البث المباشر

السودان: مائة يوم على القتل والدمار.. فشل الوساطات وآلاف القتلى وملايين النازحين

الإثنين 24 يوليو 2023 - 09:46 بتوقيت طهران
السودان: مائة يوم على القتل والدمار.. فشل الوساطات وآلاف القتلى وملايين النازحين

أكملت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الـ 100، في ظل فشل محاولات الوساطة لإيجاد حل للأزمة التي حصدت الى اليوم آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، وخراب كلي للبني التحتية في البلاد.

وذكر الجيش السوداني أنه قصف أهدافا لقوات الدعم السريع جنوب وشرق الخرطوم، وأكد أن قواته تسيطر على شارع النيل ومحيط القيادة العامة بالعاصمة.

ونشرت قوات العمل الخاص (القوات الخاصة) التابعة للجيش -أمس الأحد- مقاطع مصورة قالت إنها لعمليات تمشيط واسعة تقوم بها في شارع النيل ومحيط القيادة العامة.

وانتشرت القوات الخاصة في شارع النيل بالقرب من كلية الهندسة جامعة الخرطوم، بالإضافة إلى شارع الجامعة المؤدي للقصر الرئاسي من الناحية الجنوبية، وعند مدخل جسر النيل الأزرق المتاخم لمحيط قيادة الجيش.

وأشار عدد من ضباط الجيش الذين تحدثوا في أثناء انتشارهم إلى أنهم على بعد أمتار من القصر الرئاسي، وأنهم يستعدون لعملية اقتحامه "التي لن تتأخر كثيرا".

يذكر أن القصر الرئاسي يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية المعارك منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري إن مسيّرات للدعم السريع هاجمت أهدافا للجيش في حي الوادي بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأوقعت جرحى في صفوفه.

وأضاف المصدر أن الطائرات الحربية ردت على الهجوم بقصف أهداف للدعم السريع في ضاحية "بري" شرقي الخرطوم.

وقصفت مقاتلات الجيش أهدافا للدعم السريع بمنطقة حِلة حمد، في الخرطوم بحري شمال العاصمة، وردت عليها قوات الدعم بالمضادات الأرضية، حسب الجزيرة.

إقليم دارفور
وفي دارفور، قالت مصادر إن عدد القتلى جراء تبادل القصف المدفعي بين الجيش والدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب البلاد)، ارتفع إلى أكثر من 20.

وأفادت المصادر بأن المدينة تعاني شللا في مظاهر الحياة، وتزايد حركة نزوح المواطنين خارج المدينة، بسبب استمرار الاشتباكات لليوم الرابع وتدهور الوضع المعيشي وشح السلع الغذائية.

وأضافت المصادر أن الوضع الصحي يتفاقم بسبب خروج أغلب المستشفيات من الخدمة، وارتفاع الوفيات بين المصابين.

وبخصوص الوضع الصحي في البلاد، قالت نقابة أطباء السودان -اليوم الأحد- إن 70% من المستشفيات في مناطق الاشتباكات بالخرطوم والولايات الأخرى متوقفة عن الخدمة.

وأضافت النقابة غير الحكومية أن 62 مستشفى متوقفة عن الخدمة، و27 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، وأشار بيان لنقابة الأطباء إلى أن المستشفيات التي تعمل مهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية وشبكة الماء والكهرباء.

وأوضحت أن عدد المستشفيات التي قصفت منذ بدء المعارك ارتفع إلى 19، في حين تعرض 22 مستشفى للإخلاء القسري.

مؤتمر توغو

على صعيد آخر، أعلنت 3 حركات مسلحة في إقليم دارفور مقاطعتها المؤتمر الذي دعت إليه دولة توغو لبحث إبعاد شبح الحرب عن الإقليم.

وترعى قوات الدعم السريع المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين بمشاركة قيادات سياسية وممثلين عن منظمات للمجتمع المدني في دارفور.

والحركات المسلحة التي قالت إنها لن تشارك في المؤتمر هي حركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي، وحركة العدل والمساواة، وتجمع قوى تحرير السودان.

ويتبادل الجيش والدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

ومع دخولها شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق وزارة الصحة والأمم المتحدة.

وفي حصيلة حديثة، قتل جنرالات السودان نحو 1800 شخص، قالت جمعية الصليب الأحمر الدولية إن 180 منهم على الأقل، دفنوا «عشوائياً» من دون التعرف إلى هوياتهم، في وقت نقلت فيه تقارير صحافية أن أعداد القتلى ربما تفوق هذا العدد بكثير، لا سيما أن وسائط التواصل تناقلت بكثافة أنباءً عن دفن جثامين داخل المنازل وأمامها وفي الميادين العامة، إضافة إلى «جثث متفسخة» في الشوارع والطرقات، تنقل الوسائط أنها لم تدفن بعد.

ولا يعرف على وجه الدقة العدد الفعلي للقتلى من العسكريين من طرفي القتال؛ فقد دأب كل طرف على تقليل خسائره وتضخيم خسائر الخصم. وبعد كل معركة، يدعي أحد الطرفين أنه ألحق خسائر «بشرية» فادحة بالآخر، دون ذكر أرقام، بينما يشاهد عامة الناس في الخرطوم الكثير من الجثث بثياب عسكرية من الطرفين، ملقاة على قارعة الطرقات أو داخل المنازل، فيما لا يوجد طرف ثالث يمكن الركون إليه لمعرفة الأعداد الفعلية لقتلى الطرفين.

شلل الخدمات الصحية والتعليمية
وبسبب شلل الخدمات الصحية وخروج نحو 80 بالمائة من المشافي والمراكز الصحية عن العمل، وفقاً لنقابة أطباء السودان، فإن عدد الجرحى غير معروف. وتقول تقارير إن آلافاً منهم أصيبوا في أثناء القتال، سواء بالرصاص الطائش أو المقذوفات العشوائية أو القصف الجوي. وعادة ما تنقل وسائل الإعلام ووسائط التواصل، عقب كل معركة أو غارة جوية، أن هناك أعداداً من القتلى والجرحى. ويتوقع، وفقاً لتلك التقارير، أن يكون هناك آلاف من الجرحى لا يجدون العلاج، أو لا يستطيعون الوصول إلى المشافي، فيموتون أو يصابون بإعاقات دائمة.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة