وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، المسجد العمري الكبير، وهو الأكبر والأقدم شمال قطاع غزة، وقد لحقت به أضرار بالغة، باستثناء مئذنته التي بدت سليمة إلى حدّ ما.
ونددت الوزارة، في بيان، بـ"تدمير مواقع تاريخية وأثرية" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يقصف القطاع منذ أسابيع.
وأوقع القصف الإسرائيلي أكثر من 17 ألف شهيد، بينهم أكثر من ستة آلاف طفل. كما تسبّب بدمار واسع في القطاع.
واعتبرت وزارة السياحة والآثار في غزة أنّ "جريمة استهداف وتدمير المواقع الأثرية ينبغي أن تدفع العالم و"يونسكو" للتحرك لإنقاذ هذا الموروث التاريخي الحضاري الأثري العظيم".
وأكدت أنّ "الاحتلال يتعمّد ارتكاب مجزرة بحق الأماكن التاريخية والأثرية في البلدة القديمة وسط غزة، ليغتال التاريخ وآثار الحضارات التي مرت على قطاع غزة منذ آلاف السنين".
وأضافت: "دمّر القصف الجوي، الخميس وليل الجمعة، أماكن اثرية كلياً، كمسجد عثمان قُشْقَار التاريخي، وجزئياً، مثل المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخ موقعه الى ألفين وخمسمائة عام".
وأوضحت أنّ المسجد أقيم فوق معبد وثني قديم لمارناس، ثم حوّل إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد في بدايات الفتوحات الإسلامية.
ووفقاً للوزارة، احتفظ مخطط المسجد الحالي بأجزاء من الكنيسة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت مقامة على الطراز القوطي.
وأعيد بناء المسجد العمري وتوسعته في فترات لاحقة، منها المملوكية والعثمانية، وبنيت المئذنة التي تعد من أبرز معالمه في الفترة المملوكية.
ودانت الوزارة تدمير حمام السمرا التاريخي الذي أسس قبل 1300 سنة، ودار القرآن الكريم التي تضم منزل ومحراب الإمام الشافعي.
وأشارت إلى تدمير ثلاث كنائس أبرزها كنيسة القديس بورفيريوس، وهي أقدم كنيسة في القطاع كانت لا تزال أبوابها مفتوحة أمام المؤمنين، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة في غزة، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.
وكانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس استنكرت قصف الكنيسة في بيان أصدرته في 19 أكتوبر.
وفي بيان أصدرته وزارة الثقافة الفلسطينية الأربعاء، رصدت ما تعرّض له القطاع الثقافي الفلسطيني في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة على مدى شهرين، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
ووثقت تدمير الاحتلال الإسرائيلي تسع دور نشر ومكتبات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المراكز الثقافية كلياً أو جزئياً عرف منها 21 مركزاً، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة للتدمير، بما فيها 20 من المباني التاريخية من كنائس ومساجد ومتاحف ومواقع أثرية، وتدمرت أو تضررت 3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن "جوهر هذه الحرب قائم على فكرة محاولة إبادة ومحو شعبنا وإزالته وتهجيره؛ لذلك فهي تستهدف كل شيء في قطاع غزة، تستهدف كل مقومات الحياة من البشر والحجر والشجر والماء. فخلال حرب الإبادة هذه تُستهدف مناحي الحياة كافة وبلا استثناء، وكالعادة، فإن استهداف الحياة الثقافية في البلاد جزء من هذه الحرب المستعرة على شعبنا التي تهدف في جوهرها إلى استكمال مخطط النكبة الذي ابتدأ في عام 1948".
وأضاف أبو سيف أن "الحرب على الثقافة كانت دائماً في صلب الحرب التي شنها الغزاة على شعبنا؛ لأن الحرب الحقيقية هي حرب على الرواية من أجل سرقة البلاد، وما في هذه البلاد من قيمة غنية بآثارها وبكنوزها المعرفية والتاريخية والحضارية، وما عليها وعنها من حكايات".