البث المباشر

القرآن الكريم يخبر عن الرجعة الى الدنيا في آخر الزمان حوار مع الشيخ محمد السند حول الدليل العقلي على الرجعة رؤيا النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) في الاعمال المنجية من أهوال منازل الآخرة ابيات للامام

السبت 30 مارس 2019 - 10:55 بتوقيت طهران

الحلقة 56

الحمد لله الذي خلق الانسان في احسن تقويم وهداه الى الصراط المستقيم صراط محمد وآله الطاهرين صلواته عليهم اجمعين. نعرفكم اولاً بعناوين فقراتها، وهي:
القرآن ووقوع الرجعة في الماضي والمستقبل
البرهان العقلي ورجعة الاموات الى الدنيا
رؤيا نبوية ومنجيات من شدائد الآخرة
حذار من تضييع الزاد فالسفر طويل
عرض اتباع مدرسة الثقلين - مستميعنا الاكارم- لكثير من الاتهامات والسخرية لاعتقادهم بالرجعة واحياء الله عزوجل للاموات وارجاعهم الى‌عالم الآخرة.
والسبب هو استبعاد المنكرين لهذه الظاهرة المهمة من ظواهر عالم البرزخ ولكن نصوص القرآن والسنة صريحة في دحض استبعاد المنكرين، كما رأينا في الحلقة السابقة ونرى في الفقرة اللاحقة، وعنوانها هو:

*******

القرآن والرجعة ماضياً ومستقبلاً

قال امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام): 
فيا عجباً، وكيف لا اعجب من اموات يبثهم الله احياءً، يلبون زمرةً زمرةً بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد تخللوا بسكك الكوفة، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة، وجبابرتهم واتباعهم من جبابرة الاولين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عزوجل.
ثم تلا (عليه السلام) الآية الخامسة والخمسين من سورة النور وهي: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً».
ثم قال (سلام الله عليه): وان لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة... وانا عبد الله واخو رسوله (صلى الله عليه وآله).
المقطع المتقدم مستمعينا الاكارم هو جزء من حديث طويل فيه ذكر الرجعة وهو مروي في كتاب مختصر البصائر، وهو واحد من مئآت النصوص الشريفة التي تتحدث عن ظاهرة الرجعة التي تعد من اهم الظواهر التي يشهدها عالما الدنيا والبرزخ.
والملفت في الكلمات العلوية المتقدمة هو اظهار التعجب من هذه الظاهرة، ليس لأنها غير مألوفة في التأريخ البشري، بل لأتساع نطاقها بعد ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه واقامة دولة اهل البيت (عليهم السلام) العالمية.
اجل احباءنا، الرجعة من عالم البرزخ الى الدنيا او الاحياء بعد الموت وفي الحياة الدنيا من الظواهر المألوفة في التاريخ الانساني ولامجال لانكار حدوثها مستقبلاً لمجرد التعجب والاستبعاد، خاصة بعد ان اخبرنا الله تبارك وتعالى بباقي مصاديقها ومن اصدق من الله قيلا؟!
ومن منكم اعزاءنا لم يمر على الآيات الكريمة المتحدثة عن احياء الله عزوجل لأصحاب الكهف وارجاعهم للحياة الدنيا بعد موتهم بما يزيد عن ثلاثة قرون؟
ومن منكم احباءنا لم يتلو الآيات الكريمة المتحدثة عن احياء عزير نبي الله الذي مر على القرية البائدة، بعد ان اماتهم مائة عام؟
ومن منكم لم يسمع الآيات القرآنية التي حكت قصة الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فأماتهم الله ثم احياهم، وكذلك الحال مع ذكره لمعجزات نبي الله عيسى (عليه السلام) ومنها احياء الموتى بأذن الله.
اذن فالرجعة حاصلة ولا ريب في التاريخ البشري، فما المانع من تكرارها بعد ظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه)؟
ولكن القرآن الكريم لم يكتف بالاخبار بوقوع ظاهرة احياء الموتى في التاريخ الانساني، بل اخبر بوقوعها مستقبلاً وعلى نطاق واسع ايضاً يختلف عما جرى مع الامم السابقة.
وهذا ما يدل عليه اعزاءنا المستمعين آيات عدة نبه لها ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وفصل الحديث عنها العلماء في الكتب العقائدية، ونحن هنا نشير الى واحدة منها تخبر بوقوع الرجعة مستقبلاً وبكونها تقع على نطاق واسع لم يشهده التاريخ الانساني من قبل.
وهي مستمعينا الافاضل، الآية الثالثة والثمانون من سورة النمل المباركة حيث يقول عز من قائل: «يوم نحشر من كل امة فوجاً»وقد جاءت مباشرة بعد آية اخراج دابة الارض التي تكلم الناس، وقد ثبت في مصادر الفريقين ان اخراج دابة الارض يكون في آخر الزمان وقبل يوم القيامة والآية الاخرى تصرح بأن اخراجها يقع في اليوم الذي يحشر من كل امة‌ فوج، اي في آخر الزمان وفي عالم الدنيا، وليس المراد الحشر الاكبر يوم القيامة.
ثمة دليل آخر مستمعينا الاكارم يدل على كون الآية تتحدث عن الرجعة وعلى نطاق واسع يشمل احياء فوج من الناس من كل امة من المجتمع البشري.
هذا الدليل ينبه اليه مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث روي في جملة من المصادر المعتبرة منها تفسير علي بن ابراهيم، وجاء فيه انه سئل الامام الصادق، عن قوله تعالى: «ويوم نحشر من كل امة فوجاً».
فقال (عليه السلام): ما يقول الناس فيها؟ 
فاجاب الراوي: يقولون انها في القيامة. 
فقال (عليه السلام): ايحشر الله في يوم القيامة من كل امة فوجاً ويترك الباقين؟ انما ذلك في الرجعة، فأما آية القيامة، فهي:«وحشرناهم فلم نغادر منهم احداً» (كهف ٤۷) الى قوله [موعدا].

*******

نبقى مستمعينا الاكارم مع موضوع الرجعة ‌من خلال الاستماع الى تتمة اجابة سماحة الشيخ محمد السند على سوال بهذا الشأن، وذلك في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا.
المحاور: السلام عليكم سماحة الشيخ؟
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ في الحلقة السابقة اجبتم على شطر من سؤال الاخ جواد حمادة عن ظاهرة الرجعة واشرتم على التظافر في الادلة هنالك ادلة نقلية قرآنية وروائية والروائية متواترة تربوا على المئات من الاحاديث وردت في مضمون قضية الرجعة اضافة الى ذلك الدليل العقلي الذي قدمتم له مقدمة هي ان هنالك حالة من عدم وصول الانسان المستعد الى الكمال المقدر له بسبب عوامل خارجية في الحياة الدنيوية الاولى كيف يستدل بهذه المقدمة على الرجعة بدليل عقلي تفضلوا؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة بضمميمة هذه المقدمة من كون نفوس ذات كمال بما لها من اشياء برزخية او اخروية او ما شابه ذلك لها كمالات ممكنة مقدرة منشودة واذا قررنا هذه المقدمة بضميمة مقدمة ثانية اخرى الا وهي ان الارواح والنفوس ليست علقتها مع الابدان تنقطع بنحو بات مفارق فاصل ابدي بل في الحقيقة تبقى كثير من العلائق وهناك كثير من القنوات الارتباط بين الروح والبدن والشواهد على ذلك اكثر مما ان نستعرضها الان ونستقصيها في هذه العجالة سواء النقلية او العقلية حتى بات الان واضحاً عند علماء الاثير وعلماء البرسكلوجية وغيرها من العلوم الغربية الحديثة الروحية ان هناك ارتباط شديد كثير يبقى بين الروح وبين البدن وبين مثوى البدن حتى، ففي الحقيقة اذن هذه العقى هذا امر ثاني يجب اي تخصيص الروح لانه الرجعة امر هام يجب ان ننبه عليه هناك فارق شاسع بين عقيدة الرجعة وبين عقيدة التناسخ لان عقيدة التناسخ هو ذهاب الروح من بدن بتمامها تلك الروح الى بدن اخر جديد في مولود جديد وطفل جديد سواء من نسل الانسان او نفس المخلوقات الاخرى، بينما عقيدة الرجعة تنص على ان الروح ترجع الى نفس البدن الذي قد انفصلت عنه جزئياً او انفصلت عنه وبات رميماً ورماداً، ففي الحقيقة اذن هناك فارق بوني شاسع بين عقيدة الرجعة وعقيدة التناسخ وربما كثير من لا يحسن ان يقف على حقائق الامور سواء من الفرق او المذاهب الاخرى قد اختلط عليها الامر بين التناسخ وبين عقيدة الرجعة فان عقيدة الرجعة عقيدة حقانية والا لكان المعاد الجسماني ايضاً تناسخ والحال ان المعاد الجسماني بضرورة المسلمين وبداهة المعرفة عند المسلمين ليس المعاد الجسماني تناسخاً لماذا لان كل روح تبقى في بدنها المخصص لها سابقاً كذلك الحال في الرجعة في الحقيقة لذلك قد ربما يستوحى من بعض روايات اهل البيت عليهم السلام او حتى الآيات الكريمة بالآيات الكريمة نعم ان الرجعة قيامة صغرى او قيامة وسطى بخلاف القيامة الكبرى ومن ثم قيدت القيامة بالقيامة الكبرى تقييد القيامة بالقيامة الكبرى ما يدلل على ان هناك قيامة وسطى وقيامة صغرى وانه نوع من المعاد وليس المعاد المصطلح الاخروي وهو القيامة الكبرى وانما هناك نوع من عودة الارواح الى اجسادها السابقة الخاصة المختصة المخصصة بها فبالتالي ان هناك فرق مع التناسخ، هذه المقدمة الثانية تقريرها لابد منه. 
المقدمة الثالثة التي يجب ان يلتفت اليها ان حكمة الله جرت ببراهين مذكورة في محلها ومقررة انه لا يخلق الموجودات بنحو لا تصل الى غاياتها والا لكان هذا نقض للحكمة ونقض للغاية ونقض لهدف الخلقة وسنة الخلقة والحال ان الله عز وجل غالب على امره، فاذن لابد ان يصل كل موجود الى غايته المنشودة له، اذا تمت تلك المقدمات الثلاث يتضح ويبيت واضحاً انه لابد من عودة الارواح الى الاجساد حتى في نشأت دار الدنيا وربما يكون هناك نوع من الخلاف في دار الدنيا ولكن على اي تقدير هذا العود لاجل ان تستكمل الروح تلك النشآت وتلك المراحل.
المحاور: يعني مراتب الكمال يعني ما قدر لها من كمال فاذن يكون هذا من لوازم لطف الله تبارك وتعالى؟
الشيخ محمد السند: نعم وقد ضرب لذلك امثلة كثيرة الم ترى الى الذين خرجوا الوفاً حذر الموت وكما تقول الاية احياهم الى دار الدنيا، وكذلك الذي ضرب امثلة في سورة البقرة ويقع في هذه الامة ما قد وقع في الامم السابقة حد النعل بالنعل وكذلك عزير حيث اماته الله مائة عام ثم بعثه، فهذه كلها موارد ليست هي من النفس وانما هي من موارد الرجعة ولو الرجعة في الامم السابقة وستقع الرجعة فيها. 

