القمر الصناعي "بارس 2" بدقة تصوير تصل إلى مترين ومن المقرر أن يتم الكشف عنه في أيام عشرة الفجر المباركة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران".
وبحسب رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، فإن القمر الصناعي "بارس 3"، المدرج على جدول أعمال معهد أبحاث الفضاء، أيضا تبلغ دقته مترين.
وأشار إلى تطور قمر الاتصالات عن البرامج الأخرى لهذه المنظمة، وذكر:
"أن قمر "مهدا" الذي لا نزال نستقبل منه الاتصالات والإشارات، يمتلك منصات إنترنت الأشياء.
ومن المقرر إطلاق القمرين الصناعيين "ناهيد 1 و2"، اللذين تم الكشف عن عينات رحلاتهما العام الماضي، قريباً. وهذا القمر الصناعي لديه عرض النطاق الترددي Q.
وقال سالارية:
"القمر الصناعي "ناهيد 3" قيد الإنشاء ولديه القدرة على بناء نظام".
وأضاف:
"إن من النقاط الأساسية لتطوير الفضاء هو دخول القطاع الخاص، والآن يشمل مقدموا الطلب الذين يشاركون في كل مناقصة، 20 شركة معرفية تقوم بتصنيع الأقمار الصناعية، وهي نقطة إيجابية.