السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، عظم الله أجورنا وأجوركم بأيام ذكرى استشهاد مولى الموحدين وأميرالمؤمنين _صلوات الله عليه_.
معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج، نشير فيه إلى الآداب الشرعية التي ذكرتها الأحاديث الشريفة بشأن الأعمال المختصة من كل ليلة من ليالي القدر الثلاث، ونشير هنا إلى الأعمال العبادية الخاصة بليلتي التاسع عشر والحادي والعشرين، ونوكل الحديث إلى ليلة القدر الكبرى أي ليلة الثالث والعشرين إلى لقاء مقبل.
مستمعينا الأفاضل، اختصت الليلة التاسعة عشرة بالإستغفار مائة مرة، ولعن قتلة أميرالمؤمنين مئة مرة، إذ إن هذه الليلة هي الليلة التي أصيب بها الإمام علي (عليه السلام) بضربة سيف، على يد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي (لعنه الله). كما أنه يتأكد فيها دعاءان خاصان يدعى بهما في ليالي شهر رمضان، وهما دعاء: "اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر" ودعاء "يا ذا الذي كان" وأما الليلة الحادية والعشرون فهي إحدى الليلتين المعروفتين بليلة القدر، وهي أشهر وأكثر احتمالا من سابقتها. ويبدأ فيها بالأعمال وأدعية العشر الأواخر من شهر رمضان التي تختص بالمزيد من العبادة والإحياء، حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطوي فراشه ويشد مئزره للعبادة في العشر الأواخر من الشهر، وكان يلازم المسجد ويعتكف فيه، وقد ضربت له فيه قبة من شعر.
وقد ورد تأكيد إحيائها بالصلاة والدعاء والصلاة على محمد وآله واللعن لظالمي محمد وآله، حيث كانت فيها شهادة الإمام علي (عليه السلام) ويحسن زيارته في يومها.
إذن أيها الإخوة والأخوات فإن من أهم الأعمال في ليلتي التاسع عشر والحادي والعشرين من شهر رمضان هو التقرب إلى الله عزوجل بإحياء استشهاد الوصي المرتضى علي – عليه السلام –، ففي ذلك أبرز مصاديق تعظيم شعائر الله التي ندبنا إليها القرآن الكريم، جاء في كتاب الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، أنه وجه أحد المؤمنين استفتاء للمرجع الديني آية الله الميرزا جواد التبريزي قال فيه: (بالنسبة لأعمال ليلتي القدر التاسعة عشرة من الشهر والحادية والعشرين أيهما أولى، القيام بأعمال ليالي القدر أم الذهاب لإحياء العزاء واللطم بمناسبة استشهاد أميرالمؤمنين لو كان الوقت لا يسعف إلا لأحدهما؟) فأجاب هذا المرجع الورع _رضوان الله عليه_ على الإستفتاء قائلا: باسمه تعالى يمكن الجمع بين إقامة التعزية والإتيان بجملة من أعمال ليلة القدر يا عزيزي أيدك الله تعالى بأن يصلي ركعتين، ثم يلعن قتلة أميرالمؤمنين (عليه السلام) مع اللطم على الصدر، وكذا يمكنه الإستغفار مع اللطم أيضا، واللطم بنفسه يلازم الإحياء. وعلى الجملة فعلى المؤمنين التحفظ على شعائر المذهب من وفيات الأئمة (عليهم السلام) بجميع آدابها المشروعة ومن أهمها إقامة التعزية في ليلة القدر ليلة استشهاد أميرالمؤمنين (عليه السلام).
تقبل الله منكم اعزائنا حسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) دمتم بكل خير.