إضافة تبدو بسيطة لكنها تنطوي على العديد من المخاطر الخفية، وبين وجهة نظر ترى الأمر عاديا وشائعا منذ سنوات طويلة دون أضرار تذكر يرى متخصصون أن إضافة الدقيق النيئ إلى النظام الغذائي خطوة خطيرة يجب تجنبها وعدم التهاون في هذا الشأن.

أضرار الدقيق النيئ
في العام 2009 تفشى 168 مرضا من الأمراض المنقولة عبر الغذاء، بسبب تناول منتجات شملت الدقيق الخام، مما استلزم دخول قرابة 20 حالة إلى المستشفيات.

ويعد الدقيق مادة غذائية خاما، وبحسب هيئة الغذاء والدواء الأميركية فإن الدقيق مثل جميع الأطعمة التي تأتي من المواد المزروعة في الهواء الطلق يتعرض لمجموعة متنوعة من البكتيريا الضارة، كالسالامونيلا والإيكولاي المسببة للأمراض.

أبرز الأطعمة التي تحتوي على دقيق نيئ
تتضمن العديد من الأطعمة الدقيق النيئ، بعضها يكون معدا للطهي، ويحذر مركز السيطرة على الأمراض من تناول المخبوزات المعدة لدخول الفرن قبل تعريضها للحرارة، مثل: خليط البراونيز، خليط الكيك، عجينة التورتيلا، عجينة الخبز، عجينة الفطائر، عجينة البيتزا، عجائن اللعب المنزلية الصنع التي يتم منحها للأطفال.

يضاف إلى ذلك بعض الأطعمة التي تتضمن الدقيق كجزء من مكوناتها دون التعرض للحرارة مثل "بشاميل الفول" أو سلطة الطحينة التي يتم إعدادها في العديد من محال الأطعمة السريعة التي تستخدم الدقيق لزيادة الكمية، ويضاف إلى مختلف الشطائر، ويقدم أيضا إلى جانب وجبات الأسماك والمشويات، والصوصات المختلفة التي يتم تثخين قوامها باستخدام الدقيق، مثل صوص الشوكولاتة وصوص الفانيليا وغيرهما.

ماذا يحدث للجسم إذا تناولت دقيقا نيئا؟
يعد التسمم الغذائي أحد أخطر الأمراض التي تترتب على تناول دقيق خام ملوث، وتتراوح أعراضه بين خفيفة وحادة بحسب نوع الجرثومة التي يحتوي عليها، ففي حالة الإيكولاي تتراوح الأعراض بين تقلصات المعدة الشديدة والإسهال الذي قد يكون دمويا، فضلا عن القيء، وعادة ما تبدأ الأعراض عقب 3 إلى 4 أيام من ابتلاع الجرثومة، وتختفي خلال أسبوع واحد، لكن بعض الأشخاص يصابون بمرض لاحق يدعى "متلازمة انحلال الدم اليوريمي"، وهي حالة خطيرة يمكن أن تسبب الفشل الكلوي.

أما في حال كانت العدوى ناتجة عن السالمونيلا فإن الأعراض تتراوح بين الإسهال والحمى وتشنجات المعدة والقيء، وفي هذه الحالة تبدأ الأعراض بعد 6 ساعات إلى 6 أيام من ابتلاع الجرثومة وتختفي عادة خلال 4 إلى 7 أيام.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية، فإن البعض لديهم فرص أكبر للإصابة بالعدوى والمرض الشديد، مثل:

الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
البالغون الذين تتخطى أعمارهم 65 عاما.
من يعانون من أمراض مزمنة.
من يتناولون أدوية تقلل مناعة الجسم وقدرته على مكافحة الجراثيم والأمراض.

كيف يمكن تجنب الأضرار المحتملة؟

تقول الاختصاصية في علوم وتكنولوجيا الغذاء رقية حسن للجزيرة نت إن "الدقيق النيئ منتج غذائي لم يتعرض للحرارة بعد، لذا فإن استخدامه غير آمن، لأنه فضلا عن تعرضه للملوثات خلال زراعته فإنه يتعرض أيضا خلال عملية التخزين إلى الرطوبة، مما يجعله عرضة للبكتيريا والفطريات".

وأضافت أن الدقيق النيئ يتعرض أيضا للسوس وبويضات الحشرات، وأن من البكتيريا التي قد تكون مصاحبة للدقيق النيئ بكتيريا الإشرشيا كولاي، والتي تنتج عن تلوث من البيئة المحيطة، وأيضا السالمونيلا.

ولهذا تلجأ المصانع الكبرى التي تستخدم الدقيق مثل مصانع المعكرونة والمخبوزات إلى استخدام أجهزه غالية الثمن من أجل تنقية الدقيق وضمان خلوه من الطفيليات غير المرغوبة.

أما في ما يخص المنازل فتنصح رقية حسن بتعقيم الدقيق قبل الاستخدام إن كان الغرض من استخدامه وصفة لن تتعرض للحرارة، ويكون ذلك عبر نشره على ورق الزبدة وتشغيل الفرن على حرارة 140 درجة لمدة 3 إلى 5 دقائق لضمان تعقيمه.

وتوصي هيئة الغذاء والدواء الأميركية بمجموعة من التدابير عند التعامل مع الدقيق الخام:

اتباع الإرشادات المكتوبة على عبوات المخبوزات الجاهزة وتعريضها لدرجات الحرارة المذكورة.
فصل جميع الأطعمة النيئة -مثل الدقيق والبيض- عن الأطعمة الجاهزة للأكل، مع الأخذ في الاعتبار أن الدقيق مسحوق ينتشر بسهولة.
تنظيف الأواني والأسطح والأوعية التي لامسها الدقيق أو البيض بالماء والصابون جيدا.
غسل الأيدي بالماء والصابون جيدا عقب الانتهاء من استخدام الدقيق.
عدم أكل أو تذوق العجائن الخام أو الخلطات التي تحتوي دقيقا نيئا.
عدم السماح للأطفال باستخدام العجين الخام في اللعب.
عدم إدخال الدقيق النيئ أو المنتجات الجاهزة التي تحتوي على دقيق في وصفات جاهزة للأكل مباشرة، مثل مخفوق الحليب أو الصوصات.
عدم استخدام عجينة البسكويت الجاهزة في صناعة الآيس كريم.
يمكن تعقيم الدقيق عبر تسخينه في الميكروويف لدقائق عدة.