البث المباشر

الصلاة والولاء والارتواء من الكوثر حوار مع الشيخ محمد السند حول الشفاعة المحمدية في اهوال القيامة قصة اكرام العلوية الغريبة محبة ساقي الكوثر المحمدي

الأحد 31 مارس 2019 - 14:14 بتوقيت طهران

الحلقة 92

الحمد لله خير الرازقين والصلاة والسلام على سقاة شرابه الطهور محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته يسعدنا ان نلتقيكم في الحلقة من الحلقات هذا البرنامج ونحن نقدم لكم فيه فقرات تحمل العناوين التالية:
- الصلاة والولاء والارتواء من الكوثر
- الشفاعة المحمدية في اهوال القيامة
- قصة اكرام العلوية الغريبة
- محبة ساقي الكوثر المحمدي

*******

اذن على بركة الله عز وجل نبدأ جولتنا في هذه الحلقة واولى فقراتها تحمل العنوان التالي:

الصلاة والولاء والارتواء من الكوثر

اهل بيت النبوة عليهم السلام هم احرص الناس على خير الناس وصالحهم، ومن مصاديق حرصهم على صلاح الناس ونجاتهم في الدنيا والاخرة تحذيرهم للجميع من الوقوع في الامور التي تحرمهم من الارتواء من حوض الكوثر يوم يكونون في امس الحاجة اليه أي في يوم القيامة وهو يوم العطش الاكبر، والاستخفاف بالصلاة من اهم هذه العوامل، فقد روت عدة من المصادر المعتبرة منها كتاب المحاسن للشيخ البرقي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته ولا يرد علي الحوض لا والله. 
وروي في كتاب الكافي عن الامام الكاظم عليه السلام قال لما احتضر ابي الامام الصادق عليه السلام قال لي: يا بني انه لاينال شفاعتنا من استخف بالصلاة ولا يرد علينا الحوض من ادمن هذه الاشربة. 
فقلت: يا ابه واي الاشربة؟ 
فقال: كل مسكر.
وعلى العكس نجد في الاحاديث الشريفة تصريحاً بان الاهتمام بامر الصلاة والوضوء من العوامل التي تجعل الانسان يرد الحوض في ابهى حالة.
اجل فقد روى مسلم القشيري في كتابه الذي يعد ثاني الكتب الستة المعتمدة عند اهل السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال ترد علي امتي الحوض وانا اذود الناس عنه، فسألوه يا نبي الله اتعرفنا؟ 
قال: نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ويصد عني طائفة منكم فلا يصلون فاقول يا رب هؤلاء من اصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما احدثوا بعدك؟
ولا يخفى اعزائنا المستمعين ان التعبير بمثل وهل تدري ما احدثوا بعدك هو لتعظيم الامر نظير ما ادراك ما ليلة القدر، فالمراد هو بيان عظمة جناية الذين آذوا النبي صلى الله عليه وآله في اهل بيته وذريته بعد وفاته، وليس المراد نفي علمه(ص) بما جرى بعده.
اجل فان من الثابت ان النبي الاكرم(ص) مطلع على احوال امته بعد وفاته وان اعمالها تعرض عليه باستمرار كما صرحت بذلك احاديث شريفة صحت روايتها من طرق الفريقين.
وعليه يتضح ان امثال هذه التعبيرات يراد منها بيان عظمة جناية المنحرفين عن السنة المحمدية والمتمردين على وصاياه واوامره التي صرح بها في نظائر حديث الثقلين.
وهذا الانحراف اعزائنا اهم عوامل الحرمان من الورود على الحوض المحمدي والارتواء منه، وقد عرف النبي الاكرم(ص) امته به وحذرهم منه في كثير من الاحاديث الشريفة تمت الحجة بروايتها في المصادر المعتبرة عند جميع فرق المسلمين، فمنها ما رواه الديلمي في فردوس الاخبار عن رسول الله(ص) انه قال: من احب علياً واطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غداً وكان معي في درجتي في الجنة. 
ثم قال: ومن ابغض علياً في دار الدنيا وعصاه لم اره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني واخذ به ذات الشمال الى النار.
وهذا معنى ما صرحت به الاحاديث الشريفة المتواترة من طرق الفريقين والمصرحة بان الامام علي عليه السلام هو الساقي من الحوض المحمدي.
فمثلاً روى احمد بن حنبل في مناقب الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: اعطيت في علي خمساً هن احب الي من الدنيا وما فيها وذكر صلى الله عليه وآله منها هذه المزية فقال: واما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من امتي.

