البث المباشر

النبي الاكرم(ص) ينذر ويبشر الناس بالقيامة حوار مع الشيخ محمد السند حول مراتب القيامة ومعنى تسميتها بالساعة شدة وعظمة موقف القيامة وفزعها الاكبر اعمال وسور قرآنية تنجي من الفزع الاكبر

السبت 30 مارس 2019 - 11:12 بتوقيت طهران

الحلقة 59

 

الحمد لله اللطيف الخبير المؤمن المهيمن والصلاة والسلام على صفوة عباده محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم ايها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، نخصصها للحديث عن احد اهم منازل عالم الوجود وضمن الفقرات التالية:
بشارة وانذار بين يدي الساعة
القيامة الصغرى والكبرى
القيامة فوق ما نظن ونحسب
سور واعمال تورث الأمن الأكبر
في كل انذار يصدر من نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) بشارة ورحمة.
اجل مستمعينا الأعزاء، فالحريص على صلاح الناس والرؤف الرحيم بالمؤمنين (صلى الله عليه وآله) لا ينذر الناس الا بهدف درء الاخطار عنهم.

*******

وبالتالي هدايتهم الى مافيه الفلاح والفوز العظيم، وهذا ما يصدق على خطاباته (صلى الله عليه وآله) الخالدة بشأن يوم القيامة تابعونا في الفقرة الاولى من البرنامج وعنوانها هو: 

بشارة وانذار بين يدي الساعة

ايها الاخوة والاخوات، من الاحاديث الشريفة المشهورة والتي رواها المسلمون من مختلف مذاهبهم، هو حديث ذكر الساعة وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يذكر الساعة اي قيام القيامة فيشتد صوته وتحمر وجنتاه.
والمصادر التي روت هذا الحديث الشريفة كثيرة ومن كتب المذاهب الاسلامية‌ المختلفة منها صحيح مسلم، وكتاب قصر الأمل لابن ابي الدنيا واحياء علوم الدين للغزالي، ومنها من كتب اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) كتاب معالم الزلفى للسيد هاشم البحراني، وكتاب الغايات وكتاب امالي الطوسي وامالي المفيد وغيرها.
ونحن ننقل الحديث - مستمعينا الاكارم- من كتاب امالي الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) باسناده عن الامام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) والحديث جدير بالمزيد من التأمل والتدبر والتفكر.
قال مولانا الصادق (سلام الله عليه): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا خطب حمد الله واثنى عليه، ثم قال:
اما بعد، فان اصدق الحديث كتاب الله، وافضل الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
ثم قال مولانا الامام الصادق (عليه السلام): في بيان سنة جده (صلى الله عليه وآله) في خطبه:
ويرفع صوته وتحمر وجنتاه ويذكر الساعة وقيامها حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحتكم الساعة، مستكم الساعة، ثم يقول: 
بعثت انا والساعة كهاتين - ويجمع بين سبابتيه، من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً فعلي والي.
لعلكم لا حظتم (مستمعينا الاكارم) ان المستفاد من بيان امامنا الصادق (عليه السلام) ان التذكير بقيام الساعة والقيامة كان جزءً ثابتاً في خطب النبي الاكرم واشفق خلق الله على خلقه عزوجل. 
وهذه الملاحظة - احبتنا- تنبهنا الى اهمية ان نستذكر باستمرار قيام القيامة واهوالها لكي نكون على استعداد لها. 
ومن مباديء الاستعداد لها معرفة ما ينقذ من فزعها واهوالها ثم العمل بمقتضى هذه المعرفة وقد عرفتنا الآيات الكريمة واحاديث اهل بيت الرحمة (عليهم السلام) بالمنجيات من اهوال القيامة، وسننقل لكم لا حقاً اعزاءنا بعضاً منها.
كما ان ذيل الحديث الصادقي المبارك يبين لنا - اعزاءنا المستمعين- ان اصل بعثة خاتم الانبياء (عليه وعليهم السلام) هو ايذان من الله عزوجل باقتراب الساعة والقيامة.
والعبرة في ذلك - احباءنا- هي ان نكون في استعداد مستمر لها ونبادر للعمل بما ينجي من اهوالها ولا يغرينا التواني والغفلة عنها وطول الأمل.
خاصة‌ وان القرآن الكريم وهو اصدق الحديث يعلن جهاراً ان قيام الساعة يكون مفاجئاً، أيس الله عزوجل يقول في وصفها: «ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الابغتة» (أعراف ۱۸۷).

*******

ايها الأخوات والأخوة، وقد عرفنا حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) ورأفة بنا بعظمة قيام القيامة، وسننقل لكم احد احاديثه بهذا الخصوص، ولكن بعد الاستماع لهذا الاتصال الهاتفي مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، وهو يجيب مشكوراً عن سؤال بشأن مراتب القيامة وانواعها، الميكرفون مع زميلنا.
المحاور: سماحة الشيخ السلام عليكم؟
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وصلتنا من الاخ احمد بو علي يسأل عن معنى القيامة الصغرى والقيامة الكبرى ولماذا عبر عن ييوم القيامة بالساعة وهل يشمل هذا التعبير تعبير الساعة كلا القيامتين؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين، طبعأً ورد في الحديث الشريف والمعصومين ان ان آدم اذا مات قامت قيامته حين اذن عبر من ثم عبر عن الموت ربما القيامة الصغرى وعن القيامة المعهود بالقيامة الكبرى وايضاً قد ورد على اية حال يستشف منه من تعابير الروايات ان ظهور الحجة نوع من القيامة الصغرى ورجعة الائمة نوع من القيامة الوسطى ومن ثم تمهيد للقيامة الكبرى؟
المحاور: سماحة الشيخ ماهو المعيار في هذه التقسيمات هل هنالك نقاط اشتراك بين موت الانسان مثلاً فتقوم قيامته والقيامة الكبرى؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة هناك اشتراك موجود في البين من جهة اختلاف احكام تكوينية لنفس النشأة الدنيوية والارضية كان تزحف في مسيرها الوجودي الى تغير نوع الاحوال والاحكام تقترب من احكام الاخرة والساعة.
المحاور: كمثال سماحة الشيخ مثال توضيحي يعني مثلاً اذا توفي الانسان؟
الشيخ محمد السند: مثلاً طبعاً اذا توفي الانسان من الواضح انه يشاهد احكام البرزخ وهي احكام تختلف عن احكام دار الدنيا.
المحاور: مثلاً كشف الحقائق يوم القيامة يوم تبلى السرائر، وعندما يموت الانسان مثلاً كشفنا عنك غطاءك؟
الشيخ محمد السند: نعم هذه احدها وغير ذلك من الاحكام في الحقيقة تتبدد الى الانسان ان هناك نوع من الشفافية وليس هناك نوع من الخفاء والغموض وما شابه ذلك وكل هذه على اية حال مما تسير في جحان قريباً من نشأة الآخرة بل قد ورد حتى في روايات اهل البيت عليهم السلام ان الحساب والمحاسبة تقع في الرجعة واما القيامة الكبرى ففريق يزف الى الجنة وفريق يزف الى النار، واما الحساب فيقع في الرجعة.
المحاور: يعني مرتبة من مراتب الحساب ام كل الحساب؟
الشيخ محمد السند: الظاهر انها عمدة الحساب، وعدة روايات وردت عن اهل البيت عليهم السلام، لذلك في كثير من الآيات التي يحسبها جمهور المذاهب او المسلمين انها من آيات القيامة هي في الواقع آيات الرجعة.
المحاور: يعني لظهرو بعض الاحكام فيها؟
الشيخ محمد السند: نعم لظهور بعض الاحكام التي تختلف مثلاً لذلك ورد لدينا عند ظهور الحجة والرجعة انه يوم لا ينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت ايمانها خيراً، ففي الرجعة فيها نوع من الاحكام وان كان يظل جزء من الاختيار وجزء من تدوين حساب وجزء من التكامل او لاسامح الله التسافل، لكن تختلف عن اية حال الاحكام فيها عن احكام دار الدنيا.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة الى بقية الاسئلة الاخرى الضمنية نوكلها الى الحلقة المقبلة جزاكم الله الف خير.

*******

نتابع مستمعينا الأعزاء تقديم هذه الحلقة من برنامج (عوالم ومنازل)، بالوفاء بما وعدناكم به، اي الرواية النبوية عن موقف القيامة الكبرى.
اخترنا لهذه الفقرة، اعزاءنا عنوان:

القيامة فوق ما نظن ونحسب

روى الشيخ المفيد رضوان الله عليه في كتاب الارشاد، انه لما عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غزوة تبوك الى المدينة‌ المنورة، قدم اليه عمرو بن معد.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): اسلم يا عمرو، يؤمنك الله من الفزع الاكبر.
فقال عمرو: يا محمد! وما الفزع الأكبر فإني لا افزع.
وقد اشتهر عمرو بن معد - مستمعينا الاكارم- بالشجاعة وقوة القلب كما ينبا عن ذلك جوابه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان من مشاهير فرسان العرب وله سيف يعرف بالصمصامة، ولكن هل تكفي شجاعة مثله في النجاة من اهوال يوم القيامة؟
هذا ما سنعرفه في تتمة قصة اسلامه التي اختار لها النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) مدخل تعريفه بيوم الفزع الاكبر، فكونوا معنا اعزاءنا.
تقول الرواية: انه لما اخبر عمرو النبي (صلى الله عليه وآله) بأنه لا يفزع، قال له: يا عمرو، انه ليس كما تظن وتحسب.
ثم اخذ (صلى الله عليه وآله) في تعريف هذا الفارس بصفة يوم القيامة. 
قال: ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا حشر ولا حي الامات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعاً، وتنشق السماء وتهد الارض وتخر الجبال هداً، وترمي النار بمثل الجبال شرراً فلا يبقى ذو روح الا انخلع قلبه وذكر دينه وشغل بنفسه الا ما شاء الله، فأين انت يا عمرو من هذا؟
هذه الكلمات المحمدية المشفقة اثرت في قلب عمرو بن معد وجعلته يقول: الا اني اسمع امراً عظيماً!!
وكانت سبباً لادراكه ان النجاة من هذا الموقف لا تكون الا بأعتناق الاسلام الدين الحق.
واعتناق الاسلام هو السبيل الاعظم للنجاة من اهوال يوم القيامة، ومعنى السبيل الاعظم هو الطريق العام والرئيس، ولكن سلوكه والسير فيه يحتاج الى معرفة علامات الصراط المستقيم.

*******

وهذا ما سنتناوله في الحلقة المقبلة اعزاءنا، اما الآن فننقل لكم طائفة من الاحاديث الشريفة الهادية الى بعض السبل الفرعية للنجاة من اهوال القيامة وبالخصوص من فزعها الاكبر.
فكونوا معنا والفقرة الختامية وعنوانها هو:

سور واعمال تورث الأمن الاكبر

روي في عدد من الأحاديث الشريفة ان من سبل الأمن من فزع يوم القيامة، الاهتمام بتلاوة سورة يوسف كل يوم اوكل ليلة.
وكذلك تلاوة سورة الدخان في الفرائض والنواخل، او قراءة سورة الأحقاف ليلة الجمعة او كل ليله.
وكذلك قراءة سورة (والعصر) في النواخل.
ومن هذه الأعمال احترام شيبة المسلمين، فقد روي في الكافي عن مولانا الصادق (عليه السلام) انه قال: من وقر ذا شيبة في الاسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة.
ومنها ترك الشهوة المحرمة ورعاً وخشية، فقد روى الصدوق عن سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) انه قال: من عرضت له فاحشة او شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر.
ومنها كظم الغيظ، فقد روي في تفسير علي بن ابراهيم عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: من كظم غيضاً وهو يقدر على امضائه حشا الله قلبه امناً وايماناً يوم القيامة.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة