السلام عليكم أحبائنا ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج داعين الله لنا ولكم توفيق التزود من بركات شهر ضيافته المكرم.
أيها الأعزاء، من الآداب المحورية لفريضة الصيام وشهره الفضيل حفظ (وقار الصائم)، إذ ان النصوص الشريفة تنبهنا إلى أن الله عزوجل قد جعل للصائم وقارا ينبغي له أن يحفظه بترك كل ما لايناسبه، روي في كتاب الوسائل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من عبد صائم يشتم فيقول إني صائم سلام عليك لا أشتمك كما تشتمني، إلا قال الرب تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم من شر عبدي قد أجرته من النار".
ويستفاد من الأحاديث الشريفة أن كمال الصيام ووقار الصائم يتحققان برعاية آدابها المعنوية التي تجعل الإنسان يصوم عن كل مكروه من المحرمات والمكروهات، وبذلك يفوز بشرف قبول الله عزوجل لصيامه. روى الشيخ المفيد في كتابه (المقنعة) قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأعطاه ثواب الصابرين.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن أيسر ما افترض الله على الصائم في صيامه ترك الطعام والشراب. وفي كتاب الإقبال عن إمامنا الباقر – عليه السلام – قال: "إن الكذبة لتفطر الصائم والنظرة بعد النظرة، والظلم قليله وكثيره".
إذن من اداب الصيام أن يصطبغ الصائم بصبغة الوقار الإيماني ويستعين على ذلك بكثرة ذكر الله عزوجل، روي في كتاب الوسائل عن إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – قال: "إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك عن الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك عن القبيح، ودع عنك الهذي وأذي الخادم، وليكن عليك وقار الصائم، والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك وإياك والمباشرة والقهقهة بالضحك فإن الله يمقت ذلك".
أعاننا الله وإياكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران على التقرب إليه برعاية آداب الصيام والإنتفاع ببركات ضيافته الكريمة في شهره الفضيل.
لكم جزيل الشكر على جميل إصغائكم لحلقة اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) إلى لقاء الغد دمتم في رعاية الله.