السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتعرف فيها معاً الى بعض أبرز آداب الصيام المستحب طبقاً لما ذكرته أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام- فمن أهم هذه الآداب هو أن يسعى الصائم الى تحقيق حقيقة الصوم وأهدافه من خلال جعله وسيلة للتحلي بصفات الشخصية الإيمانية، فيجتهد في حفظ جوارحه جميعاً في أطار الضوابط الشرعية، جاء في كتاب (الوسائل) عن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا صام أحدكم الثلاثة الأيام في الشهر- يعني الأيام المستحب صيامها من كل شهر قمري-، فلا يجادلن أحدا، ولا يجهل، ولا يسرع إلى الايمان والحلف بالله، وإن جهل عليه أحد فليحتمل.
ومن آداب الصيام المستحب كتمانه والإستجابة لدعوة المؤمن له بتناول الطعام وترجيح نقض صيامه المستحب على رد دعوة أخيه المؤمن، وقد وردت كثيرٌ من الأحاديث الشريفة الداعية لذلك والمبينة لجانبٍ من بركاته العظيمة، منها ما ثبته المحدث الجليل الحر العاملي في كتاب الوسائل مروياً عن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام قال: من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر، فليدخل عليه السرور، فإنه يحتسب له بذلك اليوم [صوم] عشرة أيام، وهو قول الله عزوجل: "من جاء بالحسنة فله عشرأمثالها ".
وعن مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "إفطارك لأخيك المؤمن أفضل من صيامك تطوعا" وقال- عليه السلام- أيضاً "من دخل على أخيه وهو صائم فأفطر عنده ولم يعلمه بصومه فيمن عليه كتب الله له صوم سنة".
وعن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: أيما رجل مؤمن دخل على أخيه وهو صائم فسأله الاكل فلم يخبره بصيامه فيمن عليه بافطاره كتب الله جل ثناؤه له بذلك اليوم صيام سنة.
وعن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لافطارك في منزل أخيك المسلم أفضل من صيامك سبعين ضعفا أو تسعين ضعفا.
مستمعينا الأفاضل، وتباين آثار العمل بهذا الأدب ما بين حصول المؤمن على ثواب صيام عشرة أيام الى سبعين أو تسعين ضعفاً، يرجع الى مرتبة المؤمن في إخلاص النية لله في أصل الصيام وكذلك في عمله بهذا الأدب الشرعي.
وبهذه الملاحظة نختم حلقة اليوم من برنامجكم (آداب الصيام)، إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، دمتم بكل خير.