السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته
تحية مباركة طيبة نهديها لكم أعزائنا في مطلع حلقة أخرى من هذا البرنامج موضوعها هو أحد الآداب الشرعية للصيام وهو أدب التطيب وشم العطر والطيب، تابعونا على بركة الله.
ورد التأكيد في الأحاديث الشريفة علي استحباب التعطر بالطيب وشمه للصائم سواء في الصيام الواجب في شهر رمضان وغيره أو الصيام المستحب في سائر أيام السنة. وبلغ التأكيد على هذا الأدب حد وصف الأحاديث الشريفة للطيب بأنه تحفة الصائم أي هدية إلهية للصائم لما له من جميل الأثر في شرح صدره وتنشيطه للإجتهاد في العبادة، ولذلك ورد استحباب التطيب لكل صلاة.
وقد يكون معنى أن الطيب تحفة الصائم هو أنه هدية يهديها الصائم للآخرين إذ أن النفوس تأنس بالعطر والرائحة الطيبة.
وقد صرحت الأحاديث الشريفة بأن سنة الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله – وتبعا له أهل بيته الطاهرين كانت التطيب وشم الطيب عند الصيام.
مستمعينا الأطائب، نعم وردت بعض الأحاديث يفهم منها كراهة شم الصائم للرياحين والنرجس وقد ردها الفقهاء، قال آية الله السيد محمد العاملي في كتاب مدارك الأحكام: اعلم أن هذه الروايات كلها قاصرة من حيث السند، وبإزائها أخبار كثيرة معتبرة الإسناد، دالة بظاهرها على انتقاء الكراهة، كصحيحة محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: الصائم يشم الرياحين والطيب، قال: لا بأس. وصحيحة عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا الحسن الكاظم عليه السلام عن الصائم يشم الرياحين أم لا ترى له ذلك؟ فقال: (لا بأس) ورواية سعد بن سعد، قال: كتب رجل إلى أبي الحسن عليه السلام: هل يشم الصائم الريحان يتلذذ به؟ فقال عليه السلام: (لا بأس به). ولا يكره للصائم شم الطيب قطعا، بل روى الكليني عن الحسن بن راشد أنه قال: كان أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إذا صام تطيب بالطيب ويقول: (الطيب تحفة الصائم).
وقد بين كثير من الفقهاء مثل الفيض الكاشاني في كتاب مفاتيح الشرائع، أن شم االريحان يكون مكروها للصائم إذا كان بنية التشبه بغير المسلمين الذين كانوا يفعلون ذلك يومذاك، وكذلك بنية كونه سنة على نحو خصوص شم الرياحين أي ما طابت رائحته من النبات، فهذا يحصر الطيب بمصداق الرياحين في حين أن عموم الطيب هو سنة نبوية.
وإلى هنا ننهي أعزائنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران حلقة اليوم من برنامجكم (آداب الصيام)، شكرا لكم وفي أمان الله.