*******

حان الان موعدكم مع فقرة الاجابة عن اسئلتكم الكريمة بشأن موضوعات برنامج عوالم ومنازل، ننقل الميكرفون الى زميلنا ليعرض بعضها على خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند في الاتصال الهاتفي التالي نستمع معاً:

الشفاعة المحمدية في اهوال القيامة

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج عوالم ومنازل وفيها نتصل هاتفياً بخبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند لكي يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم فيما يرتبط بموضوعات برنامج عوالم ومنازل، سماحة الشيخ من الاخ جعفر من عمان وصلتنا رسالة بشأن شفاعة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وأئمة العترة للانسان ملخص السؤال هل ان الشفاعة تنحصر في ادخال الانسان المؤمن وطالب الشفاعة الى الجنة ام تشمل ايضاً انقاذه من اهوال يوم القيامة وكذلك بالنسبة لمن لا يستحق الشرب من حوض الكوثر قبل دخول الجنة هل تشمله الشفاعة فيشرب هذا الماء ببركة شفاعة محمد وآل محمد؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة الشفاعة كما هي عليه من المعنى اللغوي لا تختص فقط بالنجاة من العقاب بل ايضاً لاجل درك الكمال والدرجات والحبوة بالكرامة ايضاً في الحقيقة الشفاعة والتوسط الشفيع ايضاً نافع وناجع، فاذن الشفاعة اعم من النجاة من الهلكة والدركات او للفوز بالدرجات والجنان ثم ان الشفاعة بكلا معنيها لا تختص بالنجاة من هلكة خاصة كالنار الاخروية بل هي في الواقع النجاة من كل هلكات سواء في البرزخ بل حتى في دار الدنيا ربما الانسان يعمل عمل معين ويتوسل بالنبي واهل بيته ويكون له نوع من السلوك على اية حال الحسن فهذا التوسل ينجيه وهذا التشفع والاستشفاع بالنبي واهل بيته ينجيه من مصائب ربما كانت مقدرة اليه شبيه الان مثلاً لو الانسان اتى بصدقة او بعمل حسن آثار العمل الحسن كما ستكون اخروية تكون برزخية بل وتكون دنيوية من آثار العمل الحسن الشفاعة كذلك تأهل الانسان لان يكون يشفع له ويستشفع له يكون مشفوع له في الحقيقة هذا التهيء وهذا التوسل وهذا الارتباط بالشفعاء واولياء الله المقربين من النبي واهل بيته هذا في الحقيقة جزائه وآثاره لا تختص بالاخرة بل تعم البرزخ بل وتعم الدنيا، وكذلك الحل في جلب البركات والخيرات والمثوبات لا تختص فقط بالجنة في الاخرة بل تعم عرصات يوم القيامة من شرب الكوثر من الاعتزاز بمواقف العزة والكرامة يوم يظل الله اناس ولا ظل الا ظله اي نوع من الكرامة في مشهد المحشر قبل الحسم للجنة او للنار وكذلك في البرزخ وكذلك في دار الدنيا، ففي الحقيقية اذن الشفاعة سواء من جانبها الوقائي او من جانبها الاستجلابي هي تجلب الخيرات دنيوية وبرزخية في عرصات القيامة والجنة وكذلك هي وقائية عن حوبات الدنيا وعن لسعات البرزخ وعن اهوال القيامة وعن النيران ففي الواقع خط ممتد من حين العمل الصالح وتهيء الانسان بارضية وبدرجة لائقة لان يشفع فيه النبي وآل بيته تمتد من حين هذه القابلية والتهيئة في دار الدنيا الى اخر عمره، حتى لدينا كثير في آثار الشفاعة في نزعة الموت فالكثير من المشاهدات عن بعض من ادى خدمة جليلة في نشر علوم اهل البيت وما شابه ذلك حفيت مشاهدات عن كيفية نزع روحه كانت كاحلام شاهد العصر على اية حال بعدما رأوه وما شابه ذلك، ففي الحقيقة اذن آثار الشفاعة آثار عميمة في جلب الخير والبركات على طول العوالم المختلفة والانتقال بين العوالم، وكذلك في دفع الشرور والسيئات ومناحس وآثار الاعمال في العوالم المختلفة.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا رزقنا الله واياكم وجميع المؤمنين بركات الشفاعة المحمدية بمختلف مراتبها تفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج عوالم ومنازل.

*******

لا زلنا معكم مستمعينا الافاضل في برنامج عوالم ومنازل نشكر لكم طيب متابعتكم لفقراته، ويصل بنا المطاف الى قصة هذه الحلقة والتي اخترنا لها العنوان التالي:

قصة اكرام العلوية الغريبة

اخترنا لكم قصة موثقة روتها من المصادر المعتبرة فيها تصديق بليغ لما ورد في احاديث الحوض المحمدي المبارك، وفيها عبرة بالغة لما اخبرت عنه الاحاديث الشريفة من عظمة البركات الدنيوية والاخروية لاكرام الذرية النبوية.
اجل وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: ايما رجل صنع الى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فانا المكافئ له عليها.
والقصة منقولة من كتاب منهاج اليقين للعلامة الحلي قدس سره رواها بسنده ونقلها عنه ابن ابي جمهوري في كتابه عوالي اللئالي وغيرهما، نروي لكم ملخصها، ذكر الراوي انه وقعت في احدى السنين معركة في قم طالت جماعة من العلويين فشردوا منها في البلاد وكان فيهم امرأة علوية عابدة تقية قتل زوجها العلوي في تلك المعركة فخرجت مع بناتها الاربع منها مع من خرج ولم تزل ترمي بها الغربة من بلد الى بلد حتى دخلت مدينة بلخ في يوم شتوي اشتد فيه البرد وهطول الثلج، وزاد البرد والثلج من حيرتها فهي لا تعرف فيها من يأويها وبناتها فقيل لها: ان بالبلد رجلاً من اكابرها معروف بالايمان والصلاة يأوي اليه الغرباء وابناء السبيل.
فقصدته هذه الغريبة ومعها بناتها فوجدته جالساً على باب داره وحوله جلساؤه وغلمانه فسلمت عليه وعرضت عليه حالها قال لها: ومن يعرف انك علوية ائتني بشهود! فذهبت عنه بقلب كسير لا تدري الى اين تتجه وقلبها متوجه الى الله وحده، فمر بها رجل وسألها عن حالها فاخبرته فطلب منها ان تتبعه لكي يوصلها الى الخان الذي يأوي اليه الغرباء، فتبعته مفوضة امرها الى الله جلت حكمته، ولكنها قبل ان تصل الى الخان لحقها رجل ظاهره يدل على وجاهته وقال لها: الى اين تذهبين ايتها العلوية؟ وكان الرجل احد جلساء ذلك الوجيه الذي طلب منها من يشهد لها انها علوية غريبة قطع بها السبيل، وقد رق الرجل لحالها واذاه رد الوجيه لها فلحقها ليعرض عليها المأوى، اخبرته العلوية بانها تتبع من يدلها على خان الغرباء لكي تأوي اليه، فقال الرجل، لا بل ترجعين معي انت واطفالك تأوي الى دار عيالي فانه خير لك، ذهبت الغريبة مع اطفالها مع الرجل الى منزله وافرد لها بيتاً من خيار بيوته، وفرشه باحسن الفرش لها كل ما تحتاجه وبناتها من المأكل وجاء لها بالنار والحطب للتدفئة، وحدث زوجته وبناته بما جرى لتلك الغريبة مع وجيه البلد وتأثره من ذلك واتيانه بها بناتها الى داره فرحت زوجته واثنت على ما قام به وجاءت بمعية بناتها وجواريها الى العلوية وبناتها ولم تزل تخدمها وبناتها حتى ذهب عنهن البرد والتعب والجوع.
فلما دخل وقت صلاة المغرب قالت العلوية لمضيفتها الا نقوم لاداء الفريضة؟ اجابتها: وما الفريضة؟ اننا لسنا على دينكم، بل نحن على دين المجوسية، ولكن زوجي اذاه رد كبير بلخ لك مع كونه على دين جدك! لقد وقع في قلبه حب اسم جدك! اهتز قلب العلوية الغريبة لما سمعته من مضيفتها ووجدت في قلبها شفقة على هذه العائلة ورغبة في ان تحظى بنعمة الهداية الى الدين الحق، فناجت ربها بقلبها قائلة: اللهم بحق جدنا المصطفى وفق هذا الرجل واهله الى رؤية نور الاسلام، فقد احسن لذرية نبيك، ثم قالت لمضيفتها سادعو الله ان يعرف زوجك بدين جدي، وقامت الى الصلاة والدعاء طوال ليلتها تطلب من الله الهداية والمعرفة لهذه العائلة.

*******

ترى كيف ستكون مجازاة النبي الاكرم ومكافأته صلى الله عليه وآله لهذه العائلة على حسن صنيعها؟ هذا ما سنتعرف عليه معاً باذن الله في الحلقة المقبلة من برنامج عوالم ومنازل فكونوا معنا، اما الان فالى الفقرة الختامية وهي ادبية اخترنا لها العنوان التالي: 

محبة ساقي الكوثر المحمدي

في هذه الفقرة من برنامج عوالم ومنازل اخترنا لكم بعض ما تفجرت به قرائح شعراء الولاء في ذكر صاحب الكوثر المحمدي والتوسل الى الله تعالى به عليه السلام فمن القرن الهجري الثاني والشاعر المبدع سفيان بن مصعب العبدي حيث قال في قصيدة طويلة في مدح النبي وآله عليهم السلام: 

بلغ سلامي قبراً بالغري حوى

يا صاحب الكوثر الرقراق زاخر

ذد النواصب عن سلسلة العذب

قارعت منهم كماة في هواك بما

جردت من خاطر او مقول ذر

وقال العبدي رحمه الله ايضاً في مديحة اخرى يخاطب فيها امير المؤمنين عليه السلام بقوله:

انت فلك النجاة فينا وما زلت

صراطاً الى الهدى مستقيماً

وعليك الورود تسقي من الحوض

ومن شئت ينثني محروماً

انتهى وقت البرنامج اعزاءنا نتأمل ان تكونوا قد قضيتم دقائق طيبة معه الى لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة