البث المباشر

أولياء حوض الكوثر المحمدي حوار مع الشيخ محمد السند حول الاجال وأقسامها سلمان وأصحاب القلوب الحية أبيات للشاعر عبد الله بن محمد العلوي

الأحد 31 مارس 2019 - 14:10 بتوقيت طهران

الحلقة 90

بسم الله وبالله وعلى بركة الله وبالصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين نفتتح لقاءاً آخر بكم اعزاءنا وهذا البرنامج قائلين، السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم في الحلقة من الحلقات برنامج عوالم ومنازل نعرفكم اولاً بعناوين فقراتها:
- اولياء حوض الكوثر المحمدي
- الآجال واقسامها
- سلمان واصحاب القلوب الحية
- هو الحق يجزينا ثواب صنيعه

*******

اذن كونوا معنا والفقرة الاولى وهي عقائدية اخترنا لها عنواناً هو:

اولياء حوض الكوثر المحمدي

لخص الشيخ الصدوق في كتابه "الاعتقادات" مجمل ما صرحت به صحاح الاحاديث النبوية الكثيرة فيما يرتبط بموقف الحوض من منازل القيامة فقال رضوان الله عليه، اعتقادنا في الحوض انه حق وهو حوض النبي(ص) وان الوالي عليه يوم القيامة امير المؤمنين عليه السلام يسقي منه اولياءه ويذود عنه اعدائه ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابداً.
اجل مستمعينا الافاضل لقد نصت كثير من الاحاديث الشريفة على ان امر السقاية من حوض الكوثر المحمدي يوم القيامة هو بيد مولى الموحدين امير المؤمنين علي المرتضى(ع) بل ويستفاد من الروايات ان هذا الامر كان معروفاً لدى جيلي الصحابة والتابعين بكل وضوح وكان يصرح به الامام علي(ع) ولا ينكره احد، لاحظوا ما قاله الشريف المرتضى في كتاب "الفصول المختارة" بهذا الخصوص قال: من النظم المتفق على نقله ايضاً قول امير المؤمنين عليه السلام بصفين وهو يرتجز للمبارزة...

انا علي صاحب الصمصامة

وصاحب الحوض لدى القيامة

اخو نبي الله ذي العلامة

قد قال اذ عممني العمامة

انت اخي ومعدن الكرامة

ومن له من بعدي الامامة

وعندما نتذكر اعزائنا المستمعين ما نقلناه من المصادر المعتبرة عند جميع فرق المسلمين من ان النبي الاكرم(ص) يسأل الواردين عليه يوم القيامة عما فعلوه بالثقلين القرآن والعترة عندما نتذكر هذه الحقيقة يتضح ان العامل الذي يجعل الانسان يفوز بالارتواء من الحوض يوم القيامة هو التمسك بالثقلين المقدسين.
وهذا هو معنى كون الامام علي عليه السلام هو والي الحوض المحمدي يوم القيامة بما يمثله من امتداد لاخيه المصطفى صلى الله عليه وآله.
لاحظوا معنا احباءنا قول رسول الله في حديث امالي الشيخ المفيد الطويل الذي يوصي فيه بالتمسك بالثقلين ثم يقول بعد ان يعرف عترته، والله لا يحبهم عبد الا اعطاه الله نوراً يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ولا يبغضهم عبد الا احتجب الله عنه يوم القيامة.
اذن فالمطلوب هو التمسك بجميع ائمة العترة النبوية عليهم السلام ولهم جميعاً دور وحضور عند الحوض المحمدي، بمعنى ان التمسك بهم جميعاً هو المنجي في منازل القيامة.
لنتدبر معاً اعزائنا المستمعين في الحديث النبوي التالي الذي رواه محمد بن احمد في كتابه مائة منقبة عن رسول الله(ص) انه قال: انا واردكم على الحوض وانت يا علي الساقي والحسن الذائد والحسن الآمر وعلي بن الحسين الفارض ومحمد بن علي الناشر وجعفر بن محمد السائق وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين وعلي بن موسى مزين المؤمنين ومحمد بن علي منزل اهل الجنة في درجاتهم وعلي بن محمد خطيب شيعته، والحسن بن علي سراج اهل الجنة يستضيئون به والقائم "المهدي" شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله الا لمن يشاء ويرضى.

*******

الفقرة التالية من البرنامج مستمعينا الافاضل اتصال هاتفي اجراه زميلنا للحصول على اجوبة خبير البرنامج عن اسئلتكم نستمع معاً:

الآجال واقسامها

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا واهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج عوالم ومنازل معنا فيها على خط الهاتف مشكوراً سماحة الشيخ محمد السند للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ عبر البريد الالكتروني من الاخت ام تقى وردنا هذا السؤال تقول فيه هل المقتول ميت باجله ام غير ذلك؟ وما هو الاجل المسمى وما هو الاجل المحتوم؟ بحثت عن ذلك في الكتب العقائدية ولم افهم التفسير ارجو ايضاح ذلك بشكل مبسط تفضلوا سماحة الشيخ؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة هناك اجل مسمى مقدر للانسان او للحيوان او لاي موجود كتقدير ومحاسبة اولية في الواح القضاء والقدر الالهي الا ان هناك قد يعرض ما يزيد في العمر كصلة الرحم والاعمال الحسنة والصالحة وهناك قد تعرض اسباب قد تنقص العمر كعقوق الوالدين وعقوق الرحم وبعض مظالم العباد اذا ارتكبها الانسان فهنا يقصر الله من عمر ذلك الشخص الظالم، اذن هناك اسباب لاطالة العمر وهناك اسباب لانقاص العمر، فهناك تحديد اولي لطبيعة عمر الانسان وهو مسمى بالاجل المسمى او بالاجل المقدر اولاً ولكن قد يعرضه تغيير في قضاء الله وقدره بسبب اعماله الحسنة او لا سامح الله السيئة، اما الاعمال الصالحة واما الاعمال الطالحة، فتلك اذن اعمال الانسان هي مقتضيات واسباب اما لاطالة العمر او لقصره، ولله تعالى علم لما يؤول اليه عمر الانسان بحسب الاعمال ونتائج الاعمال انها تزيد من العمر او تقصر منه او لا تغير فيه، فلدى الله عز وجل علم بما هو محتوم وبما سيؤول اليه تحديد عمر ذلك الانسان، وهناك اجل مسمى وهو العمر الذي بحسب طبيعة بدن الانسان وبيئته وشرائط معيشته وحياته البيئية لنفترض تقتضي ستين عاماً او سبعون عاماً ولكن بحسب نتائج الاعمال قد يقصر من ذلك العمر او قد يطال، فاذن هناك تقديرات في قضاء الله وقدره ولا تكون من القضاء المحتوم بل هي مقتضيات وبحسب آثار الطبائع الاولية ولكن عندما تتزاحم وتتداخل على الخط معها مقتضيات وطبائع اخرى، الانكسار من جميع الجهات المختلفة وهو الذي يعبر عنه بالمحتوم وهو عند الله في علمه علم الاجل المحتوم، هناك اذن اجل مسمى وهناك اجل محتوم.
المحاور: عفواً سماحة الشيخ يعني الاخت ايضاً تسأل عن القتل هل ان المقتول هو ميت باجله يعني الاجل يشمل الوفاة الطبيعية المتعارفة ام يشمل الحوادث التي تحدث للانسان كالقتل وغير القتل؟
الشيخ محمد السند: بلحاظ البحث في تعريف الاجل المسمى والاجل المحتوم نعم القتل ايضاً من المحتوم ولكن في بحث آخر هناك في البين في الاجل المسمى والاجل المحتوم ان الذي يقتصر اجله وهو ايضاً من المحتوم وهو في علم الله لما سيؤول عليه من مقدار عمره الا ان الكلام في بحث آخر يقع وهو هل هذا الاجل الذي قصر بهذا المقدار لسبب حوادث او لسبب اشياء اخرى فهل هذا قد كفي واستوفى الامتحان او ان من استحقاقه في العدل الالهي ان يستوفيه في حياة مرة اخرى وهي التي يعبر عنها بعقيدة الرجعة وليست هي ما يدعيه التناسقيون او غيرهم ممن زاهو في معرفة حقيقة هذا الامر وانما هي الرجعة ليرجع في نفسه بدنه ونفس قالبه ليستوفي بقية امتحان وفرص السباق للنتائج الاخروية، نعم هذا بحث اخر لادلة الرجعة، وهو يغاير البحث في معنى الاجل المسمى والاجل المحتوم واستناداً الى قوله تعالى أفأن مات او قتل ان كل نفس لها موتة ولها قتلة.
المحاور: يعني هنالك تمييز بين الموت والقتل؟
الشيخ محمد السند: نعم ان القتل ليس فيه استيفاء تام.
المحاور: طيب سماحة الشيخ هنالك اسئلة اخرى نوكلها لو سمحتم الى لقاء مقبل، شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا وانتم تتفضلون مشكورين بمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج عوالم ومنازل.

