ويقول الخبراء إن بعض الأطعمة النباتية قد تقطع شوطا طويلا في التخفيف من مخاطر المرض المزمن.
وفي الواقع يوصي الباحثون بشكل كبير بتناول الحمضيات والتوت والتفاح لتأثيرها الذي لا مثيل له على سكر الدم وحساسية الإنسولين.
وكشفت نتائج دراسة تعود لعام 2020 نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) إلى أنه حتى تفاحة صغيرة في اليوم ستكون كافية لدرء مرض السكري.
وذكرت مؤسسة "هارفارد هيلث" الصحية أن "الأشخاص الذين تناولوا أعلى كمية من الفواكه والخضروات وسجلوا أعلى مستويات في الدم من العناصر الغذائية المشتقة من النباتات، كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 25 إلى 50% خلال فترة الدراسة"، مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل كمية من هذه الأطعمة، وبالتالي لديهم مستويات أقل من المغذيات التي تحتويها.
وأضافت المؤسسة الصحية أن ما يعادل ثلثي تفاحة متوسطة الحجم أو ما يزيد قليلا عن ثلث كوب من الفاكهة المختلطة كل يوم يمكن أن يقدم الفوائد المطلوبة لدرء خطر مرض السكري.
وشارك في الدراسة نحو 340 ألف شخص من ثماني دول أوروبية. وشمل ذلك 9754 شخصا تم تشخيص إصابتهم بالسكري حديثا على مدى عقد من الزمان.
وقارن الباحثون مدخول الفاكهة والخضروات لهؤلاء الأشخاص ببيانات 13 ألف شخص يتمتعون بصحة جيدة.
ونظر البحث أيضا في مستويات العديد من العناصر الغذائية المختلفة المشتقة من النباتات في دماء المشاركين.
ويعد التفاح صحيا بشكل خاص لأنه يحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية التي يمكن أن تبطئ هضم الكربوهيدرات.
ويمكن أن تساعد المركبات، التي تشمل الكيرسيتين وحمض الكلوروجينيك وحمض الغاليك، في تقليل نسبة السكر في الدم.
وعن طريق إبطاء عملية الهضم، تنخفض أيضا كمية الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها في الأمعاء. بمعنى آخر، يساعد في إبطاء كمية السكر التي تدخل مجرى الدم للحفاظ على ثبات نسبة السكر في الدم ومنع ارتفاع السكر في الدم.
وفي عام 2019، اكتشفت مجموعة من الأبحاث المنشورة في مجلة Nutrients أن تناول التفاح قبل 30 دقيقة من تناول وجبة الأرز البني يقلل بشكل كبير من نسبة السكر في الدم بعد الوجبة.
ووجدت تجربة عشوائية مماثلة، نُشرت في مجلة Obesity في عام 2019، أن إضافة التوت المجمد إلى الوجبة يقلل بشكل كبير من ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل.
ولاحظ المؤلفون: "التوتيات التي تستهلك بشكل شائع، وخاصة التوت والتوت البري والفراولة، يحسن فرط سكر الدم بعد الأكل وفرط إنسولين الدم لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة مع مقاومة الإنسولين".
وفي الواقع، ربطت العديد من الدراسات تناول التوت بتحكم أفضل في نسبة السكر في الدم، وهو أمر غير مفاجئ نظرا لأن التوتيات غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، ما يجعلها مثالية للتحكم في نسبة السكر في الدم.
وعادة ما تقلل الأنشطة المتزايدة ومستويات مضادات الأكسدة من مضاعفات مرض السكري عن طريق إعطاء الإلكترونات للجذور الحرة.
وعلى الرغم من الآثار المفيدة لهذه الفاكهة على الوقاية من مرض السكري، إلا أنه يجب دائما تناولها كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن.