وسورة "الناس" المباركة هي السورة الـ 114 من المصحف الشريف ولها 6 آيات مباركات وتصنف ضمن الجزء الـ 30 من القرآن الكريم وهي سورة مكية وترتيبها 21 بحسب نزول السور على رسول الله (ص).
وسُمّيت سورة الناس بهذا الاسم؛ لأن الله سبحانه وتعالى افتتح السورة بقوله: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" ولأن كلمة الناس تكررت فيها خمس مرات.
وإن الإنسان بقراءة هذه السورة المباركة يستعيذ بالله من وساوس الشيطان ويلجأ إلى الله، كما أمر الله سبحانه وتعالى النبي محمد (ص) في هذه السورة المباركة بأن يتعوذ بالله مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس.
والاستعاذة في هذه السورة بـ"رب الناس، ملك الناس، إله الناس"، وهي صفات الله التي تقتضي استعاذة العباد به سبحانه وتعالى، فالرب هو القائم بالعباد والمحيط بهم، والملك هو الحاكم المتصرف، والإله هو المعبود بالمحبة والتعظيم، وهذه الصفات فيها حماية من الشر الذي يتطرق إلى بني آدم من شياطين الإنس والجن.
وورد في سورة الناس "المباركة" لفظ "الوسواس الخناس" حيث بيّن العلماء والمفسرون أن المقصود في هذه الآية القرآنية على وجه التحديد دون غيره من المخلوقات هو الشيطان الرجيم المطرود من رحمة الله تعالى، حيث إنه بعد طرده توعد بني آدم بالغواية والضلالة، وطريقته في الغواية تعتمد على أسلوب واحد هو الوسوسة للنفس بإتيان المعاصي والمحرمات، وهو يوسوس للنفس في العالم الغيبي غير المدرك، ولذلك سمي بالوسواس لأنه يحدثها حديثاً خفياً في عالم خفي عن عالم المادة المدرك عقلياً، يزيد البيان القرآني لإيضاح الصورة بالوصف بالخناس أي المستتر.
وقوله تعالى: "من الجنة والناس" في سورة الناس يدل على أن الموسوسين يمكن أن يكونوا من الجن أو من الإنسان، وتشير هذه الآية إلى أن بعض الناس لديهم سلوك شرير بسبب الانحراف الشديد ولديهم القدرة على تضليل الآخرين حيث أنهم خطيرون مثل الشيطان.