*******

ايها الاخوة والاخوات، من الروايات الجامعة التي عرفنا فيها حبيبنا النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بالخصال التي تعين الانسان على النجاة من عقبات منازل الآخرة، هي الرواية التي نقلها الشيخ الصدوق في اماليه.
نختار اعزاءنا مقاطع منها في الفقرة التالية التي انتخبنا لها عنوان:

رؤيا نبوية ومنجيات من شدائد الاخرة

روى الشيخ الصدوق )رضوان الله عليه( بسنده الى الصحابي عبد الرحمن بن سمره قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً فقال: اني رأيت البارحة عجائب. 
فقلنا: يا رسول الله وما رأيت؟ حدثنا به فداك انفسنا واهلونا.
فقال (صلى الله عليه وآله): رأيت رجلاً من امتي وقد اتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه.
وفي ذلك اعزاءنا الى ان بر الوالدين يطيل في العمر، ثم قال (صلى الله عليه وآله): ورأيت رجلاً من امتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضووه فمنعه منه.
اي ان يهتم بأسباغ الوضوء بصورة جميلة ويهتم بان يكون على وضوء في مختلف اوقاته ينجو من عذاب القبر، وقال (صلى الله عليه وآله) ورأيت رجلاً من امتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عزوجل فنجاه من بينهم.
ورأيت رجلاً من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم، ورأيت رجلاً من امتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع، فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وارواه.

*******

ايها الاخوة والاخوات، الحديث النبوي طويل وجميل ننقل لكم باقي فقراته في الحلقة المقبلة ان شاء الله اما الآن، فالى الفقرة الختامية وعنوانها هو:

حذر من نضيع الزاد فالسفر طويل

بعد ان يبين حقيقة الدنيا ومصائر عبيدها وما يحل بهم يقول مولانا الامام السجاد (عليه السلام) في ابيات وعظية بليغة:

وفي دون ما عاينت من فجعاتها

الى رفضها داع وبالزهد آمر

فجد ولا تغفل فعيشك زائل

وانت الى دار المنية صائر

الا، لا، ولكنا نغر نفوسنا

وتشغلنا اللذات عما نحاذر

اجل مستمعينا الافاضل، فادراك حقائق المعاد وحده لا يكفي، بل المهم ان نعيش هذه الحقائق ولا نسمع للغفلة والانشغال باللذات ان تصرفنا عنها والطريق يبينه لنا مولانا السجاد عليه السلام حيث يقول:

وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى

عن اللهو واللذات للمرء زاجر

وهل لك ان وافاك حتفك بغتةً

ولم تكتسب خيراً لدى الله عاذر

اترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي

ودينك منقوص ومالك وافر

شكراً لكم احباءنا على جميل استماعكم لفقرات هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل كونوا معنا في الحلقة المقبلة والى حينها نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة