البث المباشر

علي(ع) وحقيقة دقة الصراط وحدته حوار مع الشيخ محمد السند حول معرفة أهل الأعراف بشارات للمحمديين ومواقف النبي (ص) في القيامة عصمة الدارين

الأحد 31 مارس 2019 - 10:48 بتوقيت طهران

الحلقة 83

الحمد لله الذي لا تطمئن القلوب الا بذكره والصلاة والسلام على اوليائه المذكرين بالله احب الخلق الى الله محمد وآله الطاهرين.
سلام من الله عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، اطيب تحية نستهل بها لقاءاً آخراً في رحاب هذا البرنامج، داعين الله عز وجل ان يجعل فيه طيب الفائدة لنا ولكم. عناوين فقرات هذه الحلقة منه هي ـ اعزاءنا ـ:
- علي وحقيقة دقة الصراط وحدته
- معرفة اهل الاعراف
- بشارات للمحمديين
- عصمة الدارين

*******

نبدأ الجولة بفقرة اخترنا لها عنواناً هو:

علي وحقيقة دقة الصراط وحدته

مستمعينا الافاضل، لاحظتم في الاحاديث الشريفة انها تصف الصراط بانه ادق من الشعرة واحد من السيف، فما سر هذا الوصف؟
ثمة اجابة جديرة بالتأمل صدرت عن العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني رضوان الله عليه، رداً على سؤال وجه له بهذا الخصوص ونشرته مجلة المرشد في عددها الاول، قال "قدس سره" ما ملخصه: 
استعمل القرآن لفظ الصراط بمعنى الطريق والمسلك المؤدي الى غاية قدسية مرغوبة تمثل شرع الحق تعالى المؤدي الى جنانه ورضوانه بالصراط.
ثم قال: وردت احاديث اخرى عن ائمة الاسلام تفسر الصراط كالشعرة دقة وكالسيف حدة بسيرة امير المؤمنين عليه السلام.
والحديث المجمع على صحته ناطق بان علياً عليه السلام قسيم الجنة والنار وان طريقته المثلى هي المسلك الوحيد المفضي الى الجنان والرضوان.
ومعلوم لدى الخبراء ان سيرة علي عليه السلام كانت ادق من الشعرة فانه ساوى في العطاء، وكان يقص من اكمام ثيابه لاكساء عبده.
ويحمل الى اليتامى والايامى ارزاقهم على ظهره في منتصف الليل.
ويشبع الفقراء ويبيت طاوي الحشا.
ويختار لنفسه من الطعام ما جشب ومن اللباس ما خشن.
ويوزع مال الله على عباد الله في كل جمعة ثم يكنس بيت المال ويصلي فيه.
وهو يعيش على غرس يمينه وكد يده.
وحاسب اخاه عقيلاً بادق من الشعرة في قصته المشهورة.
وطالب شريحاً القاضي ان يساوي بينه وبين خصمه الاسرائيلي عند المحاكمة.
ثم ختم رحمه الله اجابته بالقول وكما كانت سيرة علي عليه السلام ادق من الشعرة كانت مشايعته في الخطورة احد من السيف.
نظراً الى مزالق الاهواء والشهوات ومراقبة السلطات من بني امية وتتبعهم اوليائه واشياعه واتباعه تحت كل حجر ومدر.
وعلى ضوء ما تقدم تدبروا في المقطع التالي من خطبة مولانا امير المؤمنين عليه السلام عندما اقبل الناس على مبايعته بعد مقتل عثمان فقد قال: ايها الناس اني سمعت رسول الله صلى الله يقول: ايما والٍ ولي امر امتي من بعدي اقيم يوم القيامة على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته.
ثم قال فان نجا فبعدله، وان جاء انتقض به الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله حتى يكون بين كل عضو وعضو من اعضائه مسيرة مائة عام يخرق به الصراط، فاول ما يلقى به النار انفه وحر وجهه.
وقد نقل عليه السلام هذا الحديث النبوي للناس ليبين لهم عدم رغبته في تولي الخلافة التي هي اهون عليه من شسع نعل، لصعوبة موقف الحاكم على الصراط يوم القيامة.

*******

ايها الاخوة والاخوات، وننتقل الى موضوع اهل الاعراف في هذا الاتصال الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام من الله عليكم احباءنا ها نحن نتابع تقديم عوالم ومنازل من خلال هذا الاتصال الهاتفي بضيفنا الكريم خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت للبرنامج سؤال من الاخ ابو سيد احمد من السعودية يسئل عن من الذي يحاسب أهل الاعراف وما هي الحكمة من وجودهم على الصراط يوم القيامة؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة مقام اهل الاعراف وان درج عند كثير من المفسرين من الفريقين انهم اولئك الذين هم مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ مثلاً اما ان يعذبهم او يعفوا عنهم يدخلهم جنانه ممن هم لله فيهم المشيئة وما شابه ذلك، ولكن هذا وان صح في بعض الآيات الواردة في سورة الاعراف حول الاعراف ولكن هناك مقطع من الآيات في سورة الاعراف حول الاعراف ذلك المقطع يشير الى ان مقام اهل الاعراف هم اناس مهيمنين مشرفين على بوابة الجنة وبوابة النار يعني مهيمنين على من يدخل الجنة ومن يدخل النار، والتعبير في الآية الكريمة يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ فمعرفة السيماء هذه ليست مقام المُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ او ممن لا حظوة له في الكمال وانما هو مقام من يكون صاحب معرفة فسمي بهذا المقام مقام الاعراف يعني يعرف اعمال عباده والتي يشهد على العباد باعمالهم قُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فمن يشهد اعمال العباد وهم الذين افصحت عنهم شهداء هذه الامة وعلى الامم السابقة وهم الذين افصحت عنهم آخر آية في سورة الحج انهم من نسل ابراهيم وهم الذين محل دعوة ابراهيم قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ان تجعل فيها الامامة قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ أي الذرية غير الظالمة دعا في حقها ان تكون مسلمة ويبعث فيهم الرسول وهم من ذريته وهم اهل بيت النبي، هؤلاء وصفهم القرآن الكريم في آخر آية من سورة الحج لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ.
المحاور: يعني ارتباط بين الاعراف والشهادة على اعمال الناس؟
الشيخ محمد السند: نعم، فهؤلاء يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ يعرفون اهل الجنة بسيماهم ويعرفون اهل النار بسيماهم وهي معرفة خاصة لانهم شاهدين الاعمال والنوايا والصفات وافعال القلوب، فمن ثم في الواقع اصحاب الاعراف كما ورد لدينا في روايات اهل البيت انه مقام لائمة اهل البيت عليهم السلام ممن يهيمنون وينظرون الى كل من اصحاب الجنة واصحاب النار، وما في الآية من انهم لم يدخلوها وهم يطمعون ليس وصف لاصحاب الاعراف يقال انهم مرجون هؤلاء يرجون النجاة وفيهم المشية، هذا وصف لنفس اصحاب الجنة يعني قبل دخولهم الجنة لم يدخولها وهم يطمعون في دخولها من اصحاب الجنة بعد ان يشرف اصحاب الاعراف ممن لهم هيمنة على الفريقين ثم يأذنون لهم بولاية الاذن في دخول الجنة، كما ورد في احاديث الفريقين ان علي بن ابي طالب عليه السلام قسيم الجنة والنار، لان مفاتيح الجنة يعطيها الرب تعالى سيد الانبياء ويوكل سيد الانبياء وصيه ونصيره ووزيره علي بن ابي طالب في ذلك، فيكون قسيم الجنة والنار وان من احب علياً دخل الجنة ومن ابغضه دخل النار، فمن ثم يكون قسيم الجنة والنار هذا المقام وهو يفرق عن الاعراف ومن شواهد هذا المفاد في آية الاعراف وان لم يقف عندها المفسرون للاسف نتيجة ابتعادهم عن التأمل في روايات اهل البيت كيف تشير الى دلالات الايات ان اصحاب الاعراف كما تبين الايات الواردة في اصحاب الاعراف يخاطبون اهل النار عن اهل الجنة انه هؤلاء الذين قلتم انهم لن يدخلوا الجنة او لم يزكوا او ما شابه ذلك، فاذن المُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ليس حديثهم هذا هم اقل شأناً من ان يكونوا ويخاطبوا اهل النار ويعاتبوهم فمما يدلل على ان مقام اهل الاعراف مقام مهيمن على اهل الجنة ومهيمن قبل دخولهم ومهيمن على اهل النار.
المحاور: سماحة الشيخ الوقت تقريباً المخصص لهذه الفرقة استنفذ في اثبات كونهم ان اهل الاعراف هم الائمة سلام الله عليهم، وبقي سؤال عن الحكمة من وجودهم ومن الذي يحاسب اهل الاعراف، لو سمحتم نوكله الى الحلقة المقبلة، جزاكم الله الف خير ومستمعينا الافاضل على طيب متابعتهم لفقرات البرنامج وتفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى منه.

*******

اما الان فكونوا معنا اعزاءنا وفقرة روائية جميلة اخترنا لها عنواناً هو:

بشارات للمحمديين

مصاديق كون النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله رحمة الله الكبرى للعالمين كثيرة لا تحصى.
وكثير منها ـ اعزاءنا ـ خفي علينا في الحياة الدنيا، ولكنها تتجلى كاملة في مواقف القيامة، تدبروا معنا في نموذج لما تذكره الاحاديث الشريفة من تجليات الرحمة المحمدية في الحوار التالي بين سيد الرسل وابنته الصديقة الزهراء عليهما السلام:
روى الشيخ الصدوق في كتاب الامالي عن علي عليه السلام قال: 
قالت فاطمة عليها السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا ابتاه، اين القاك يوم الموقف الاعظم، ويوم الاهوال، ويوم الفزع الاكبر؟
قال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، عند باب الجنة، ومعي لواء الحمد، وانا الشفيع لامتي الى ربي.
قالت: يا ابتاه فان لم القك هناك؟
قال: القيني على الحوض وانا اسقي امتي.
قالت: يا ابتاه، فان لم القك هناك؟
قال: القيني على الصراط وانا قائم اقول: رب سلم امتي.
قالت عليها السلام: فان لم القك هناك؟
قال صلى الله عليه وآله: القيني وانا عند الميزان اقول: رب سلم امتي.
قالت: فان لم القك هناك؟
قال: القيني عند شفير جهنم امنع شررها ولهبها عن امتي.
فاستبشرت فاطمة بذلك صلى الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها. 
نشير مستمعينا الافاضل هنا الى ان اسئلة الصديقة الزهراء سلام الله عليها، تهدف الى تعريف المسلمين ومن باب اياك اعني فاسمعي يا جارة.
اجل فهي مع رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع مواقف القيامة لا تفارقه لكن الهدف هو ان تعرف الامة المحمدية المرحومة بمواقف نبيها في اعانتها على صعوبات الدنيا والاخرة.
بمعنى ان نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله يعيننا بهدايته الملكوتية وبدعائه المستجاب على السير على الصراط المستقيم في الدنيا واجتياز صراط القيامة بسلامة في الاخرة.
والمطلوب منا ان لا نكون معرضين عن طلب المعونة المحمدية المباركة والاستعداد لتلقيها في الدنيا والاخرة.

*******

واخيراً مع فقرة ادبية نختم بها لقاء هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل عنوان الفقرة هو:

عصمة الدارين

ومسك ختام هذا اللقاء من برنامج عوالم ومنازل ابيات في مدح النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وتذكير القلوب بانه وسيلة النجاة الكبرى في الدارين، قال الشاعر الولائي ابن زريك في بعض مديحه: 

محمد خاتم الرسل الذي سبقت

به بشارة قس وابن ذي يزن

الكامل الوصف في حلم وفي كرم

والطاهر الاصل من ذام ومن درن

ظل الاله ومفتاح النجاة وينبوع

الحياة وغيث العارض الهتن

فاجعله ذخرك في الدارين معتصماً

به بالمرتضى الهادي ابي الحسن

وختم الختام هذه الابيات للاديب عبد الرحمن الحميدي المصري من احدى قصائده في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وآله:

ختم الاله ببعثه

بعثا وفض به ختامه

فهو البداية والنهاية

والكفاية في القيامة

وبه الوقاية والهداية

والعناية والزعامة

فبابه لذ خاضعاً

متذللاً تلق الكرامة

وافض دموعك سائلاً

متوسلاً تكف الملامة

كونوا معنا احباءنا والحلقة التالية من برنامج عوالم ومنازل تأتيكم من اذاعة طهران في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم الى حينها نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة