البث المباشر

هوية أصحاب المقام المحمود حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الاستشفاع بالمهدي وآبائه المعصومين (عليهم السّلام) إلياس النبي وإحياء النبي يونس الشفاعة وصدق الاعتقاد والمودّة

السبت 6 إبريل 2019 - 10:15 بتوقيت طهران

الحلقة 112

الحمد لله الرب الرؤوف في الآخرة والأولى، والصلاة والسّلام على نبي الرحمة الكريم محمد وآله الطاهرين.
السّلام عليكم أحباءنا الكرام وأهلاً بكم ومرحباً في حلقة أخرى من برنامج عوالم ومنازل، نعرّفكم أولاً بموضوعات فقراتها: 
- أمّا الأولى فهي عقائدية روائية عن هوية أصحاب المقام المحمود.
- والثانية هي مع ضيف البرنامج في هذه الحلقة سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن سؤال بشأن الاستشفاع بالمهدي وآبائه المعصومين (عليهم السّلام).
- والثالثة رواية عنوانها إلياس النبي وإحياء النبي يونس.
- والأخيرة أدبية عنوانها الشفاعة وصدق الاعتقاد والمودّة. 

*******

نأمل أن تقضوا وقتاً طيباً مع فقرات جولتنا في هذا اللقاء نبدأ ايها الأكارم بفقرة عقائدية، وهي روائية أيضاً عنوانها هو:

أصحاب مقام الشفاعة المحمود

قال مولانا الامام عليٌ أمير المؤمنين (عليه السّلام) ضمن خطبة نقلها الشيخ المفيد في كتاب (الإرشاد): فنحن شهداء الله والرسول شهيدٌ علينا نشفع فنشفع فيمن شفعنا له، وندعو فيستجاب دعاؤنا ويغفر لمن ندعو له ذنوبه أخلصنا لله فلم ندع من دونه وليا.
هذا النص المبارك نموذج لكثير من الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة والتي تصرّح بأن لأئمة العترة النبوية (عليهم السّلام) شفاعة هي فرع لشفاعة سيدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) وذيل الكلام المتقدم عن مولانا أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السّلام) يبيّن بوضوح سرّ أختصاصهم بهذا المقام المنيف من قبل الله عزّ وجلّ وهو كونهم قد أخلصوا بالكامل لله فلم يدعوا من دونه ولياً فجعلهم سادة الشفعاء إليه بعد جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله).
كما تبيّن الأحاديث الشريفة أحباءنا الكرام الاسباب التفصيلية لإختصاص آل محمد (صلى الله عليه وآله) بمرتبة عالية من الشفاعة هي من المقام المحمود الذي خصّ تعالى به نبيّه الاكرم (صلى الله عليه وآله)، لنتدبر معاً أحباءنا في الحديث التالي الذي رواه الطبري الامامي في كتاب بشارة المصطفى مسنداً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه خاطب وصيّه المرتضي (عليه السّلام) فكان فيما قال له: يا علي أنت المظلوم بعدي فويلٌ لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك، يا علي أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويلٌ لمن ردّ عليك وطوبى لمن قبل كلامك، يا علي انت سيد هذه الأمة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها من فارقك فارقني يوم القيامة ومن كان معك كان معي يوم القيامة، يا علي أنت أول من آمن بي وصدّقني وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي، وأنت أول من يجوز الصراط معي، وأنت أول من يرد حوضي تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك، (يا علي) وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود تشفع لمحبينا فتشفع فيهم.
إذن أعزاءنا الكرام فسرّ ضم الله جل جلاله للامام علي خاصة وسائر أئمة العترة المحمدية عامة لسيدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) في مقام الشفاعة المحمود يمكن معرفته من خلال التدبّر الصحيح في الوصف القرآني للإمام علي بأنه نفس النبي (صلى الله عليه وآله) كما ورد في آية المباهلة.
حيث قال عزّ وجلّ في الإشارة الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) (وَأَنفُسَنَا) على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعلى ضوء دلالات هذه الآية الكريمة نفهم مغزى كلام مولانا الامام الكاظم (عليه السّلام) المروي في كتاب الدعوات للسيد الجليل قطب الدين الراوندي جاء في هذا الحديث أن الامام الكاظم (عليه السّلام) قال لأحد أصحابه: إذا كانت لك الى الله حاجة فقل: اللهم إني أسالك بحقق محمد وعلي فإنّ لهما عندك شأناً من الشأن، ثم ذكر (عليه السّلام) الدعاء وقال بعده: فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌ مرسل ولا مؤمنٌ ممتحنٌ إلاّ وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم (يعني محمداً وعلياً عليهما وآلهما السّلام).

*******

نتابع هذه الحلقة من برنامج (عوالم ومنازل) وننتقل الآن الى أسئلتكم وضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني:

بشأن الاستشفاع بالمهدي وآبائه المعصومين (عليهم السّلام)

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على جميل متابعتكم لفقرات هذه الحلقة من البرنامج معنا مشكوراً ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ السلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ احمد الساعدي يقول في سؤال بعثه للبرنامج الا يكفي الاستشفاع بالامام المهدي وهو امام حي في الشدائد وطلب قضاء الحوائج عن الاستشفاع بالمعصومين الاربعة عشر عليهم السلام؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، لاشك بأن حياة المعصوم صلوات الله وسلامه عليهم لها خصوصية بالنسبة لنا ونحن ارتباطنا وامام عصرنا الامام المهدي سلام الله عليه ومقامه مقام عظيم والذي يأخذ به العديد من علمائنا مقاماً صلوات الله عليه بعد الامام الحسين عليه السلام وقبل بقية الائمة والاستشفاع هو ان نطلب من الله عزوجل بشفاعته، هذا سؤال يقول هل يكفي الاستشفاع بهذا المعصوم دون البقية بأعتبار انه حي؟ انا اقول: لا لا يكفي، لماذا؟ لأنه اولاً الاستشفاع يعني طلب من الله عزوجل بواسطتهم وهم مجموعة واحدة، منظومة واحدة، نور واحد، الهدف من ربط الله عزوجل لعبادة بالنبي واهل بيته عليهم السلام ان يؤمن بهم منظومة نبوة ومنظومة امامة ولذلك ترك بعضهم والتمسك ببعض بأي مستوى من المستويات هذا لا يصح، عندك حالات الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه واله وسلم مثلاً تزور رسول الله في مسجده اولاً تستشفع به، تستشفع بأهل البيت تستشفع لكن الاول به وكذلك الائمة عليهم السلام، يمكن بعض الاشخاص كثير الاستشفاع بأحد المعصومين، بالزهراء سلام الله عليها، لا مانع من ذلك لكن لانقول يكفي عن غيره هذا خير وغيره ايضاً خير وشكران.
المحاور: سماحة الشيخ شكراً لكم، ولكن هنا الاخ يسأل عن خصوصية الاستشفاع بالامام المهدي كأمام حي يعني هل له خصوصية ام مايرتبط بأمر الاستشفاع يكون مشترك مع باقي آبائه الطيبين الطاهرين من هذا الجانب؟
الشيخ علي الكوراني: يعني كأن السؤال ما هو فرق الاستشفاع بالحي عن الاستشفاع بالميت؟ طبيعة الاستشفاع تختلف، قلت في خصوصية للحياة ولكنها لاتعني افضل من غيره، الاستشفاع بالامام المهدي سلام الله عليه الى الله هذا يفضل بالاستشفاع الى جدته الزهراء سلام الله عليها، بأمير المؤمنين، برسول الله صلى الله عليه وآله؟ لا نستطيع ان نقول، يمكن ان نقول ان الاستشفاع مثل ختم لرسالتك لطلبك لدعاءك تختمه بختم خاص ليقبله الله ويصل، لا شك في ميزة لختم الحي ولكن هناك اختام لا تقل عنه وقد تفوقه.

*******

كما نأمل أن تقضوا وقتاً أطيب مع ما تبقّى من فقراتها وأولها حكاية معبّرة من تأريخ الأنبياء على نبينا وآله (عليهم السّلام)، عنوان الفقرة التالية هو: 

إلياس النبي وإحياء النبي يونس عليه السّلام

نقلت الحادثة التالية ايها الاكارم في حديث شريف طويل نقله السيد الجزائري في كتابه القيم قصص الأنبياء، وضمن نقل قصة نبي الله إلياس على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسّلام.
جاء في الحديث، أنه إلياس النبي (عليه السّلام) إستخفى من قومه ستة شهور في بيت أم يونس بن متى النبي (عليه السّلام) ثم عاد الى مكانه، وكان نبي الله يونس يومذاك وليداً فلم يلبث بعد رحيل إلياس إلاّ قليلاً حتى مات يونس النبي بعيد فطامه، فعظم المصاب على والدته فخرجت في طلب إلياس النبي (عليه السّلام) لكي تستشفع به الى الله عزّ وجلّ لأحياء ولدها.
ورقت هذه الام الحنون الجبال حتى وجدت إلياس في بعض مغاراتها فقالت له: يا نبي الله، إني فجعت بموت إبني وألهمني الله تعالى الاستشفاع بك إليه ليحيي لي إبني، فإني تركته بحاله ولم أدفنه وأخفيت مكانه، وهنا سألها إلياس النبي: ومتى مات إبنك، أجابت: اليوم سبعة ايام، فانطلق الياس (عليه السّلام) وسار سبعة أيام أخرى حتى إنتهى الى منزلها، فدعا الله سبحانه حتى أحيى الله بقدرته يونس (عليه السّلام)، ثم إنصرف إلياس، وعاش يونس، فلّما بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة أرسله الله نبياً الى قومه. وهذا ايها الاكارم من لطف الله عزّ وجلّ بعباده، فالحياة الجديدة ليونس تضمّنت بعثه رسولاً هادياً لمئة ألف أو يزيدون كما جاء في الذكر الحكيم. 

*******

أمّا الآن ايها الأكارم فالى الفقرة الأخيرة من هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل، وهي أدبية عقائدية أيضاً عنوانها هو: 

الشفاعة وصدق الاعتقاد والمودة

ايها الاكارم، نقرأ لكم في هذه الفقرة بعض أبيات أدباء الولاء في الاستشفاع الى الله عزّ وجلّ بمحمد وآله أولي المقام المحمود، نختار هذه الأشعار من كتاب مناقب آل أبي طالب للعالم المتتبّع الحافظ ابن شهر آشوب الحلبي السروي، فمنها قول أحد الأدباء: 

يا ذا المعارج إن قصّرت في عملي

وغرّني في زماني كثرة الأمل

فشافعي أحمد وأبناء بنته

إليك ثم أمير المؤمنين علي

أعاذنا الله وإياكم أحباءنا من طول الأمل والتقصير في صالح العمل ورزقنا مراتب اسمى من شفاعة محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
ومن هذه الاشعار المعززه لروح الرجاء والأمل بالرحمة الإلهية قول بعض الأدباء:

إلهي قد سترت على ذنبي

فأكرمني بعفوك في القيامة

فما لي شافعٌ إلاّ نبي

وديني وإعتقادي بالإمامة

أجل فالإعتقاد الحق والإقرار بمقتضيات الحقائق الإيمانية ومحبة أولياء الله هو من أهم شروط الدين الذي يرتضي الله تعالى صاحبه ويقبل شفاعة الشافعين فيه كما عرفنا في الحلقة السابقة.
وأخيراً نقرأ لكم بيتين في أثر المودة الصادقة لأولياء الله في الفوز بالشفاعة، وهما:

إذا أنا لم أهوى النبيّ وآله

فمن غيرهم لي في القيامة يشفع

هل الدين إلاّ حب آل محمد

ولا شيء مثل الحب في الحشر ينفع

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة