البث المباشر

الحسين (عليه السلام) والنجاة من أهوال الآخرة وحب لقاء الله الأعمال الحسينية المنجية من أهوال يوم القيامة نصوص حضور المعصومين (عليه السلام) عند المحتضر أجوبة الشيخ محمد السند على الاسئلة المستمعين حسن

الأربعاء 27 مارس 2019 - 11:45 بتوقيت طهران

الحلقة 32

الحمد لله حبيب قلوب الصادقين ومنتهى غاية الطالبين والصلاة والسلام على سادات العارفين والشهداء المرضين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في الحلقة الثانية والثلاثين من حلقات البرنامج نفتتحها بمقطع من دعاء مولانا الصادق (عليه السلام) لزوار الحسين (سلام الله عليه) والمتقربين به الى الله عزوجل. 
قال (عليه السلام): «[اللهم] اغفرلي ولاخواني زوار قبر ابي الحسين بن علي صلوات الله عليهما الذين انفقوا اموالهم واشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاءً لما عندك في وصلتنا وسروراً أدخلوه على‌ نبيك محمد )صلى الله عليه وآله( اجابة منهم لأمرنا وغيظاً أدخلوه على عدونا وارادوا بذلك رضوانك...
اللهم ان اعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص الينا... فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر ابي عبد الله (عليه السلام) وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة‌ لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم اني استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى‌ ترويهم من الحوض يوم العطش...».
نسأل الله تبارك وتعالى ان نكون معكم اعزاءنا من المشمولين بدعاء مولانا الصادق (صلوات الله عليه).
اما بالنسبة لفقرات هذه الحلقة من البرنامج، فالاولى منها فقرة جديدة نتناول فيها في كل حلقة الاعمال التي تنجي الانسان من شدائد واهوال الموت وما بعده من منازل وعوالم ونبدأ في هذه الحلقة بالاعمال المرتبطة بالوسيلة الحسينية.
اما في الفقرة الثانية، ففيها احاديث عن حضور المعصومين عند الموت وما فيه من بشارات وانذارات.
ثم ننتقل لأجابات ضيف البرنامج عن اسئلتكم.
تلي ذلك روايات عن حسن الظن بالله عزوجل واثره في حب لقاء الله.
وختام الحلقة مجموعة من الابيات المنسوبة لسيد الشهداء ‌عليه السلام تناسب موضوعات البرنامج.

*******

اما الآن فالى‌ الفقرة الاولى من البرنامج وقد اخترنا لها عنوان:

مع الحسين في الدنيا والآخرة

وردت في احاديث اهل بيت النبوة (سلام الله عليهم) كثير من الاحاديث الشريفة‌ المبينة ‌لآثار الارتباط بقضية سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) في نجاة الانسان من صعوبات المنازل التي يطويها في رحلته في عوالم الموت وما بعده
وقد صرح الفقهاء ايها الاخوة والاخوات بان مراسم العزاء الحسيني هي من اعظم واهم الاعمال المقربة الى الله عزوجل كما جاء في كتاب الاستفتاءات للامام الخميني قدس سره شريف.
والطاعات المقربة لله عزوجل تعين الانسان ولاشك على السير في صراط النجاة في رحلته في عوالم الوجود، ولكن المستفاد من النصوص الشريفة ان للتوسل بالامام الحسين (عليه السلام) خصوصية في هذا المجال.
ولذلك اخترنا الحديث عنها اولاً في هذه الفقرة الجديدة من فقرات البرنامج التي خصصناها للحديث عن الاعمال التي تنقذ الانسان من شدائد واهوال يوم القيامة.
ونشير في هذه الحلقة الى مجمل آثار الوسيلة الحسينية فيما يرتبط بموضوع البرنامج ونوكل نقل نماذج من الاحاديث الشريفة ‌الواردة في هذا المجال الى الحلقة المقبلة باذن الله تبارك و تعالى.
روي ان من آثار زيارة سيد الشهداء‌ والبكاء على مظلوميته (عليه السلام) غفران الذنوب وتخفيف الحساب يوم القيامة.
كما روي ان من آثار ذلك تخفيف سكرات الموت وتلقي البشارات الربانية بالنجاة عند الاحتضار.
كما روي أن من آثار زيارة الحسين عليه السلام والبكاء على مظلوميته النجاة من اهوال القبر والفوز بشفاعة جده وامه وابيه يوم القيامة حتى ان الخلق جميعاً يتمنون يوم القيامة لما يرونه من مقامات الحسينيين يتمنون ان لو كانو منهم.
رزقنا الله واياكم احباءنا ان نكون من الحسينيين الذين اخلصوا النية لله عزوجل في مودة الحسين عليه السلام وحبه والبكاء على مظلوميته بمنطق ذلك الشاعر النبيل الذي قال: 

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة

لكنما عيني لاجلك باكية

تبتل منك كربلا بدم ولا

تبتل مني بالدموع الجارية

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج عوالم ومنازل بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ محمد السند اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: السلام عليكم احباءنا اهلاً بكم ومرحباً وانتم تتابعون هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل في فقرتها هذه التي نستضيف فيها سماحة الشيخ محمد السند للاجابة عن اسئلتكم بشأن موضوعات مختلفة معنا على خط الهاتف، سماحة الشيخ السلام عليكم.
الشيخ محمد السند: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وصلت الى برنامج من المدينة المنورة الاخ حسن يسأل عن العوالم والمنازل التي ذكرتموها يقول تذكرون مجموعة من العوالم والمنازل يمر بها الانسان في مسيرته الوجودية يقول الجن ايضاً مكلف فهل يمرون هم ايضاً بهذه العوالم وهل المرور بها مرتبط بشأن التكليف ام لا لكي يشمل المخلوقات الاخرى غير الجن والانس؟ تفضلوا سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، هناك من النصوص الدينية والقرآنية والنبوية ما يدلل على ان الجن لا ريب فيه يمرون بمراحل يمر بها الانس، غاية الامر ان ورد في بعض الروايات ان جنة الجن هي دون جنة الانس لانه الطبيعة العقلية المتكاملة عند الانس ترتفع على الجن ومن ثم فأن جنة الانس تعلو جنة الجن، مما يدلل ان الجن اذن لديهم عالم برزخ، لديهم حياة وممات، لديهم محاسبة لديهم تلك النشأة البرزخية بنمط آخر ولديهم ايضاً الاشياء الاخروية وسيبعثون ايضاً للجن «سنفرغ لكم ايها الثقلان» ‌هذه التعابير القرآنية واردة كثيراً «وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون» ‌هذا يدلل على وحدة الشريعة والتكليف والشريعة والتكليف هي عبارة عن صورة في دار الدنيا بمنظومة تشريعية وحقيقتها تكوينية يمر بها كلا الثقلين، هذا بالنسبة الى‌ الجن وهناك من الشواهد الكثيرة على هذا المطلب في خضم النصوص القرآنية واما بالنسبة الى بقية الكائنات فأيضاً يستشعر من بقية النصوص انها لها ايضاً حالة برزخية ولها نوع من الحالة الاخروية ايضاً حتى انه قد ورد في نصوص اهل البيت انه لا يدخل الجنة من الحيوانات الا اربع، ناقة صالح، والذئب الذي قتل في قصة يوسف والخروف الذي ذبح فداء عن اسماعيل وهناك حيوان آخر ومما يدلل على ان جنة الانس لا يدخلها تلك الحيوانات مما يدلل على انه ايضاً الحيوانات لها نوع من النشأة الاخروية هي دون الانس ودون الجن لكنها نوع من النشأة، البحوث الحكيمة تتشاهد مع تلك النصوص الوحيانية.
المحاور: سماحة الشيخ اذا الوحوش حشرت هل يمكن الاستفادة منها، ايضاً‌ لهم مراتب من القيامة؟
الشيخ محمد السند: نعم الآية الكريمة، وان ورد تأويل ان الوحوش المراد منها بني الانس، لان الانسان اذا توحش صار اوحش من الوحوش، على‌ اية حال هذا لا ينافي الظاهر ايضاً برواية كل من المعنى التأويلي والمعنى الظاهر، يمكن ان يستفاد منه والآن وحتى البحوث الحديثة في العلوم الحديثة الغربية من العلوم الروحية كالتنويم المغناطيسي واستحضار الارواح يذكرون مئات الحكايات عن الارواح التي يحضرونها وماشابه ذلك، عن نشأة البرزخ وان الحيوانات هناك لهم نوع من التواجد بخلاف ما كانت عليه في دار الدنيا. 
المحاور: يعني هل يمكن القول بما ذكره الاخ؟
الشيخ محمد السند: ورد في الروايات ان يوم القيامة يقام العدل حتى انه يقتص من القرناء الى العجماء ‌يعني حتى الدابة التي لها قرون اذا اعتدت على دابة ليس لها قرون يقتص منها.
المحاور: يعني سماحة الشيخ، حتى اذا قلنا بما قاله السائل بأن المرور بالقيامة والبعث مرتبط بالتكليف يمكن ان يفهم ان هنالك درجة ومرتبة من التكليف بالنسبة الى الحيوانات؟
الشيخ محمد السند: نوع من تلقي الدين التكويني، الكوني الواحد لكل المخلوقات موجود ولكن بأي درجة، نلاحظ مثلاً حديث الهدهد مع سليمان او ما يقرره الهدهد دون... 
المحاور: يكون سليمان معذب الهدهد اذا كان الهدهد ليس له خيار آخر او مكره على ما قام به مثلاً اذا كان على فرض الاساءة فلا يكون من العدل تعذيبه لابد ان هناك درجة من الاختيار بحيث اذا كان عمله خاطيء يكون مستحق للتعذيب؟
الشيخ محمد السند: الآن البحوث العلمية اثبتت ان الحيوانات لها درجة من الارادة والشعور ودرجة من الصفات الانسانية كلها تدلل على ان لها مرتبة من الادراك وما شابه ذلك «وان من شيء الا يسبح بحمد ربك ولكن لا ترون تسبيحه» فلها درجة من الرجوع والاوبة الى الله سبحانه وتعالى كما كان لها نحواً من الانطلاقة من المبدأ، فأن تعبير انا لله وانا اليه راجعون ليس خاص بالانس بل لكل الكائنات وهي آئبة راجعة الى ربها، اليه مصير كل شيء، اليه يرجع الامر كله. 
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً وشكراً لكم مستمعينا على طيب المتابعة، نشير الى ان الآيات التي ذكرناها او قرأها سماحة الشيخ او قرأناها هي بالمضمون وليس بالنص، المراد توضيح المنطوق القرآني والمفاهيم القرآنية فيما يرتبط بهذا الموضوع الى ما تبقى من فقرات البرنامج.

*******

نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل بالفقرة التالية وموضوعها هو حضور المعصومين )عليهم السلام( وتمثلهم للمؤمن عند الاحتضار، عنوانها هو: 

حضور وبشارات الهية

روي في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام قال الراوي: سألته عن المؤمن ايستكره على قبض روحه؟ 
فقال (عليه السلام): لا والله. 
فقلت: وكيف ذاك؟
فقال (عليه السلام): لانه اذا حضره ملك الموت جزع، فيقول له ملك الموت: لا تجزع فوالله لأنا ابر بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينيك وانظر
ثم قال (عليه السلام) مبيناً ما يراه المومن في تلك الحالة: ويتهلل له رسول الله وامير المومنين علي بن ابي طالب والحسن والحسين والائمة من بعدهم والزهراء عليهم السلام،... فينظر اليهم فيستبشربهم.
وروي في الكافي عن الصادق عليه السلام في جواب سؤال مماثل وجاء في جانب منه: فقال له: هذا رسول الله وامير المومنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة رفقاؤك.
قال الامام الصادق (عليه السلام): فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا ايتها النفس المطمئنة الى محمد وأهل بيته ارجعي الى ‌ربك راضية بالولاء مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعني محمداً واهل بيته وادخلي جنتي.
وختم الامام الصادق )سلام الله عليه) جوابه مصوراً حالة المؤمن بعدما يرى ما يرى، فقال: فما من شيء احب اليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي. 
ايها الاخوة والاخوات، ومن الاحاديث الشريفة المبينة لحالة المؤمن عند الموت وحضور الصور المثالية لأهل البيت (عليه السلام) ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) في الكافي ايضاً جواباً عن سوال بهذا الشأن.
قال الراوي في سؤاله بعد ان قال الامام: ان الرجل اذا وقعت نفسه في صدره يرى، قال: جعلت فداك، وما يرى؟ قال عليه السلام يرى رسول الله فيقول له: انا رسول الله ابشر.
ثم قال الصادق (عليه السلام) ثم يرى علي بن ابي طالب فيقول: انا علي بن ابي طالب الذي كنت تحبه في الدنيا، انا انفعك اليوم.
ثم طبق الامام الصادق عليه السلام ذلك كأحد مصاديق الآيات الكريمة فقال: وذلك في القرآن قول الله تعالى «الذين آمنوا وكانوا يتقون / لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله».
اي انه (عليه السلام) اعتبر هذه التمثلات وما يرد فيها احد مصاديق البشارات الالهية للمؤمن في الحياة الدنيا بل هي من اعظم مصاديقها.

*******

لنا وقفة اخرى مع هذا الموضوع تأتيكم في الحلقة المقبلة ان شاء‌ الله اما الآن فمع الفقرة ‌التالية وعنوانها هو:

حب لقاء الله

نقل ابو حامد الغزالي في كتاب احياء علوم الدين ما رواه احمد بن حنبل في مسنده والبيهقي في شعب الايمان وابن حبان في صحيحه وغيرهم مسنداً‌عن واثلة بن اسقع انه دخل على مريض ظهرت عليه امارات الاحتضار وحلول الاجل.
فقال له واثلة: اخبرني كيف ظنك بالله؟ 
فقال الرجل: اغرقتني ذنوب واشرفت على الهلكة ولكني ارجو رحمة ربي.
فكبر واثلة وكبر الحاضرون بتكبيرة ثم قال: الله اكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الله تعالى: «انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء».
ثم قال ابو حامد الغزالي: ودخل )صلى الله عليه وآله( على شاب وهو يموت، فقال: كيف تجدك؟
اجاب الشاب ارجو الله واخاف ذنوبي...
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لايجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الوقت الا اعطاه الله الذي يرجو وآمنه من الذي يخاف.
ونقل الغزالي ايضاً: ان اعرابياً مرض فقيل له: انك تموت، فقال: أين يذهب بي؟ 
قالوا: ‌الى الله.
فقال الرجل: فما كراهتي ان اذهب الى من لا يرى الخير الا منه.
اما الفقرة الختامية‌ لهذه الحلقة‌فهي ادبية وعظيمة‌ مع سيد الشهداء (عليه السلام) نسب الى مولانا الامام الحسين (عليه السلام) انه انشد في التحذير من الاغترار بالدنيا فقال: 

ايعتز الفتى بالمال زهواً

وما فيها يفوت عن اعتزاز

ويطلب دولة الدنيا جنوباً

ودولتها مخالفة المخازي

ونحن وكل من فيها كسفر

دنا منا الرحيل على الوفاز

ولم نعلم بان لا لبث فيها

ولا تعريج غير الاجتياز

كما نسب لسيد الشهداء سلام الله عليه انه انشد في وصف منازل الآخرة فقال:

يحول عن قريب من قصور

مزخرفة الى بيت التراب

فيسلم فيه مهجوراً فريداً

احاط به شحوب الاغتراب

وثم الحشر اصعب كل امر

اذا دعي ابن آدم للحساب

والفى كل صالحة اتاها

وسيئة جناها في الكتاب

لقد آن التزود ان عقلنا

واخذ الحظ من باقي الشباب

 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة