السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتطرق فيها إلى أحد الآداب الشرعية المرتبطة بشهر رمضان المبارك، وهو أدب كراهة إنشاد الشعر فيه.
مستمعينا الأفاضل يستفاد مما ذكره المحقق البحراني في موسوعة الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة، أن الإجماع بين فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو على اختصاص كراهة إنشاد الشعر بالأشعار الباطلة.
وعلى هذا الأساس يكون هذا الأدب من المصاديق العلمية لأدب حفظ الصائم للسانه خاصة في شهر رمضان.. كما أن لموسم ضيافة الله عزوجل حرمة لا يناسبها الإنشغال بالأشعار اللهوية من الباطلة وغيرها. والأجدر بأن يكون لسان الصائم فيه مشغولا بالذكر والدعاء وما يرضاه الله عزوجل من القول الطيب.
أيها الإخوة والأخوات ومن أسمى مصاديق القول الطيب المنسجم مع أجواء ضيافة الله عزوجل هو الشعر الصادق في مدائح ومراثي أحب الخلق إليه محمد وآله الطاهرين فمن الطبيعي أن يستثنى هذا النوع من الشعر مما يكره إنشاده في شهر رمضان المبارك، قال المرجع الديني آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري في كتابه (مهذب الأحكام في بيان الحلال والحرام)، قال -وضمن حديثه عن مكروهات الصيام-: "إنشاد الشعر ولا يبعد اختصاصه بغير المراثي، أو المشتمل على المطالب الحقة من دون إغراق، أو مدح الأئمة وإن كان يظهر من بعض الأخبار التعميم.. وفي صحيح آخر عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (لا ينشد الشعر بالليل، ولا ينشد في شهر رمضان بليل ولا نهار، فقال له إسماعيل: يا أبتاه فإنه فينا، قال: وإن كان فينا) ويمكن حمل مثل هذه الأخبار المشتملة على كراهة شعر الحق على التقية في خصوص تلك الأزمنة، فيرتفع موضوع الكراهة حينئذ بالنسبة إلى شعر الحق استنادا لخبر خلف بن حماد قال: (قلت للرضا (عليه السلام) إن أصحابنا يروون عن آبائك: إن الشعر ليلة الجمعة، ويوم الجمعة، وفي شهر رمضان، وفي الليل مكروه. وقد هممت أن أرثي أبا الحسن (عليه السلام) وهذا شهر رمضان؟ فقال (عليه السلام): إرث أبا الحسن (عليه السلام) في ليلة الجمعة، وفي شهر رمضان، وفي الليل وفي سائر الأيام. فإن الله عزوجل يكافؤك على ذلك بالثواب الجزيل".
كنا مع ادب اخر من اداب الصيام في اجتناب لهو الحديث، نلتقيكم انشاالله في لقاءات قادمة من البرنامج، شكرا لكم.