البث المباشر

الاعتقاد بالمهدوية عند أهل السنة وتشابهه مع عقيدة الشيعة

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 17:20 بتوقيت طهران
الاعتقاد بالمهدوية عند أهل السنة وتشابهه مع عقيدة الشيعة

هناك أكثر من مائة حديث يتعلق بالإمام المهدي (عج) عند أهل السنة بالتواتر المعنوي، وكل هذه الأحاديث تشير إلى ظهوره الشريف (عج).

يعتبر الإيمان بالمهدوية وفكرة ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) جزءا هاما من المعتقدات الإسلامية التي تشكلت بناء على بشارات نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) بين جميع الطوائف والأديان والمذاهب الإسلامية.

وفي هذا المقال سنستعرض بإيجاز عقيدة أهل السنة في الإمام المهدي منقذ البشرية (عج) في آخر الزمان وتشابهها مع عقيدة الشيعة:

لقد وردت الأحاديث المتعلقة بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في العديد من الكتب المشهورة عند أهل السنة والشيعة، وبالعناية الكافية يمكننا أن نجد في هذه الأحاديث أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الشيعة والسنة فيما يخص الإمام المهدي (عج)، ومنها:

حتمية الظهور وخروج الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، ونسب الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، الصفات الجسدية للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، مقدمات ظهوره، علامات ظهوره، الأمور المتعلقة بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، اسمه يوافق اسم النبي (ص) ، خصائص حكومة الإمام المهدي (عج) و...

وأيضاً بحسب تحليل الروايات والأحاديث فإن هناك اختلافات بين آراء الشيعة والسنة حول مسألة المهدوية، مثل: الاختلاف في ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، والاختلاف في غيبة الإمام المهدي (عج)، وأيضا الاختلاف في عصمة الإمام المهدي (عج).

هناك أكثر من مائة حديث يتعلق بالإمام المهدي (عج) عند أهل السنة بالتواتر المعنوي، وكلها تشير إلى ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج).

وبحسب النصوص السنية الصحيحة فقد روى عن النبي (ص) ما يزيد على عشرين من الصحابة فيما يتعلق بالإمام المهدي (عج) وكل ذلك نجده في كثير من المصادر الإسلامية المشهورة ونصوص الأحاديث الرئيسية، مثل: السنن، المعاجم، المسانيد: كسنن أبي داود، سنن الترمذي، ابن ماجة، مسند أحمد، صحيح الحاكم، مسند البزاز، ومعجم الطبراني.

ويمكن الاستنتاج من مصادر وأقوال علماء السنة بأن الإمام المهدي (عج) من ولد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وسيخرج.

 

أقوال علماء أهل السنة في مسألة الظهور:

ليس هناك خلاف فيما يخص ظهور مصلح آخر الزمان بين الصحابة والتابعين من القرن الأول الهجري وبعد ذلك إلى اليوم، وقد أجمع علماء السنة برمتهم على ظهور الإمام المهدي (عج) ولو شك أحد في صحة أحاديث ظهور الإمام المهدي (عج) وهذه البشرى عن نبي الإسلام (ص) فيحمل على مقاومته أو جهله. ولهذا السبب، لم يرفض أحد حتى الآن مدعي المهدوية لإنكار مبدأ ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).

وفي هذا الصدد يقول السويدي: الذي اتفقوا عليه أن المهدي (عج) هو الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

ويقول خير الدين الألوسي، وهو من علماء السنة الآخرين: على الراجح عند أكثر العلماء أن ظهور المهدي (عجل الله فرجه الشريف) من علامات القيامة، وأن عقيدة البعض الذين أنكروا ظهوره ليس لهم أي قيمة ومصداقية.

ويقول الشيخ محمد الإيرواني في كتاب الإمام المهدي: بحسب علمي، قد ألف أهل السنة في هذا الأمر، أكثر من ثلاثين كتاباً. (الإيرواني، محمد باقر، الإمام المهدي، ص١١).

ويقول ابن خلدون وله رأي آخر في مسألة المهدوية حول عقيدة المسلمين فيما يخص الإمام المهدي (عج):

"والمشهور بين جميع أهل الإسلام أنه سيخرج في آخر الزمان رجل من أهل البيت (عليهم السلام) ينصر الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على بلاد الإسلام. هذا الشخص اسمه المهدي (عج). (تاريخ ابن خلدون ج1 ص311).

 

عدد من رواة حديث ظهور الإمام المهدي (عج) عند أهل السنة

 1. ابن سعد (المتوفى 230هـ)؛

 2. ابن أبي شيبة (المتوفى 235هـ)؛

 3. أحمد بن حنبل (المتوفى 241هـ)؛

 4. البخاري (المتوفى 273هـ)؛

 5. المسلم (المتوفى 261هـ)؛

 6. ابن ماجة (المتوفى 273)؛

 7. أبو بكر الإسكافي (المتوفى 273هـ)؛

 8. الترمذي (المتوفى 279هـ)؛

 9. الطبري (المتوفى 380)؛

 10. ابن قتيبة الدينوري (المتوفى 276)؛

 11. الحاكم النيسابوري (المتوفى 405)؛

 12. البيهقي (المتوفى 458)؛

 13. الخطيب البغدادي (المتوفى 463)؛

 14. ابن الأثير الجزري (المتوفى 606).

(المصدر: المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي)

 

ويقول ابن كثير أيضاً في "البداية والنهاية": يخرج المهدي في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جورا وظلما. وقد جمعنا الأحاديث المتعلقة بالمهدي (عج) في مجلد مستقل، كما خصص لها أبو داود كتابا مستقلا في سننه. (ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، ج6، ص248)

 

جزء من القواسم المشتركة بين الشيعة والسنة

فيما يلي بعض القواسم المشتركة بين الشيعة والسنة حول الإمام المهدي (عج) (إمام الزمان):

 

  • إن ظهور الإمام المهدي (عج) وعالمية حكومته حقيقة مؤكدة وتشترك فيها جميع الطوائف الإسلامية
  • الإمام المهدي (عج) يحارب الظلم.
  • يهدف ظهور الإمام المهدي (عج)  نشر العدل والتوحيد في العالم.
  • قد أكد النبي (ص) نصيحة مؤكدة للأمة بشأن الإمام المهدي (عج).
  • إن الإمام المهدي (عج) من أهل البيت (عليه السلام) وأولاد رسول الله؛ وروى ابن ماجة في سننه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:«المهدي (عجّل‌ الله فرجه‌ الشريف) منا أهل البيت يصلحه الله عز وجل في ليلة.» (ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة، ج۲، ص۱۳۶۷، ح ۴۰۸۵).
  • الإمام المهدي هو من نسل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والإمام علي (ع) وصي نبي الإسلام. وروى السيوطي في عرف الوردي أن رسول الله (ص) أخذ بيد علي (ع) فقال:«سيخرج من صلب هذا فتى يملا الأرض قسطاً وعدلاً.» (سيوطي، جلال الدين، عرف الوردي، ص۱۰۰.)
  • وكذلك روى ابن ماجة عن أم سلمة أنها سمعت من رسول الله(ص): «المهدي من ولد فاطمة." (ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة، ج2، ص1368، ح4086).

 

القواسم المشتركة في وصف صفات ظهور الإمام المهدي (عج)

إن الصفات المذكورة في كتب أهل السنة للإمام المهدي (عج) مأخوذة من الأحاديث التي تمت روايتها عن نبي الإسلام (ص) ولا تختلف عموماً عن الصفات المذكورة التي وردت في كتب علماء الشيعة.

خصائص مثل: قدرة الإمام المهدي (عج) عند الظهور، وجهه المشرق، جبهته الطويلة، أقنى الأنف، شامة على الخد، ظهور الإمام المهدي (عج) وهو في الأربعين من عمره، واسمه اسم رسول الله (ص). (المصادر: فريد السماطين، المصنف، البيان في أخبار صاحب الزمان، عقد الدرر).

 

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة