البث المباشر

وصية بصلة رحم الايمان/ حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول المهدي والأخذ بالثأر الحسيني/ أمرنا بالصلاة في أول وقتها

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 18:08 بتوقيت طهران

(الحلقة:181)

موضوع البرنامج:
وصية بصلة رحم الايمان
حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول المهدي والأخذ بالثأر الحسيني
أمرنا بالصلاة في أول وقتها

الى مَ لنا في كل يوم شكاية ً

تعج بها الاصوات بحاً من الندب ِ

هلم فقد ضاقت بنا سعة الفضا

من الضيم والاعداء آمنة السرب ِ

متى ينجلي النوى عن صبيحة ٍ

نرى الشمس في طالعتنا من الغرب ِ

فديناك أدركنا فإن قلوبنا

تلظى الى سلسال منهلك العذب ِ

وُقيتَ الردى أين استقلت بك النوى

وفي اي واد ٍ طاب مثواك أو شعب ِ

الم يأن أن تحظى بقربك شيعة

كم انتظرت انجاز وعدك بالقرب ِ

فقم وأملأ الدنيا فداك أهلها

بعدل ٍ تُقيل الشاة ُ فيه مع الذئب ِ

متى انا لاق ٍ ضوء وجهك قائماً

تقيم حدود الله في الشرق والغرب ِ

بطلعته تزهو المعاني وأهلها

كما تزدهي بالغيث أودية العشب ِ

أغثنا به اللهم دعوة ُ مقسم ٍ

عليك بخير الخلق أحمد والحجب ِ

عليهم صلاة الله ما دام ذكرهم

يجلي عن المكروب داجية الكرب ِ

*******

الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وآله الاوصياء لا سيما خاتمهم إمامنا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه) اهلاً بكم اعزاءنا في حلقة اخرى من برنامجكم شمس خلف السحاب هي السبعون بعد الاربعمائة.
افتتحنا هذه الحلقة بآيات من احدى بدائع الاديب الولائي الشيخ عبد الحسين الاعسم في التشوق للظهور المهدوي المبارك أما الفقرات الاخرى في لقاء اليوم فتحمل العناوين التالية:
- وصية بصلة رحم الايمان
- المهدي والأخذ بالثأر الحسيني
- وحكاية عنوانها: أمرنا بالصلاة في أول وقتها

*******

هي الفقرة الخاصة بوصايا امام زماننا أعاننا الله وإياكم على العمل بها إخترنا لهذه الفقرة العنوان التالي:

الاولوية لرحم الايمان

جاء ضمن اسئلة الشيخ الجليل محمد بن عبد الله الحميري الموجهة لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) سؤال عن الرجل ينوي إخراج شيء من ماله وأن يدفعه الى رجل من اخوانه في الايمان ثم يجد في اقربائه محتاجاً أ يصرف ذلك فيمن نواه له [أي أخاه في الايمان] أو يصرف في قرابته؟
أجاب مولانا الحجة المنتظر (أرواحنا فداه) عن السؤال قائلاً: «يصرفه الى ادناهما وأقربهما من مذهبه، فإن ذهب الى قول العالم عليه السلام )لا يقبل الله الصدقة وذو الرحم محتاج(، فليقسم بين القرابة وبين الذي نوى حتى يكون قد أخذ بالفضل كله».
الجواب المهدوي المتقدم يتضمن وصية مهدوية عامة بتقديم القرابة الايمانية على القرابة الرحمية.
سؤال الشيخ من الامام (عليه السلام) كان ينبغي ان يفعله إذا نوى تقديم معونة لأحد إخوته في الايمان ثم علم بأحتياج أحد اقاربه للمال.
هنا اجاب الامام (عليه السلام) أولاً بأن يقدم معونته الى أقرب هذه المحتاجين في الاعتقاد والايمان، وإذا اراد ان يجمع الفضل بصورة ٍ أكمل فليقسم المعونة بينهما صلة لقرابة الايمان ـ ولها الاولوية ـ وصلة القرابة النسبية.
ونجد في هذه الاجابة المهدوية المباركة تعليماً بليغاً للمؤمنين لاحد طرق الجمع بين الاحاديث الشريفة التي تبدو متعارضة في ظاهرها من خلال نموذج عملي اشتملت عليه اجابته.
ولتوضيح ذلك نقول: ان الامام المهدي (أرواحنا فداه) قال اولا ان المعونة والصدقة ينبغي ان تقدم الى الاقرب في الايمان والمعتقد، ثم نقل للسائل الحديث المروي عن آبائه عليهم السلام وهو (لا يقبل الله الصدقة وذو الرحم محتاج)، وهذا القول يتعارض ـ ظاهرياً ـ مع تقديم قرابة الايمان؛ ثم هذا السائل الى الجمع بينهما وإزالة هذا التعارض الظاهري، بأن يقسم المعونة بينهما فيكون المؤمن بهذه الطريقة قد التزم بالعمل بكلا الحديثين.

*******

نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب فننقل الميكرفون الى زميلنا وهو يعرض بعض اسئلتكم على خبير البرنامج نستمع معاً:

المهدي والاخذ بالثأر الحسيني

المحاور: السلام عليكم، شكراً لكم على طيب متابعتكم لفقرات برنامج "شمس خلف السحاب" ومنها هذه الفقرة، ومعنا على خط الهاتف مشكوراً سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ الاخت زهراء الموسوي بعثت بهذا السؤال تقول الامام المهدي عليه السلام هو الآخذ بثأر الامام الحسين عليه السلام وشعار اصحابه "يا لثارات الحسين"، كيف يكون الأخذ بثأر الامام الحسين عند ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه ولا وجود لاحد من قتلته؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية ان هناك بعض الاحاديث تشير الى ان الامام يقتص من ذراري قتلة ابي عبد الله الحسين عليه السلام، ويعلل سائل يسأل الامام كيف انهم لم يقتلوا؟
الامام يقول رضوا بفعال ابائهم، ولهذا الرضى له دور، لانه كما نصت بعض الاحاديث الشريفة ان العامل بالظلم والمعين له والراضي به، ثلاثة شركاء بالظلم، يعني العامل بالظلم والمعين للظالم وكذلك الذي يرضى بالظلم "والعياذ بالله" هؤلاء ثلاثة هم شركاء بالظلم، فذراري قتلة ابي عبد الله الحسين هؤلاء رضوا بفعال ابائهم، بل الى يومنا هذا هم يفرحون ويجعلونه يوم بركة "اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين عليه السلام" يتبركون بهذا اليوم ويصومون، ليس ذلك الا لانهم في الحقيقة رضوا بفعال آبائهم.
المحاور :طبعاً الذين يعلمون بهذا الامر، وبعض الذين يتبركون لا يعلمون بمعنى التبرك وهو تبرك بقتل الحسين عليه السلام؟
الشيخ باقر الصادقي :نعم المقصود هو الذي يعلم، بلا شك ان الراضي كما ورد في زيارة الامام الحسين عليه السلام "لعن الله امة أسرجت والجمت وتنقبت لقتالك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به"، فاذن هذا من جانب اذا تحدثنا عن قضايا الرجعة وحينما تحدث الرجعة فالله عز وجل يحضر الظالم الذي محض الكفر محضاً ومحض الايمان محضاً وبالتالي يقتص منه في هذا الباب، اذن هذا من نفس الباب يحضر نفس الذي جنى الجناية، اما بالنسبة الى ما يتحدث عنه من الذراري كما وصفنا بانهم رضوا بافعال ابائهم لذلك يقتص منهم الامام سلام الله عليه.
المحاور  :يمكن القول بان الذين يثأر منهم هم امتداد الخط الذين قتلوا الامام الحسين سلام الله عليه، يعني الذين يحاربون اهل البيت عليهم السلام الآن؟
الشيخ باقر الصادقي: هذا من اجلى المصاديق لا شك الامتداد الطبيعي، هؤلاء من مصاديق النواصب الذين نصبوا العداء لآل البيت ولشيعة آل البيت، كما تشير بعض النصوص انه من نصب العداء لشيعتنا، ونحن نلاحظ في يومنا هذا هناك افعال يقتل بعض الابرياء لاجل حبهم لاهل البيت وولائهم لاهل البيت عليهم السلام.
المحاور: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً لكم، وشكراً لاحبائنا الكرام وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة.

*******

حان الان موعدكم مع رواية أخرى من روايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية اخترنا لها في هذه الحلقة العنوان التالي:

أمرنا بالصلاة في اول وقتها

نقل مؤلف كتاب (الكمالات الروحية في اللقاء بصاحب الزمان عليه السلام) القصة التالية عن الحاج الورع اسماعيل غازي من اهالي مدينة مشهد المقدسة؛ وقد سمعها المؤلف منه مباشرة: قال:
كنت لاحدى السنين رئيساً لقافلة من قوافل الحج بدأت رحلتها من مدينة مشهد المقدسة عبر الطريق البري يوم ذاك والذي كان يمر بمدينة النجف الاشرف لكي يتشرف الحجاج بزيارة العتبات المقدسة فيها قبل التوجه منها الى بلاد الحرمين.
وكان الطريق البري من النجف الاشرف الى الحجاز يومذاك غير معبد بصورة جيدة ويشق الصحراء القاحلة، في حين لم يكن سائق حافلتنا ذا خبرة جيدة به، ولذلك تاه بنا عن هذا الطريق وانحرف بنا الى طريق وعرة حتى اقترب غروب الشمس... طلبنا منه ان يتوقف ونبيت ليلتنا حيث كنا، لكنه لم يستجب وواصل المسير حتى خيم الظلام الدامس في تلك الصحراء الموحشة.. وبعد فترة توقف وقال: لقد ظلت الطريق!!
ويواصل الحاج اسماعيل غازي المشهدي نقل حكايته قائلاً: نزلنا من الحافلة وبقينا في ذلك المكان الى الفجر، واستولى علينا النوم من شدة التعب، فلما استيقضنا وجدنا الرمل قد عظى اجسامنا ومقدمة السيارة واختفت بالكامل معالم الطريق المسلوك وآثار عجلة السيارة، فأمرت السائق ان يسير عشرة فراسخ بالاتجاهات الاربعة على التوالي عسى ان نجد الطريق السالكة، ففعل ذلك طول النهار، ولكن دون جدوى، بتنا الليلة الثانية في تلك الصحراء الموحشة، وفي النهار التالي عاودنا المحاولة وقد اشتد قلقنا حتى داهمنا الليل وقد نفذ ما معنا من ماء وطعام وبنزين فتوقفت السيارة وأصاب المسافرين الهلع وعمدنا الى لبكاء والتضرع الى الله طلباً للنجاة وكاد اليأس يخيم على قلوبنا فتمددنا على الرمال ننتظر الموت... وهناك خطرت في بالي فكرة فقمت وقلت لاصحابي: تعالوا ننذر لله ان نتصدق بجميع اموالنا إذا رجعنا الى اهلنا سالمين وافق الجميع على هذا النذر ثم فوضنا أمرنا الى الله.
ونبقى مع الحاج اسماعيل المشهدي وهو يتابع نقل ما جرى لهم في تلك الصحراء القاحلة، فقال:
في الصباح وقرب الساعة التاسعة شعرت وكأن عاصفة رملية حارقة تقترب منا، فأصابني ذعر شديد، فقمت وابتعدت قليلاً عن رفاقي وجلست خلف تل قريب، وبكيت بحرقة متوسلاً الى الله ومستغيثاً ببقيته في ارضه وصرخت بكل وجودي: يا صاحب الزمان ادركني... يا ابا صالح ادركني... يا مهدي ادركني.
ترى مالذي جرى للحاج اسماعيل غازي المشهدي ورفاق سفره بعد استغاثته الصادقة بامام زمانه وليّ الله المهدي (ارواحنا فداه)؟ نتعرف على ذلك في متابعت ما نقله حيث قال:
كانت الدموع تنهمر على خدي ولحيتي عندما شعرت بحركة رجلي خلفي، التفت فاذا انا برجل ٍ على جمل ومعه عدة جمال تسير الهوينا خلفه ناديته قائلاً: ايها الاعرابي بالله عليك انقذنا ... لقد ظللنا الطريق.
أناخ الاعرابي جماله وتقدم نحوي ... خاطبني بأسمي قائلاً: لا تخف يا اسماعيل... تعال لاريك الطريق.
لم انتبه حينئذ لكيفية معرفته بأسمي ... لقد اخذ يصف الطريق بدقة بالغة، لكني اخرجت مصحفاً كان في جيبي وقلت له: اقسم عليك بكتاب الله ان تسير معنا حتى نصل الطريق والححت في طلبي، فقال: طيب سآتي معكم.
سار معي الى رفاقي وآشار الى السائق الثاني للحافلة ـ دون ان نعرفه به ـ وقال له: خذ انت قيادة السيارة... وجلس بيني وبين السائق وأمره ان يشغل السيارة، فشغلها السائق دون ان ينتبه السائق ولا نحن الى نفاذ بنزينها ولكن السيارة تحركت وسارت بنى حتى انتصف النهار فأمره بالتوقف وأمرنا ان ننزل لاقامة صلاة الظهر، فنزلنا ولم يكن معنا ماء نتوضوء به، فاشار الى عين ماء في تلك الصحراء، فتوضئنا منها وتنحى عنا جانباً وصلى وأمرني أن اصلي برفاقي جماعة.
وبعد الصلاة امرنا بالاسراع بركوب الحافلة وسارت بنا في الطريق الذي وصفه لي من قبل.. كان يتكلم معنا بالفارسية ولم ننتبه الى كيفية معرفته بها وهو عربي التقيناه في هذه الصحراء القاحلة... سألني عن علماء مدينة مشهد فرداً فرداً وكأنه يعرفهم منذ زمن طويل؛ أثنى على احدهم وقال ان له مستقبل باهر!
يقول الحاج اسماعيل المشهدي وهو يتابع نقل حكايته: وفي اثناء ذلك تذكرت النذر الذي نذرناه، فسألته عنه... فأحلنا منه وقال: لا يجب عليكم ان تتصدقوا بجميع املاككم
وأخيراً وصلنا الى الطريق العام فنزلنا من الحافلة فرحين مسرورين فطلبت من رفاقي أن يجمعوا ما عندهم من النقود لنهديها لهذا الاعرابي الذي انقذنا من موت محتوم.
فلما هموا بأخراج النقود اصابتهم قشعريرة وكأنهم افاقوا من النوم ... واخذوا يتساءلون: من هو هذا الرجل النبيل؟ لمن سلم جماله في تلك الصحراء القاحلة؟ وكيف سيعود اليها؟ وكيف تحركت الحافلة بلا وقدود؟ وكيف وكيف...
أخذنا ندير عيوننا فيما حولنا فلم نجد لهذا السيد الجليل أثراً، هرولنا هنا وهناك دون جدوى لقد اختفى فجأة... فعلمنا باننا كنا في محضر صاحب الزمان دون ان نعرفه.
والى هنا، ينتهي الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، الى لقاء مقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة