البث المباشر

بين محور المقاومة والمحور الأمريكي، الليالي والأيام والميدان

الإثنين 19 أغسطس 2024 - 11:38 بتوقيت طهران
بين محور المقاومة والمحور الأمريكي، الليالي والأيام والميدان

من المؤكد أن مقطع الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "عماد 4 جبالنا خزائننا"، ويظهر فيه مدينة صاروخية شيدت في أنفاق ضخمة تحت الأرض، تتحرك فيها الشاحنات العسكرية بسهولة وهي تحمل راجمات للصواريخ الدقيقة وتجهيزات عسكرية، وقع كالصاعقة على رؤوس زعماء الكيان الاسرائيلي، وحماتهم الأمريكيين.

لاسيما أن المدينة الصاروخية تحمل رقم  "4"، اي أن هناك عددا كبيرا من هذه المدن، التي تقبع تحت جبال لبنان، والتي قد تتحول في أي لحظة إلى براكين تقفذ من فوهاتها حممها صوب كل من يفكر بشن ضربة استباقية ضد لبنان، او شن حرب واسعة ضده.

ما عرضته المقاومة الإسلامية في لبنان، فاجأ العدو والصديق معا، فالذي كشف عنه الفيديو، هو مدينة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تم تشييدها تحت صخور جبال لبنان، بشكل يثير الإعجاب والتعجب، فكيف تم ذلك بينما الأقمار الاصطناعية التجسسية والمسيرات وعملاء وجواسيس أمريكا والكيان الإسرائيلي ترصد كل كبيرة وصغيرة في لبنان.

فالأنفاق، ليست أنفاقا عادية بل هي عملاقة، تعبر خلالها الآليات والشاحنات العسكرية الكبيرة، التي تحمل الصواريخ الضخمة، بدون أي صعوبة، كما ان الأنفاق، تتكون من عدة طبقات، مزودة ومجهزة بتقنيات متطورة تشمل الإنارة ووسائل الاتصال الحديثة، الأمر الذي سيجعل المحور الأمريكي الإسرائيلي، الذي مازال عاجزا عن الكشف عن شبكة أنفاق غزة رغم مرور 10 أشهر من العدوان، أن يفكر ألف مرة قبل الدخول في مغامرة حمقاء مع لبنان.

نشر فيديو المدينة الصاروخية في هذا التوقيت، حمل العديد من الرسائل الواضحة والصريحة، للكيان الإسرائيلي وعرابه الأمريكي، منها إن ما تم الكشف عنه ليس سوى قمة الجبل الجليدي للترسانة العسكرية لحزب الله المخزونة في جبال لبنان الشامخة.

وإن الحزب عاقد العزم على رد الصاع صاعين للكيان الإسرائيلي على جريمة اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر، وإعادة رسم قواعد الاشتباك، ولا تاثير لا لتهديدات بايدن ولا نتنياهو ولا غالانت، ولا حتى سير المفاوضات بشأن غزة، على رد حزب الله، فالقرار اتخذ والعيون على الميدان، وفي حال تجرأ الصهاينة على الرد على رد حزب الله، عليهم أن ينتظروا ردا أقوى وأوسع وأكثر إيلاما، مهما كانت نتائج المواجهة.

إن فيديو المدينة الصاروخية، جاء استكمالا لفيديوهات الـ"هدهد"، الأول والثاني والثالث، فهذه الصواريخ تم إعدادها خصيصا، لتلك الأهداف التي جاء بها الهدهد، وهي أهداف لا تتطلب لنسفها وتحويلها إلى رماد، إلى ساعة أو حتى نصف ساعة، وفي حال استقوى نتنياهو بوجود القوات الأمريكية والغربية، وتمادى وتطاول بالعدوان على لبنان، عندها سيكون كيانه والقوات الأمريكية التي يتستر وراءها، أهدافا لا لصواريخ حزب الله فقط، بل لصواريخ محور المقاومة أيضا، عندها لن يجد نتنياهو وعصابته، مكانا آمنا في كيانه، من كريات شمونة إلى إيلات.

إن ما تم الكشف عنه في فيديو "عماد 4"، جعل تهديدات غالانت بتوجيه ضربة استباقية للبنان، مجرد هراء، فالمدن الصاروخية تحت جبال لبنان، سوف لن تتأثر بأي ضربة استباقية، وسيكون بمقدور حزب الله وخلال دقائق فقط، على أهبة الاستعداد للرد على الضربة بضربات أعنف وأقسى وأقوى.

وعلى الأمريكيين المهووسين بقوتهم، أن يدركوا أن استعراض قوتهم لم يعد يردع محور المقاومة، كما أن القوة لم تعد حكرا عليهم، وهناك من يمتلكها اليوم في المنطقة وعلى أتم الاستعداد لاستخدامها دون تردد، لذلك عليهم أن يلجموا نتنياهو، الذي يعمل جاهدا لتوريطهم في حرب مدمرة في غرب آسيا، ويعرف الأمريكيون، أن محور المقاومة لا يتردد في خوضها، بعد أن تجاوز نتنياهو كل الخطوط الحمراء باغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران والشهيد القائد فؤاد شكر في بيروت، ولن يهدأ لمحور المقاومة بال، إلا بعد ردعه وتدفيعه ثمن جرائمه، مهما كانت النتائج.

 

أحمد محمد

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة