وقال سماحة السيد رشيد الحسيني إنه يبدو أن التضحية هي نتاج العقيدة والقناعة واذا كان الانسان مقتنعاً بفكرة معينة ومشروع معين فانه سيبذل جهده على أن يُنجح مشروعه ويصل الى أهدافه لأن الانسان ان لم يكن على قناعة تامة والقضية لم تكن واضحة عنده بشكل كبير فانه غير مستعد أن يتنازل عن مصالحه وامكانياتيه لأمر بالنسبة اليه موهوم.
وأكد أن التضحية تساوي الاعتقاد والايمان الراسخ وكلما كان الانسان مؤمناً بمشروعه وفكرته وبما يتوجه اليه كلما كانت التضحية مضاعفة عنده، لذلك الاسلام العزيز يدعو أتباعه الى أن يرسخوا الدين عقائد الاسلام والمفاهيم الاسلامية في وجودهم بشكل كبير.
وأشار الى أن التخلخل والتشويش في الاعتقاد والالتزامات الدينية كفيلة على أن تجعل الانسان متذبذباً في تصرفاته، الذين يلتزمون بصلاتهم وقائمون على أداءها بشكل كبير أولئك الذين هم على بصيرة من أمرهم على أن الصلاة هي عمود الدين ورأس الدين وعندما تكون هذه القناعة فانه لا يترك الصلاة.
وصرّح مدير مؤسسة المصطفى للتوعية الدينية في النجف الاشرف، أن السبب في التضحية الكبيرة التي رسمها أصحاب الامام الحسين ـ عليه السلام ـ هو بأنهم كانوا على بصيرة من أمرهم أن الحسين ـ عليه السلام ـ هو ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ويجب الدفاع عنه لأن وجوده وجود الاسلام والدفاع عنه هو الدفاع عن الاسلام وهذا هو فهمهم.
وقال إن هذا النوع من التضحية العظيمة التي رسمها أصحاب الامام الحسين ـ عليه السلام ـ يكشف عن عمق الايمان بالذي يدافعون عنه ويحرقون من أجله وهو الحسين ـ عليه السلام ـ مبيناً أنه اذا وجدنا شخصاً يتلكأ في تضحياته سواء بماله أو نفسه أو امكانياته فاعرفوا بأنه في ايمانه وقناعاته خلل ولابدّ أن يصحح هذا الخلل.
وبيّن أن التضحية تساوي الايمان العميق والقناعة الكبرى والاعتقاد الراسخ الذي يجعل الانسان يبذل ما عنده ويبيع نفسه كما ذكر القرآن في الآية الـ111 من سورة "التوبة" المباركة "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ".