وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، فقد قدم باحث إيطالي هذه الادعاءات بعد العثور على قاعدة بيانات تستخدمها المؤسسات العالمية لحساب توقعات البصمة الكربونية العالمية مع حذف الانبعاثات من الصين، التي تنتج 80 في المئة من الألواح الشمسية في جميع أنحاء العالم.
ومن المعروف أن الصين تستخدم محطات حرق الفحم في التصنيع، ما أدى إلى انخفاض أسعار التكنولوجيا للأمريكيين والدول الغربية الأخرى.
وبدون بيانات من الصين، تدعي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «IPCC» أن انبعاثات صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية تبلغ 48 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط في الساعة.
ومع ذلك، يشير التحليل الجديد إلى أن الرقم أقرب إلى 170 و250 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط، ما يعادل 62.5 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي.
وأعد التقرير الباحث الإيطالي إنيركو ماريوتي الذي حدد تناقضاً في بيانات بشأن الطاقة كانت قد نُشرت قبل عامين.
وقال ماريوتي لجريدة «دايلي ميل» إنه «إذا استخدمت المتغيرات القياسية لتحليل دورة الحياة للطاقة الكهروضوئية، فيمكن التوصل إلى تقدير كثافة الكربون وهو مشابه لتقديرات دراسات أخرى، أي حوالي 100 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو واط في الساعة».
لكن الباحث الايطالي يقول إن هذه الدراسات تحذف خمسة متغيرات حاسمة، وهي: انبعاثات الميثان، والبياض، وترقيات الشبكة، والتخزين والنقل. وعند تضمينها يزيد التقدير بشكل كبير.
وقال روبي أندرو، الباحث في مركز أبحاث المناخ الدولي في أوسلو، لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في عام 2021: «إذا لم يكن لدى الصين إمكانية الوصول إلى الفحم، فلن تكون الطاقة الشمسية رخيصة الآن».
وأضاف: «هل من المقبول أن يكون لدينا هذا الارتفاع الهائل في انبعاثات الكربون من الصين لأنه سُمح لهم بتطوير كل هذه التقنيات بسعر رخيص حقاً؟».
وتتكون معظم الخلايا الشمسية من أشباه موصلات السيليكون والزجاج والمعادن مثل الفضة والنحاس والإنديوم والتيلوريوم. ومع ذلك، تم تصميم بعضها مع تخزين البطارية، والذي يتضمن استخدام الليثيوم.
ولا يؤثر جمع السيليكون والزجاج على البيئة، لكن تعدين المعادن يؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويؤدي إلى تلوث التربة والمياه والهواء، وفقاً للتقارير المتخصصة.
وحددت جمعية صناعات الطاقة الشمسية الأمريكية «SEIA» هدفاً للطاقة الشمسية لتشكل 30 في المئة من توليد الطاقة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030. وإذا تم تحقيق هذا الهدف، فسيتم نشر أكثر من مليار لوح شمسي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وستأتي غالبية هذه الألواح من الصين.
وأظهرت البيانات التي تم تحليلها كمية الأنظمة الكهروضوئية الشمسية المستخدمة من حيث المواد الخام: السيليكون والألمنيوم والنحاس والزجاج والصلب والفضة.
وهيئة «التقدم البيئي» وهي مجموعة بيئية مقرها كاليفورنيا أسسها مايكل شيلنبرغر، الذي كان مرشحاً ديمقراطياً لمنصب الحاكم في انتخابات حكام كاليفورنيا لعام 2018.
ووفقًا لنتائج الدراسة الجديدة التي قام بها الباحث الإيطالي ماريوتي فإن كثافة الكربون في الألواح الشمسية المصنعة في الصين والمثبتة في دول أوروبية مثل إيطاليا كانت متوقفة من حيث الحجم.
وتوصلت دراسة أجراها علماء في المختبر الوطني للطاقة المتجددة في كولورادو في عام 2022 إلى أن الانبعاثات لكل وحدة منتجة في الصين كانت أعلى بمرتين من مثيلتها في الولايات المتحدة لوحدات السيليكون البلورية وحوالي أربعة أضعاف بالنسبة لوحدات الأغشية الرقيقة من كادميوم تيلورايد – وهو نوع من الخلايا الشمسية.
كما شارك تقرير معهد مشتري الطاقة النظيفة في تحذير صارخ بشأن سيطرة الصين على صناعة الطاقة الكهروضوئية.
وحددت الأبحاث أنه إذا نمت الدولة في مجال تصنيع الطاقة الشمسية، فسيشهد العالم ما يصل إلى 18 مليار طن من انبعاثات الكربون بحلول عام 2040 وكلها مرتبطة بصناعة الطاقة الشمسية.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية «IEA» أن «العالم سيعتمد بشكل شبه كامل على الصين لتزويد اللبنات الأساسية لإنتاج الألواح الشمسية حتى عام 2025».
وهيمنت الولايات المتحدة واليابان وألمانيا على صناعة الألواح الشمسية، ومع ذلك، فإن اللوائح الخاصة باستخدام الفحم دفعت القوى الثلاث إلى الخلف، ما جعل الصين، التي ليس لديها مبادئ توجيهية، تحتل المرتبة الأولى.
وتعتمد الشركات الصينية على الكهرباء التي تعمل بالفحم في شينجيانغ لتصنيع المواد الخام الهامة مثل البولي سيليكون، وهو شكل عالي النقاء من السيليكون.
ووجد ماريوتي أن المشكلة الرئيسية في بيانات الطاقة الشمسية هي أن أولئك الذين يجمعون الأبحاث كانوا «بطيئين في إدراك انتقال الصناعة إلى الصين».
وقال سي بي كولوم، المشارك في الدراسة: «لطالما كانت هناك ادعاءات بحدوث تضخم في انبعاثات الكربون نتيجة لانتقال إنتاج الطاقة الكهروضوئية إلى الصين، لكن الصناعة تتراجع عن البيانات التي تظهر أن الطاقة الشمسية لا تزال أنظف إلى حد ما، ومع ذلك، ما اكتشفناه هو أن البيانات قد لا تتعلق بالصين على الإطلاق، حيث في الواقع، اكتشفنا أن الكثير منها لا يحدث بالتأكيد. لذلك يبدو أن مزاعم القائمين على الصناعة لا أساس لها من الصحة. هذا ثقب أسود كبير في البيانات.
وقال ماريوتي مشيراً إلى جامعي البيانات: «في عام 2014 قاموا بحساب كثافة الكربون للطاقة الكهروضوئية كما لو كانت الألواح مصنوعة في أوروبا، بطاقة منخفضة الكربون».
ووجد ماريوتي أن الحسابات كانت دائماً تتراوح بين 20 إلى غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو واط، ولكن لم يتم الكشف عن النموذج أو المصدر المحدد.
وقال ماريوتي: «لو قاموا بالعمليات الحسابية بشكل صحيح، لكانت النتيجة حوالي 80 إلى 106 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط، وهذا مع وجود عوامل مهمة لا تزال مهملة».
وأخبرت وكالة الطاقة الدولية هيئة «التقدم البيئي» أن حسابات البصمة الكربونية لتصنيع الألواح الشمسية لا تأخذ في الحسبان تعدين السيليكون ونفايات الألواح السامة وتأثير البياض.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فعند أخذها في الاعتبار بشكل صحيح يمكن أن تصل إفرازات ثاني أكسيد الكربون إلى أكثر من ثلاثة أضعاف.
وتساءل ماريوتي: «لماذا لا تتسم الوكالة الدولية للطاقة بالشفافية بشأن مصادرها والثغرات الموجودة في البيانات؟».
وأضاف: «التحول السريع إلى الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة دون إثبات فوائده، كل ذلك أثناء تسليم السيطرة إلى الصين، يمكن أن يكون خطأً فادحاً».
لكن مزاعم الباحث الإيطالي ماريوتي قوبلت بالنقد، حيث غرد الدكتور ماركو ريجي، الباحث في مجال الانبعاثات من التقنيات المتجددة في جامعة أكسفورد بروكس: «لقد استخدمنا جميعاً مزيجاً من الكهرباء الصينية، وما زلنا نحصل على نتائج ليست قريبة من الارتفاع الذي توحي به. لذا من الواضح أن هناك شيئاً ما خارج حساباتك في ظهر المغلف».