السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله، طابت أوقاتكم بكل خير وأنتم تعيشون بركات الشهر الفضيل وتنعمون بنعمة ضيافة الله أكرم الأكرمين.
أيها الأحبة، إن من آداب الضيافة أن يحفظ الضيف حرمة مضيفه ويجتنب القيام بما من شأنه أن يغضبه ويحرص على العمل بما يرضاه.
وهذه القاعدة العقلية الفطرية تصدق على عيشنا أجواء ضيافة الله عزوجل في شهره المبارك، لذلك كان من أهم آداب الصيام وشهر رمضان حفظ حرمة حضور الله عزوجل وذلك بعد القيام بما لا يرضاه والتوجه إلى مناجاته ودعائه وهذا مما يحبه عزوجل من عباده..
لنتدبر معا في الفقرة التالية من الخطبة الشهيرة في استقبال شهر رمضان حيث قال حبيبنا المصطفى _صلى الله عليه وآله_: "احفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه".
ويستمر مولانا أبوعبد الله جعفر الصادق _عليه السلام_ في تعريفنا مصاديق حفظ حرمة الله عزوجل قائلا في تتمة حديثه: "وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيامكم، منتظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله، وعليكم بالسكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبد الخائف من مولاه راجين خائفين راغبين راهبين قد طهرتم القلوب من العيوب وتقدست سرائركم من الخبث" ثم يخاطب مولانا الصادق – عليه السلام – الصائم قائلا: "إذا تبرأت إلى الله من عداه وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية وخشيت الله حق خشيته في السر والعلانية ووهبت نفسك لله في أيام صومك، وفرغت قلبك له ونصبت قلبك له فيما أمرك ودعاك إليه فإذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع لما أمرك".
وبهذا ينتهي أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران لقاء اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) تقبل الله عملكم ودمتم بألف خير.