وقال باقري في مقابلة تلفزيونية مساء الإثنين: عقدنا اجتماعاً مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس في موسكو. والنقطة المهمة جداً التي تم التأكيد عليها في نظر الأصدقاء الفلسطينيين هي أن المقاومة وصلت إلى مرحلة النضج التي يمكنها التخطيط للمستقبل البعيد.
واعتبر أن المقاومة تتجلى في شكل منظومة حكم واضاف: أن حماس تمكنت من إدارة قطاع غزة بشكل جيد خلال السنوات الماضية في ظل الحصار الوحشي المفروض من قبل الصهاينة. وفي الحقيقة كان ذلك مظهراً من مظاهر ذكاء المقاومة وبعد نظرها. والعملية التي جرت يوم 7 اكتوبر أكدت هذه النقطة بالضبط.
وقال باقري: النقطة التي أود التأكيد عليها هي أن حادثة 7 اكتوبر وعملية "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالا لا يمكن ترميمه في المنظومة الأمنية العسكرية للكيان الصهيوني. لكن نقطة أخرى مهمة هي أن هذا الزلزال أثر ايضاً على النظام الفكري الاستراتيجي للعالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة والأحادية الأمريكية. وبناءً على مخططاتهم، فإنهم لم ينظروا إلى القضية الفلسطينية على أنها قضية أمنية.
وتابع: إن مشروع التطبيع كان نتاج التفكير بالتخلي عن المشروع الأمني في فلسطين، والدخول في مرحلة سياسية، وإنه حان وقت قطف الثمار حسب تصورهم. لقد تابعوا في هذا المشروع تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني غير الشرعي والدول الإسلامية في المنطقة وكانت هذه نقطة مهمة.
وحول اللقاء مع أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في موسكو، قال النائب السياسي لوزير الخارجية: إنه اطلع على آخر أوضاع جبهات الحرب وإدارة حماس لتلبية الإحتياجات الأساسية لأهالي غزة. وتوقعات حركة المقاومة في حال إطالة أمد الحرب، والعلاقات الدولية للاستعانة بالدعم السياسي الدولي لدفع مشروع المقاومة الى الامام. المقاومة تعمل الآن كمنظومة حكم ناجحة. ولحماس ممثلون في الكثير من الدول، ولهم اتصالات في دول ليس لهم فيها ممثلون.
وعن رسالة أمريكا لإيران قال باقري: في الحقيقة القضية التي يطرحونها حسب تعبيرهم هي منع اتساع نطاق الصراع، في حين أنهم هم أنفسهم المسؤول الرئيسي عن استمرار وتوسيع الصراع بدعمهم اللامحدود للصهاينة.
وقال: ولذلك فإن الأمريكان مسؤولون عن جريمة الصهاينة بعد الصهاينة أنفسهم، وقد أعلنوا مرارا وتكرارا أنهم مع "إسرائيل" دون أي قيود.
وفيما يتعلق بمستقبل هذه الحرب والاجراءات الإيرانية، قال نائب وزير الخارجية: الأميركيون يدركون جيداً أن جبهة المقاومة لديها قدرات جدية للغاية للدفاع عن المنطقة بأكملها. لقد اختبر الصهاينة لبنان وحزب الله في حرب الـ 33 يوما. واختبر الصهاينة ذلك عدة مرات في فلسطين ايضا.
وقال باقري: حتى الآن ترون ايضا أنه إلى جانب تقديم المساعدة الاستشارية للصهاينة لتجديد معنوياتهم وإعادة بناء منظومتهم الفكرية، فقد تم إنشاء خط جوي مباشر بين الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال المعدات والمساعدات.
واكد إن حركة المقاومة استطاعت أن تتعامل بشكل جيد مع هذه الهمجية وأضاف: إن توسيع نطاق الحرب في المنطقة من قبل الأميركيين أمر غير ممكن بأي حال من الأحوال، لكن إذا قررت حركة المقاومة الدفاع عن هويتها، فهذا في يد حركة المقاومة وستتخذ قرارها في الوقت المناسب.
وقال نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية: النقطة المهمة هي أن الأميركيين هم الان في غموض استراتيجي ولا يستطيعون قراءة لعبة تيار المقاومة واتخاذ القرار على أساسها. وإذا اتسعت الحرب فلا يمكن القول إن إسرائيل ستكون خاسرة، لانه لن يبقى شيء منها ليمكن القول بانها خاسرة أو رابحة.
وفيما يتعلق بعلاقات إيران مع الدول الأخرى حول قضية فلسطين، قال: الآن يتم استخدام علاقات إيران مع دول المنطقة، وحتى مع الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني، للحفاظ على منجزات المقاومة. وفي القرارات المقدمة إلى مجلس الأمن، صوتت بعض الدول التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني ضدها. اجرت الحكومة ووزارة الخارجية نقاشات مع مسؤولي هذه الدول وغدا سيسافر السيد أمير عبداللهيان إلى قطر.
وقال باقري: إن وزارة الخارجية خططت لسلسلة من الزيارات المترابطة من أجل وقف جرائم الصهاينة في غزة. وبعد قطر، من المحتمل أن يتوجه وزير الخارجية إلى تركيا يوم الأربعاء.
وأضاف النائب السياسي لوزير الخارجية: إن الزيارات إلى مختلف الدول تهدف إلى جلب الدعم اللازم للدفاع عن اهل غزة إلى الواجهة على الساحة الدولية.