*******

نتابع مستمعينا الافاضل تقديم الحلقة اخرى من برنامج عوالم ومنازل والفقرة اللاحقة روائية مؤثرة تحمل العنوان التالي:

سلمان واصحاب القلوب الحية

روي في كتاب الامالي للشيخ المفيد مسنداً عن مولانا الامام الصادق عليه السلام ان سلمان المحمدي رضي الله عنه مر ذات يوم بسوق الحدادين في الكوفة فرأى شاباً قد صعق وخر مغشياً عليه وقد اجتمع الناس حوله، فلما رأوا سلمان مقبلاً طلبوا منه ان يدرك هذا الشاب ويخلصه مما هو فيه وقالوا له: يا ابا عبد الله هذا الشاب قد صرع فلو قرأت في اذنه وكلمته عسى ان يفيق، فدنا سلمان رضي الله عنه من الشاب فلما احس به فتح عينيه وافاق من غشيته وقال له: يا ابا عبد الله ليس بي ما يقوله هؤلاء القوم فسأله سلمان عن سبب ما الم به فاجاب مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرزبات فذكرت قوله تعالى: «وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ»، فذهب عقلي خوفاً من عقاب الله جل جلاله، فعلم سلمان ان هذا الشاب من اصحاب القلوب الحية، قال مولانا الصادق عليه السلام فاتخذه سلمان اخاً ودخل قلبه حلاوة محبته في الله تعالى فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه سلمان وجلس عند رأسه وهو يجود بنفسه محتضراً فرق سلمان لحاله وسعى لتخفيف شدة سكرات الموت عليه فطلب ذلك من ملك الموت وقال له: يا ملك الموت ارفق باخي، وكان سلمان رضي الله عنه من اولياء الله عز وجل الذين كشفت عنهم الحجب فكان يكلم الملائكة ويسمع كلامهم فسمع ملك الموت يجيبه قائلاً: يا ابا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق.
ولما حل اجل سلمان دخل عليه سعد بن ابي وقاص يعوده فبكى سلمان فقال له: سعد ما يبكيك يا ابا عبد الله؟! 
توفي رسول الله وهو عنك راض وترد عليه الحوض، وكان سعد ممن مال الى زخارف الدنيا بعد الفتوح فأجابه سلمان رضي الله عنه واعظاً: اما اني لا ابكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن رسول الله(ص) عهد الينا فقال: لتكن بلغة احدكم كزاد الراكب أي المسافر وانا حولي هذه الاساود.
وقوله رضي الله عنه وحولي هذه الاساود يعني انه استكثر المتاع الذي كان في بيته فلما نظر سعد بن ابي وقاص الى اثاث بيت سلمان لم يجد فيه سوى اجانة وجفنة ومطهرة وهي من ابسط الادوات المنزلية يومذاك.
ولكن كلام سلمان كان تحذيراً لابن ابي وقاص من مخاطر اقباله وحرصه على الزخارف الدنيوية الذي عرف به سعد في اواخر حياته.
وهذا الحرص ظهر باقوى ما يكون في ولده المشؤوم عمر بن سعد لاحقاً فاوقعه حرصه على ملك الري في جريمة الاشتراك في قتل ريحانة رسول الله(ص) سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام.
لقد عمي عمر بن سعد عن حقيقة الدنيا والمبدأ والمعاد التي شاهدها اصحاب القلوب الحية.

*******

فاصبح مصداقاً للجاهل المتعسف الذي خسر الدنيا والاخرة والذي عناه شاعر هذه الحلقة كما نرى في الفقرة الختامية لهذا اللقاء، وقد اخترنا لها العنوان التالي:

هو الحق يجزينا ثواب صنيعه

قال الشاعر الحكيم عبد الله بن محمد العلوي المتوفى سنة ۱۱٤٤ رحمه الله في ابيات وعظية بليغة: 

هو الاجل الموقوت لا يتخلف

وليس يرد الفائت المتأسف

رضينا قضاء الله جل جلاله

وان ضل فيه الجاهل المتعسف

هو الحق يجزينا ثواب صنيعه

وننفق من خيراته وهو يخلف

يعافي ويعفو عن كثير ولم يزل

حليماً وما زلنا نسيء ونسرف

فكيف يؤدي حمده حق حمده

كما ينبغي مجداً لسان واحرف

ثم يواصل رحمه الله خطابه الوجداني متوجهاً الى الله عز وجل قائلاً:

الهي عجزنا دون ما انت اهله

وخفنا ونرجو ما لديك ونرجف

اشارت يد الدنيا بتوديع اهلها

وكدنا نرى الاشراط والله يلطف

رجوناك مفضالاً وخفناك عادلاً

فهب ما نرجي واكف ما نتخوف

وها نحن اعزاءنا المستمعين نصل الى نهاية هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، فكونوا معنا والحلقة المقبلة التي تأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة