البث المباشر

المهدي وإظهار نور الله/ دولة إسرائيل وظهور المهدي عليه السلام/ إذهب إلى مشهد الرضا

الأحد 17 مارس 2019 - 14:39 بتوقيت طهران

(الحلقة : 311)

موضوع البرنامج:
المهدي وإظهار نور الله
دولة إسرائيل وظهور المهدي عليه السلام
إذهب إلى مشهد الرضا

هاذي الخمائل في ذكراك تأتلق

والنور فاض وفاض الوهج و

هاذي الحناجر بالترحاب تنطلق

عطر الولاء لآل البيت والعبق

في مقدم القائم المهدي موعده

الأرض تفتح والآمال تصطفق

يمضون حتى يكون الفتح غايتهم

فيها الأشاوس فيها من لها خلقوا

لتورث العيش بعد الجدب في رغد

وينمحي الخوف والبأساء والقلق

ويطلق الكون من أسر أضر به

وتعتق النفس والأرواح تنعتق

وينشر العدل في الأجواء رايته

ويأمن البحر والأجواء والطرق

عجل فديتك يا ابن الأكرمين فها

كل الأراذل قد طالت لهم عنق


السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وأهلا بكم في لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب.(
كان مطلع البرنامج بعض أبيات قصيدة مهدوية للأديب والعالم المعاصر سماحة السيد ابراهيم مرتضى العاملي.
بعد قليل نقدم لكم الفقرة العقائدية وعنوانها هو: المهدي وإظهار نور الله
تليها إجابة سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال الأخ يحيى الحضرمي بشأن دولة إسرائيل وظهور المهدي عليه السلام.
ثم حكاية مؤثرة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها: إذهب إلى مشهد الرضا.
نبدأ أيها الأعزاء بالفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي: المهدي وإظهار نور الله
ضمن حديث طويل عن الإمام المهدي وظهوره (عجل الله فرجه) قال إمامنا الرؤوف علي الرضا (عليه السلام):
" فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحداً وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه وهو قول الله عزوجل: " إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ". (سورة الشعراء٤).
حرصت الأحاديث الشريفة المروية عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام) على تعريف الناس بصفات المهدي الحقيقي الذي وعدهم الله عزوجل بأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وهذه الأحاديث الشريفة هي في الواقع إحدى أهم وسائل إنقاذ الخلق من الإنخداع بشعارات الأدعية الذين يسعون لتضليل الناس واستغلالهم لخدمة مآربهم السلطوية إما بادعاء أنهم هم (المهدي الموعود) أو أنهم مرتبطون به وسفراء له _عليه السلام_ أو بادعاء أنهم هم القادرون على إنقاذ البشرية من الظلم والجور وتحقيق العدل الشامل لها.
وقد صرحت الأحاديث الشريفة بازدياد ظهور هؤلاء الأدعياء خاصة قبيل ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه)، ولذلك حرصت في المقابل على تعريف الخلق بصفات المهدي الحقيقي لكي يهتدوا بها إلى معرفته (عليه السلام) والنجاة من أحابيل الأدعياء وأئمة الضلال.
ومعظم هذه الصفات أو الدلائل تكشف عن وضوح ارتباطه (عجل الله فرجه) بالله عزوجل وأنه يحظى بالتأييد الإلهي الخاص الذي لا يمكن أن يرافق الأدعياء.
وفي الكلام المتقدم يبين لنا مولانا إمام الرأفة علي الرضا (عليه السلام) خمساً من هذه الصفات والدلائل التي يظهرها الله عزوجل لتمييز المهدي الموعود الحقيقي عليه السلام عن الأدعياء.
أولى هذه الصفات والدلائل أن الأرض تشرق بنوره عند ظهوره (عجل الله فرجه) وهذا المعنى قد ورد في أحاديث أخرى تطبق قوله عزوجل في الآية ٦۹ من سورة الزمر: "وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا" على ظهور المهدي الموعود، فمثلاً روي في كتاب كمال الدين مسنداً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي إثنا عشر، أولهم أخي وآخرهم ولدي، فقيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: فمن ولدك؟ قال (صلى الله عليه وآله): "المهدي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني بالحق نبياً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لأطال الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربه ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب".
مستمعينا الأفاضل، وقد وصف المهدي وسائر أئمة العترة المحمدية في عديد من الأحاديث والنصوص الشريفة بأنهم (عليهم السلام) نور الله، كما ورد في تفسير آية النور وغيرها من آيات كريمة ذكر فيها النور الإلهي.
وعليه يتضح أن من أهم صفات الإمام المهدي (أرواحنا فداه) وخصائصه هو كونه يجلي النور الإلهي عند ظهوره فتشرق بنوره الأرض بمعنى تتضح به حقائق الهداية الإلهية والعبادة التوحيدية الخالصة والعدل الإلهي الشامل وسائر الرحمات الإلهية التي تدخل تحت إطار مفهوم النور الإلهي المشار إليه في آية سورة النور المباركة.
أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ندعوكم الآن للإستماع إلى إجابة خبير البرنامج عن أحد أسئلتكم للبرنامج.. معكم والإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا معكم ومع خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ يحيى الحضرمي في رسالة مفصلة حول قضية دور اليهود في محاربة الاسلام منذ ظهوره الى اليوم واستمراراً الى قضية ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يعرض ضمناً السؤال التالي يقول دولة اسرائيل التي تأسست سنة ۱۹٤۸ ميلادي هل تبقى الى زمن ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهل هو الذي سيزيل هذه الدولة؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة في هذه المسئلة وطبعاً في الروايات امور واضحة اتجاه هذه المسئلة وهناك امور يصعب الحزم بها، من جملة الامور الواضحة في هذه المسئلة وهو ان هناك حرباً ستقع بين اليهود وبين المسلمين والكثير من الروايات تحدثت عن هذه الحرب وان هذه الحرب الحاسمة، هناك حرباً حاسمة ستقع بين المؤمنين وبين اليهود وسوف ينتصر فيها المسلمون، هذه اعتقد المسئلة واضحة في الكثير من الروايات حتى ولو تجاوزنا عن الروايات يعني لو غضضنا الطرف عن الروايات فأن المعركة واقعة لامحالة يعني معطيات الواقع تشير الى هذا الامر حتى بغض النظر عن الروايات وهناك احتمالان اما ان يتخلى الفلسطينيون عن ارضهم وكذلك المسلمون عن ارضهم ومقدساتهم وهذا مالايمكن يعني يتخلى الشعب الفلسطيني او يتخلى المسلمون عن هذه الارض المباركة وهذا الاحتمال هو احتمال ليس بوارد او يتخلى الاسرائيليون عن ذلك يعني يحزمون امتعتهم ويرحلون من حيث اتوا وهذا الظاهر ايضاً ليس وارداً لكن الاحتمال الثالث هو الصراع لابد ان يكون هناك حرباً تحسم المسئلة فحتى المعطيات في الواقع لايستمر الوضع بهذا الشكل والسلام ايضاً بعيداً لأن هؤلاء ليس لديهم نية للسلام، المهم الروايات واضح فيها ان هناك معركة حاسمة سوف تكون بين المسلمين وبين اليهود لكن غير الواضح جداً في الروايات ان هذه المعركة، طيعاً المعركة الحاسمة ستكون في زمن الامام صلوات الله عليه لكن مسئلة اسرائيل الان الكيان الغاصب الذي اسس في هذه المنطقة هل ستبقى الى زمن الامام سلام الله عليه ام ان المسلمون يخوضون معركة قبل الظهور ويطهرون الارض المقدسة من وجود الصهاينة هذا ليس واضحاً في الروايات، ربما بعض الروايات يستفاد منها هذا المعنى لكن لايمكن الجزم بذلك، هل ان اسرائيل تبقى الى ان يظهر الامام سلام الله عليه وهو الذي يحطم هذه الدولة او ان اسرائيل ستخوض قبل ذلك حرباً مع المسلمين وتزال هذه الدولة قبل ذلك هذا لايمكن الجزم به لكن الوجود اليهودي لأنه اخواني علينا ان نفرق بين الدولة الصهيونية وبين الوجود اليهودي الظالم، ليس اهل الكتاب كليم يتعامل معهم الامام سلام الله عليه تعاملاً اخر لامجال لبيانه هنا، مع اهل الكتاب النصارى العدوانيون من الاسرائيليين، هؤلاء حتى لو انتهت اسرائيل هذه سوف تبقى انشطتهم وعداءهم للاسلام وسوف يستمر هذا العداء الى الامام المهدي سلام الله عليه، هذا واضح ان هناك خطراً يهودياً سواء بقيت اسرائيل او لم تبق اسرائيل هناك خطراً يهودياً عدوانياً سوف يكون في زمن الامام سلام الله عليه سواء قلنا تمثله اسرائيل او لاحتى بعد زوال اسرائيل لكن وجودات اخرى، الدجال مثلاً الدجال حركة يهودية واتباعه من اليهود وسوف يقوم الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه بمعركة كبيرة مع الدجال واتباع الدجال بمعونة السيد المسيح ويقضي على هذه الحركة اليهودية الظالمة اذن هناك شيء واضح انه على يدي الامام سلام الله عليه سوف يحسم العدوان اليهودي سواء كان متمثلاً بأسرائيل او حركة الدجال او حركات اخرى لانعلم عنها هذا واضح ويصلي الامام صلوات الله عليه في بيت المقدس لكن اسرائيل كدولة هل ستبقى بهذا الشكل ام لا؟ هذا امر لانملك الجزم به ونسأل الله ان يزيلها قريباً عن الوجود حتى يتنفس الاخوة المؤمنون الصعداء ويعودوا الى اهلهم واراضيهم هناك.
حان الآن موعدكم أيها الأعزة مع حكاية لقاء اليوم والتي تحمل العنوان التالي:

إذهب إلى مشهد الرضا

نقل الحكاية التالية آية الله العالم التقي الشيخ مرتضى الحائري اليزدي (رضوان الله عليه) على الصفحة الثالثة والخمسين من مذكراته المخطوطة، حيث كتب يقول ما ملخصه:
في ليلة صيفية نمت في ساحة داري في قم وأنا ضيق الصدر، فسمعت هاتفاً في عالم الرؤيا وهو يقول لي:
إذهب إلى مشهد الرضا زائراً والإمام (عليه السلام) يتكفل مصاريف سفرك.
وقد وقع في قلبي أن المقصود هو إمام العصر (عليه السلام)، لبيت هذه الدعوة وسافرت إلى مشهد الرضا (ع) وأقمت هناك حدود شهر ونصف الشهر... وقد نفد ما معي من المال، فاقترضت ثمن تذكرة العودة بالقطار من مال يعود لزوجتي، هو مبلغ ألف وخمسمئة تومان كان ثمن نسخة ثمينة للجزء السادس من كتاب (وسائل الشيعة) وهي نفيسة وعتيقة مكتوبة بخط مؤلفه الشيخ الحر العاملي وقد ورثتها زوجتي من والدها، أستاذي الجليل آية الله السيد محمد الحجة.. وكنت قد حملتها معي إلى مشهد الرضا فاشترتها مني العتبة الرضوية المقدسة بالمبلغ المذكور.. ومنه اقترضت ثمن تذكرة القطار.
نعم مستمعينا الأفاضل، وإلى تلك الساعة لم يكن هذا العالم الجليل قد ظهر له ما سمعه في منامه بشأن تكفل إمام العصر (عليه السلام) لمصاريف زيارته لمشهد الرضا (عليه السلام) رغم أنه كان على وشك العودة وقد اقترض لمصاريف إقامته مبلغاً من ابن عم له، يقول آية الله الحائري في تتمة حكايته:
مع اقتراب موعد حركة القطار ذهبت إلى الحرم الرضوي لأداء زيارة الوداع، وبعد إتمامها توجهت إلى ابن عمي المرحوم الشيخ (حسن علي دادجر) لأداء دين اقترضته منه لإقامتي في مشهد وقررت أن أسدده من المال الذي يعود لزوجتي ثمنا للكتاب المذكور، وفي الطريق كنت أحدث نفسي ممازحاً وأنا أهمهم قائلاً: لم أفهم بعد كيف تكفل مولاي الإمام بمصاريف سفري وقد نفد ما عندي واضطررت للإقتراض من أموال زوجتي على أن أسدد ديني لاحقاً.
وبمجرد أن خطرت هذه الفكرة في ذهني وقع في قلبي أن أذهب إلى منزل آية الله السيد محمد هادي الميلاني (رحمه الله) لعيادة السيد محمد الجزائري الذي كان قد أصيب في حادثة سير لكي أحمل إلى والده السيد صدرالله الجزائري في قم خبر سلامة وتحسن صحة ولده.
بهذه النية التي يحبها الله عزوجل ذهب الشيخ الحائري لعيادة السيد الجزائري في منزل السيد الميلاني الذي كان من مراجع الدين البارزين في مدينة مشهد المقدسة، والذي لم يكن الشيخ الحائري يقصد زيارته، يقول الشيخ في تتمة حكايته:
ذهبت إلى ديوانية آية الله الميلاني قدس سره فاستقبلني السيد الجزائري مسروراً وبحفاوة، فجاءني نجل السيد الميلاني السيد محمد علي وأصر هو وصهر السيد الجزائري عليّ أن أبقى قليلاً حتى يأتي المرجع الميلاني فاعتذرت وطلبت منهما أن يبلغاه سلامي لأنني على عجل من أمري فودعتهما وخرجت مسرعاً فصادفت آية الله الميلاني فسلمت عليه وودعته بسرعة معتذراً بموعد حركة القطار.
ثم ذهبت بسرعة إلى ابن عمي وأعطيته المال الذي اقترضته منه ثم توجهت إلى محطة القطار فوجدت السيد محمد علي الميلاني والسيد صهر السيد الجزائري بانتظاري وقد جاءا لتوديعي، وبعد الوداع صعدت القطار وجلست في مقعدي منه وإذا بالسيد محمد علي الميلاني يصعد قبيل حركة القطار، ووضع في يدي ظرفاً ونزل بسرعة وعندما فتحته وجدت فيه مبلغاً من المال وورقة كتب عليها يقول:
هذا المبلغ من المال ليس مني لكي أعتذر من قلته، إنه من الامام (عليه السلام) ومن سهمه المبارك.
أيها الاخوة والأخوات، وثمة ملاحظة لطيفة وقضية طريفة يختم بها آية الله الشيخ مرتضى الحائري، حيث يقول (رضوان الله عليه:(
إلى ذلك اليوم لم يكن مألوفاً أن يقدم أحد العلماء الإعتذار لأحد عند إعطائه مبلغاً من الحقوق الشرعية مهما كان مقدار هذا المبلغ، فكان هذا الإعتذار هو الأول من نوعه.
والطريف أن المبلغ الذي أرسله آية الله الميلاني قد غطى بالكامل مصاريف سفري هذا إلى مشهد الرضا (عليه السلام) وبضمنه ما اقترضته من أموال زوجتي، وقد زاد من هذا المبلغ خمسة قرانات انتبهت فيما بعد أنها تعادل أجرة العربة من محطة القطار إلى منزلي، فقد أعرضت عن ركوب العربة ورجحت الذهاب مشياً إلى المنزل!
وبذلك تحقق ما سمعته من الهاتف في عالم الرؤيا من أن إمام العصر(روحي فداه) قد تكفل بمصاريف سفري إلى مشهد الرضا .
نشكركم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، إلى لقائنا المقبل بإذن الله نترككم في رعايته آمنين والحمد لله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة