قاد فريق دولي من الباحثين في معهد براد التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، بدعم من باحثين من بريطانيا وفنلندا واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية، تحليل بيانات جينية وصحية لأكثر من مليوني شخص من خلفيات عرقية متعددة.
وحدد الباحثون 743 منطقة جينية مرتبطة بتوزيع الدهون في الجسم وأبعاد الخصر، بينها 86 منطقة جديدة لم تكن معروفة سابقاً، مما يؤكد الطبيعة المعقدة والمتعددة الجينات للسمنة.
طور الفريق «درجات متعددة الجينات» التي تعكس تأثيرات جينية مختلفة على زيادة الوزن وكيفية تأثيرها على بيولوجيا الجسم، مما سمح بتحديد 11 نمطاً بيولوجياً مختلفاً للسمنة، يُعرف كل منها بـ"الأنماط الداخلية" (اندوتايب)، والتي تفسر لماذا قد يشترك شخصان في مؤشر كتلة جسم متشابه، لكن أسباب السمنة لديهم تختلف جذرياً.
تشمل هذه الأنماط اختلافات في آليات الدماغ، الجهاز المناعي، استقلاب الإنسولين، ونوعية تخزين الدهون، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى العلاجات العامة للسمنة، ويشدد على ضرورة تطوير علاجات موجهة تناسب نوع السمنة لدى كل فرد.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الأنماط لا تؤثر فقط على السمنة، بل ترتبط أيضاً بمخاطر مختلفة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أمراض الكبد القاتلة، وأمراض القلب، مما يفتح آفاقاً جديدة لتقديم علاجات شخصية أكثر فعالية وأماناً.
ويأمل الباحثون أن تساعد نتائجهم المنشورة علناً في دفع الأبحاث المستقبلية، ووضع برامج تشخيص وعلاج أكثر دقة تعتمد على الخصائص الجينية لكل مريض، بعيداً عن التعميمات التقليدية.