السلام عليكم إخوة الإيمان، تحية مودة واعتزاز نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من برنامجكم هذا. أيها الأحبة، من الآداب الشرعية التي يكون فيها كمال الصيام وحسن الإنتفاع من شهر ضيافة الله عزوجل، أدب تأكيد الالتزام بحسن الخلق في التعامل مع الناس والسعي لإيصال الخير إليهم بمختلف أشكاله.
وهذا مما أوصانا به نبينا وسيدنا الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله– في خطبته المباركة التي خصصها للتعريف ببركات شهر الله الأكبر، وروتها مصادرنا المعتبرة مثل عيون أخبار الرضا –عليه السلام– وغيره فقد جاء في مقطع من هذه الخطبة الجليلة التي يجدر بالصائمين قراءتها كل يوم قوله _صلى الله عليه وآله_: "أيها الناس، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه".
مستمعينا الأكارم، وقد هدانا أهل بيت النبوة وهم _عليهم السلام_ قدوة المؤمنين وأسوتهم الحسنة، إلى أدب إيصال المزيد من الخير إلى خلق الله عزوجل في شهر ضيافته المبارك خاصة، وذلك من خلال سيرتهم وأفعالهم فضلا عن أقوالهم، روي في كتاب الوسائل عن أّبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع، اغرفوا لآل فلان، اغرفوا لآل فلان، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه.
ورغبتنا الأحاديث الشريفة كثيرا بتقديم الإفطار للصائمين عموما وليس الفقراء وحسب فهذا عمل مستحب بحد ذاته ومن ثماره استجابة الدعوات، جاء في كتاب (الوسائل): قال الباقر عليه السلام: أيما مؤمن فطر مؤمنا ليلة من شهر رمضان كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق نسمة ثم قال: ومن فطره شهر رمضان كله كتب الله له بذلك أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة.
تابعونا أعزائنا في الحلقة المقبلة من برنامجكم (آداب الصيام) يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، شكرا لكم و في أمان الله.