بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ (۱) وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ (۲) عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ (۳) تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ (٤) تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ (٥) لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ (٦) لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ (۷) وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ (۸) لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ (۹) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ (۱۰) لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ (۱۱) فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ (۱۲) فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ (۱۳) وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ (۱٤) وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ (۱٥) وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ (۱٦) أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ (۱۷) وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ (۱۸) وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ (۱۹) وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ (۲۰) فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ (۲۱) لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ (۲۲) إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ (۲۳) فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ (۲٤) إِنَّ إِلَيۡنَآ إِيَابَهُمۡ (۲٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم (۲٦)
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالغاشية؛ على أول آية منها، وفيها خطاب من الله تعالى للنبي صلي الله عليه وآله وسلم عن الغاشية ومعناها هو يوم القيامة، حيث تُغشي الناس بأهوالها، وآياتها (26) تتألف من (92) كلمة في (382) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.
ترتيب نزولها
سورة الغاشية من السور المكية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الثامن والستين، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الثامن والثمانون من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(الْغَاشِيَةِ): القيامة، سُميت بذلك لأنها تغشى بعذابها وأهوالها.
(نَّاصِبَةٌ): من النصب: وهو التعب.
(عَيْنٍ آنِيَةٍ): العين: ينبوع الماء، آنية: حارة بالغة في حرارتها.
(ضَرِيعٍ): نوع من الشوك المرّ والنتن.
(وَنَمَارِقُ): جمع نمرقة: وسائد يُتكأ عليها، وهي المساند.
(وَزَرَابِيُّ): نوع من البسط الفاخرة. وأصله النبات، إذا كان فيه حمرة وصفرة وخضرة.
محتواها
تتحدث السورة عن وصف الناس في الغاشية وهي يوم القيامة، حيث ينقسم الناس إلى فريقين: السعداء والأشقياء. كما تدور السورة على ثلاث محاور:
الأول: بحث المعاد، وبيان حال المجرمين بما فيه من شقاء وتعاسة، ووصف حال المؤمنين وهم ينعمون بنعيم لا ينفد.
الثاني: بحث التوحيد، حيث يتناول موضوع خلق السماء والجبال والأرض.
الثالث: بحث النبوة، مع عرض لبعض وظائف النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
الغاشية في الروايات
جاء في تفسير بعض آيات السورة عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ قال: «يغشاهم القائم بالسيف»، وفي رواية آخرى قال عليه السلام: «الذين يغشون الإمام». وقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ قال عليه السلام: خاضعة لا تطيق الامتناع، و﴿عَامِلَةٌ﴾: عملت بغير ما أنزل الله، و﴿نَّاصِبَةٌ﴾: نصّبت غير ولاة الأمر، و﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ قال عليه السلام: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنم.
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حساباً يسيراً».
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من أدمن قراءة الغاشية في فريضة أو نافلة غشّاه الله رحمته في الدنيا والآخرة وأعطاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار».
ووردت خواص كثيرة، منها:
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من قرأها على ضرس يؤلم سكن بإذن الله تعالى، ومن قرأها على ما يأكل أمن ما فيه ورزقه الله السلامة فيه».