ونشرت صحيفة «ديلي مافريك» التي تجذب عشرة ملايين قارئ شهرياً، يوم الأربعاء الماضي، قائمة من صور وأسماء وقصص الصحافيين الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكتبت الصحيفة: «قُتل صحافيون في غزة خلال ثلاثة أشهر أكثر مما قُتل من الصحافيين في الحرب العالمية الثانية أو حرب فيتنام… لجنة حماية الصحافيين وجدت أن عدد الصحافيين الذين قُتلوا في الأسابيع العشرة الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة يفوق عدد الصحافيين الذين قُتلوا في دولة واحدة على مدار عام كامل».
ودانت الصحيفة الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين، وطالبت قوات الاحتلال بالالتزام باتفاقيات جنيف.
وبموجب الاتفاقيات، يتمتع الصحافيون بحكم وضعهم كمدنيين بحماية القانون الدولي الإنساني من الهجمات المباشرة شريطة ألا يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية. وتشكل أي مخالفة لهذه القاعدة انتهاكاً خطيراً لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول، فضلاً عن أن التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى أيضاً إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأعادت الصحيفة التذكير بأن احتجاجات المؤسسات الإعلامية آخذة في التزايد، إذ أصدر المعهد الدولي للصحافة نداءً قوياً لضمان سلامة الصحافيين العاملين في غزة وتمكين وسائل الإعلام من العمل بشكل مستقل.
وكتبت «ديلي مافريك»: «إنها مأساة، ومهزلة، وجريمة حرب. ولكن في الحرب المستمرة التي قُتل فيها أكثر من 25 ألف شخص في ما يزيد قليلاً عن مئة يوم، معظمهم من النساء والأطفال، لم يكن هناك وقت للحداد على رحيلهم».
وختمت تقديمها قائمة الشرف: «هذه هي أسماؤهم. نحن نتذكرهم. نحن نكرمهم».
وبلغ عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضدهم 119 شهيداً منذ بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
ودعت لجنة حماية الصحافيين الدولية و17 مؤسسة إعلامية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إلى حماية الصحافة والصحافيين في قطاع غزة، في رسالة وجهتها إليه الأسبوع الماضي.
ونبهت الرسالة إلى أن «مقتل هذا العدد الكبير من الصحافيين في فترة قصيرة من الزمن هو حدث غير مسبوق» وحذرت من أن هذا الوضع له عواقب محلية وإقليمية وعالمية على اطلاع الرأي العام، بما في ذلك مواطنو الاتحاد الأوروبي، بشأن العدوان على غزة.