تعرضت إيران للظلم من طرف العرب ولم تكن المذهبية الدينية إلا عنوانا لتغطية الهدف الأساسي الذي يصب في مصلحة أميركا واسرائيل.
شن عليها صدام حسين حرباً عدوانية ظالمة دامت 8 سنوات، بدعم وأمر من أميركا وتمويل من دول الخليج (الفارسي) ومعهم مصر، وزهقت ارواح كثيرة من الطرفين بلغت مليون قتيل وخسائر مادية 400 مليار دولار، ولم تكن تلك الحرب ضرورية.
تعرضت بعدها إيران إلى حصار اقتصادي مطبق وعقوبات صارمة من طرف اميركا والاتحاد الأوربي كانت الأشد قسوة على الإطلاق، حينها قال ترامب: "العقوبات على إيران هي الأشد على الإطلاق، لن يكونوا بخير يمكنني أن أخبركم بذلك"، وكان الهدف هو منعها من التطور وامتلاك التكنولوجيا، وصفها الإعلام الغربي كقوة راديكالية تشكل تهديدا للديموقراطية وحقوق الإنسان والحقيقة في بساطتها المطلقة هو لأنها لا تعترف بالوجود الصهيوني وتسبب هاجسا حقيقيا لأمن الكيان الإسرائيلي.
طلب الإنضمام
تقدمت إيران بطلب للانضمام إلى مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن العضوية الإيرانية في بريكس (BRICS)"ستؤدي إلى قيم مضافة للجانبين"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "بينما كان البيت الأبيض يفكر فيما يمكن إيقافه في العالم أو حظره أو إفساده، تقدمت الأرجنتين وإيران بطلب للانضمام إلى البريكس".
إيران بلد مهم لدول البريكس
إيران دولة صلبة تمتلك سلطة سيادية عالية لا تخضع للغرب ولا تداهن وهذه الشخصية تحتاج إليها دول بريكس (BRICS) كمقاتل شجاع في كتيبة الصراع القادم مع الغرب تكفي هذه الميزة لتكون قيمة مضافة حماسية لدول بريكس (BRICS) التي تريد رفع مستوى المشاكسة والتحدي للغرب المستبد الرافض للواقع الجديد والغير مستعد لأن يتقاسم سلطة إدارة العالم.
إيران بلد غني بالثروات
ستوفر إيران لدول بريكس أمنا طاقويا هائلا تروغ له الصين والهند حيث تمتلك وحدها ربع احتياطيات النفط في غرب اسيا وثاني أكبر احتياطيات غاز في العالم، كما تمتلك إيران 10% من كمية النفط الموجودة في العالم، حيث تبلغ قيمة احتياطها النفطي حوالي 136 مليار برميل، بالإضافة إلى امتلاكها 16% من الغاز الطبيعي حول العالم، وكميات كبيرة من النحاس والحديد والزنك والذهب والفضة والأحجار الكريمة التي تشتهر بها هذه الدولة كالفيروز الإيراني.
وتعتبر من أهم 10 دول حول العالم من حيث ضخامة التنوع المعدني في أراضيها. تقدر قيمة ثرواتها الطبيعية بحوالي 27 تريليون دولار، وبالتالي تحتل المرتبة الخامسة في قائمة أغنى 10 دول في العالم بالموارد الطبيعية.
الليثيوم: تمتلك إيران ثاني أكبر حقل في العالم بعد الشيلي يقدر بــ 8.5 مليون طن ويقع في مقاطعة همدان غرب البلاد.
الذهب الأبيض: تمتلك إيران احتياطات هائلة من الذهب الأبيض 10% من احتياطيات العالمي تقدر حالياً بنحو 89 مليون طن.
النحاس: حيث يبلغ حجم الاحتياطي منه نحو 21 مليون طن.
اليورانيوم: 36 ألف طن.
ماذا تعني البريكس لإيران
تطمح إيران إلى شركاء جدد ومحيط اقتصادي وتجاري آمن منيع ضد العقوبات الغربية.
ومجموعة البريكس (BRICS) التي ترفض الهيمنة الأميركية وسياسة العقوبات الاقتصادية ضد الدول، وترفض استفراد اميركا بقيادة النظام الدولي، تتقاسم مع إيران نفس الرؤية، كما أن مجموعة بريكس (BRICS) ستضم دولا كثيرة مناهضة لسياسة العقوبات الدولية الغير شرعية.
إيران لم تعد العدو الوحيد لأميركا، أميركا بغباء عجيب صنعت فريقا متكاملا من الأعداء، والقناعة باتت شاملة بضرورة مواجهة الاستكبار الأميركي والتخلص من الدولار وإيجاد عملة عالمية بديلة، وكانت إيران أول من اقترح ذلك رسميا على دول بريكس.
كما تعمل إيران على تطوير نظامها المصرفي بالتعاون مع روسيا والصين ودول اخرى لإيجاد نظام تسوية مالية شبيه وموازي لنظام سويفت الذي يحتكره الغرب ويستعملونه كوسيلة عقاب.
شراكة وتعاون كبير مع الصين:
تربط بين إيران والصين اتفاقية تعاون اقتصادي وأمني مدتها 25 عاما أبرمت عام 2021 للاستثمار في مجالات الطاقة النووية والموانئ والسكك الحديدية والتكنولوجيا العسكرية وتطوير النفط والغاز.
بلغ حجم التجارة بين الصين وإيران خلال العام 2022 بأكمله 15.795 مليار دولار، وذلك بزيادة 1.035 مليار دولار عن حجمها في العام 2021.
تعاون اقتصادي وتجاري كبير مع الهند:
الهند ثاني شريك اقتصادي لإيران بـ 4.99 مليارات دولار، بزيادة قدرها 47 في المائة.
توجد علاقات استراتيجية بين الهند وإيران توجت بصفقات عسكرية، وفي مجال الطاقة، تناهز 25 مليار دولار كما تستورد الهند من إيران النفط والغاز والمعادن ويتعاون البلدان أمنيا بتنسيق مناورات بحرية منتظمة في المحيط والخليج (الفارسي).
تعاون وشراكة استراتيجية مع روسيا:
تشكل العقوبات الدولية المسلطة على روسيا وإيران قاسما مشترك بينهما يجعلهما في زاوية واحدة، وهذا الوضع يدفعهما إلى توحيد الجهود لرفع التحدي وإيجاد حلول سريعة لفك الخناق المفروض عليهما، (الأزمة تلد الهمة) وهذا ما تجسد في مشروع الطريق البري الذي يصل بين البلدين (ممر الشمال والجنوب).
إذ تستثمر إيران مع روسيا 20 مليار دولار لتطوير طريق تجاري بري بين موسكو ونيودلهي (ممر الشمال والجنوب) وهو طريق لا يقل أهمية استراتيجية عن طريق الحرير، إذ تعول عليه الهند والصين كثيرا وإيران بينهما تستفيد من الطرفين. طريق بطول 3000 كيلومتر.
ويمنح إيران مجالا واسعا للنقل البري والسكك الحديدة من جهة الشمال والجنوب.
تتعاون إيران مع روسيا في مجالات الطاقة والطاقة النووية والفضاء وتبادل الخبرة في مجال العلوم والتكنولوجيا والمجال العسكري.
علاقات قوية مع البرازيل وجنوب أفريقيا:
صرح السفير الايراني في البرازيل حسين قريبي للإعلام ان حجم التجارة بين ايران والبرازيل بلغ 6.5 مليار دولار في عام 2021 وممكن ترقية الرقم الى 10 مليارات دولار في 2022. بينما تشهد العلاقات مع جنوب أفريقيا تطورا، ومشاورات لتحسينها رغم العقوبات.
مستقبل مشرق لإيران
إيران مستقبلها مشرق كما لم ولن يتوقع أعداؤها فتح الله لها أبواب الفرج بعد أن استعاد العرب رشدهم السياسي وأعادوا ترتيب قائمة الأعداء والأصدقاء وفق منظور جيواستراتيجي جديد موسوم بالحكمة والأصالة والواقعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وبعد أن أزيحت الوهابية إلى سلة المهملات وتوجه المملكة إلى الاعتدال والأسلوب الحضاري الراقي وتصالح مع إيران وسوريا، والعمل على قدم وساق لتسوية الخلافات في اليمن والعراق ولبنان والتوجه بسرعة فائقة إلى التنسيق الأمني والعسكري مع إيران والصين لتأمين منطقة الخليج (الفارسي).
إيران استكملت عضويتها في منظمة شنغهاي وقريبا ستصبح عضوا كاملا في منظمة بريكس (BRICS)وسيحقق لها ذلك انتصارا كبيرا يعود بالخير على الشعب الإيراني العظيم.
اللهم انصر إيران نصرا عزيزا مؤزرا ومكن لها في الأرض وأكفيها شر المعتدين.
عياد عقبة / رأي اليوم