ومن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي هو عنوان قطاع الهواتف الذكية خلال عام 2024، إذ كان هو المحور الرئيسي في حدث سامسونغ للكشف عن هواتفها الجديدة (Galaxy S24) خلال الشهر الجاري، كما تعاونت سامسونغ مع جوجل لتقديم مزايا الذكاء الاصطناعي في هواتفها الجديدة، لذلك من المتوقع أن تجعل أبل الذكاء الاصطناعي هو المحور الأساسي في نظام (iOS 18) القادم وتحديثات آيفون المستقبلية.
كما هي العادة، ستكشف أبل عن نظام iOS 18 لهواتف آيفون في مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC 2024)، الذي سيُعقد في شهر يونيو 2024، وسيصل الإصدار النهائي للمستخدمين في شهر سبتمبر 2024.
ولكن ما التغييرات التي تخطط أبل لإجرائها في نظام iOS 18، والتي من المتوقع أن تجعله أكبر تحديث في تاريخ هواتف آيفون؟
1- إدماج الذكاء الاصطناعي التوليدي في سيري:
أشار تقرير سابق لوكالة (بلومبرغ) إلى أن شركة أبل تخطط لتطوير أنظمة تشغيل أجهزتها بصورة كبيرة خلال عام 2024، إذ ستعمل على إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عدد كبير من خدماتها وتطبيقاتها وأدواتها البرمجية، لمواكبة التطور السريع الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ نهاية عام 2022.
وقد ذكر تقرير بلومبرغ أن الميزانية التي من المتوقع أن تستثمرها أبل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ستبلغ قيمتها مليار دولار.
ولم تؤكد شركة أبل رسميًا بعد ما المزايا الجديدة القادمة في نظام iOS 18، ولكن أفاد (مارك جورمان) الصحافي في بلومبرغ أن نظام التشغيل iOS 18 سيتضمن نسخة جديدة من المساعد الصوتي (سيري) تستخدم الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) لتقديم استجابات أكثر ذكاءً ودقة للمستخدمين.
2- إدماج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات iWork:
تطبيقات iWork هي مجموعة من تطبيقات الإنتاجية التي طورتها شركة أبل لأجهزة ماك وآيفون وآيباد، وتتكون المجموعة من ثلاثة تطبيقات رئيسية، وهي: تطبيق Pages لإنشاء المستندات، وتطبيق Numbers لإنشاء جداول البيانات، وتطبيق Keynote لإنشاء العروض التقديمية.
ولم تشهد تطبيقات (iWork) تحديثات كبيرة في نظام (iOS 17) الذي أطلقته في شهر سبتمبر الماضي، وهذا أثار غضب المستخدمين الذين كانوا متوقعين وصول الذكاء الاصطناعي إلى هذه التطبيقات كما فعلت جميع الشركات المنافسة في تطبيقاتها المكتبية، إذ أدمجت مايكروسوفت المساعد (Copilot) في تطبيقاتها المكتبة، كما أدمجت غوغل روبوت الدردشة (بارد) Bard في تطبيقاتها المكتبية، وكل ذلك وسط صمت شبه تام من شركة أبل.
ولكن من المتوقع أن يتغير ذلك في نظام (iOS 18) القادم، لأن أبل تطور حاليًا نموذج ذكاء اصطناعي توليدي يتعامل مع النصوص، يطلق عليه مهندسو الشركة اسم (AppleGPT)، وسيكون هو المُكافئ لروبوت (ChatGPT)، وقد أتاحت أبل لموظفيها استخدامه داخليًا للتعامل مع النصوص حاليًا.
3- دعم معيار RCS للمراسلة:
يُعد دعم معيار RCS في هواتف آيفون؛ هو الأمر الذي سيجعل نظام (iOS 18) هو التحديث الأكبر والأهم في تاريخ هواتف آيفون، لأنه سيحسن تجربة المراسلة بين هواتف آيفون وأندرويد بنحو كبير.
فقد أكدت أبل في نوفمبر 2023 أنها ستوفر دعم معيار رسائل RCS في هواتف آيفون في وقت ما في عام 2024، ومن المتوقع ظهور هذه المزية التي طال انتظارها أول مرة في نظام التشغيل iOS 18.
وسيودي دعم هواتف آيفون لمعيار RCS إلى بعض التحسينات في تجربة المراسلة بين هواتف آيفون وأندرويد، وأبرزها:
-إرسال صور ومقاطع فيديو عالية الدقة.
-إرسال رسائل صوتية وملفات بأحجام كبيرة.
-تحسين التشفير مقارنة بالرسائل النصية القصيرة SMS.
-إرسال الرسائل عبر اتصال (الواي فاي) بين هواتف آيفون وهواتف أندرويد.
-تحسين المحادثات الجماعية.
جدير بالذكر أن هذه المزايا متاحة بالفعل حاليًا في المراسلات بين هواتف آيفون وبعضها عبر تطبيق iMessage، وفي المراسلات بين هواتف أندرويد عبر تطبيق (Google Messages)، أو في تطبيقات المراسلة التابعة لجهات خارجية، مثل: واتساب وتليغرام، ولكن دعم معيار رسائل RCS في هواتف آيفون، سيحقق التكافؤ في تجربة المراسلة بين نظامي التشغيل iOS وأندرويد أخيرًا.
4- مزايا جديدة في تطبيق Apple Music:
من المتوقع أن تقدم أبل هذا العام مجموعة جديدة من مزايا الذكاء الاصطناعي في تطبيقها (Apple Music)، إذ تشير تقارير إلى أن أبل ستقدم تجربة إنشاء قوائم موسيقية في تطبيق (Apple Music) بأمر نصي يدخله المستخدم، وستشبه هذه المزية ما تقدمه خدمة سبوتيفاي حاليًا بالتعاون مع شركة (OpenAI).
5- مزايا جديدة للمطورين:
تقدم شركة أبل منصة (Xcode) للمطورين لمساعدتهم في تطوير تجارب أكثر ثراءً لمستخدمي أجهزتها، ومن المتوقع أن تقدم لهم في نظام التشغيل iOS 18 القادم مجموعة قوية من التقنيات الجديدة التي تسهل عليهم عملهم.
وتشير التقارير إلى أن فريق هندسة البرمجيات في شركة أبل يعمل الآن على إضافة قدرات الذكاء الاصطناعي داخل أدوات تطوير البرمجيات مثل: Xcode، بحيث يمكن للمطورين تطوير تطبيقاتهم لتعمل في أجهزة آبل المختلفة في وقت وجيز، الأمر الذي يضع آبل في منافسة مباشرة مع شركات، مثل: مايكروسوفت وجوجل التي قدمت للمطورين أدوات تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي تسهل عليهم كتابة الأكواد البرمجية وتصحيحها.