السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم في لقاء اليوم من برنامجكم هذا، نعطر أرواحنا فيه بذكر آداب الصيام وشهر رمضان طبق ما ذكرته النصوص الشريفة وهي تدعونا للعمل بهذه الاداب المباركة لكي نحصل على البركات التي جعلها الله عزوجل في عبادة الصيام وفي شهره الكريم. كونوا معنا:
من الآداب المهمة للصيام _وكسائر العبادات_ هي أدب السعي والإجتهاد في القيام بهذه العبادة بنية خالصة لله عزوجل من الشوائب التي تضر بها اما بصورة كاملة فتفسد الصوم مثل الرياء، والسمعة أي الصوم بنية استجلاب قلوب الناس والتظاهر بالتقى والصلاح، وأما التي تقلل من ثوابها وتفقد الناس من بركاتها، مثل القيام بالعبادة على نحو العادة وعدم التوجه إلى الله عزوجل والسعي للتقرب منه والفوز برضاه.
كما أن من الاداب المهمة لعبادة الصيام معرفة أهميتها وأهمية شهر الله الأكبر وعظيم بركاته وطلب التوفيق منه عزوجل لأداء هذه العبادة بالصورة السليمة والإستعانة به تبارك وتعالى من أجل ذلك ومن أجل حسن الاستفادة من أجواء شهره المبارك، وفي ذلك الشكر العملي على نعمة تفضله علينا بشرف استضافتنا في هذا الشهر المبارك.
مستمعينا الأفاضل، الآداب المتقدمة ينبهنا لها حبيبنا الهادي المختار _صلى الله عليه وآله_ في خطبته الشهيرة في استقبال شهر رمضان حيث يقول في مطلعها: أيها الناس إنه قد أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسئلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم.
مستمعينا الأفاضل وكما تلاحظون فإن النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ يبين لنا في هذه الكلمات النورانية عظمة بركات شهر الله الكريم، ففيه يجعل الله عزوجل حتى لأنفاس العباد بركات ثواب التسبيح ولنومهم واستراحتهم ثواب العبادة، ويضمن لهم قبول الطاعات واستجابة الدعوات، وبعد بيان عظمة هذه النعمة الإلهية يحثنا نبينا الرؤف الرحيم على شكر هذه النعمة بحسن الإستفادة منها، وذلك بأن نحرص على استثمار كل لحظات ودقائق هذا الشهر الكريم في لياليه وأيامه للتقرب إلى الله عزوجل وبنيات خالصة بما فيه صلاحنا من خالص الدعوات وسائر أعمال الخير التي يحبها الله جل جلاله.
وهذا أيها الإخوة والأخوات أعظم وأهم آداب الصيام وشهر رمضان وفقنا الله وإياكم للعمل به ببركة موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا ينتهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران دمتم بكل خير.