البث المباشر

المختار بن ابي عبيدة الثقفي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 468

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن اعلام الصادقين الموالين لأهل البيت والمدافعين عنهم والثائرين لمظالمهم العالم والمناضل الشجاع المختار بن ابي عبيدة الثقفي رحمه الله، هو من مواليد الطائف في عام الهجرة، السنة التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه واله وظهرت مؤشرات تدل على مكانته قبل ان يولد في الروايات، ان امه عندما حملت به كانت تسمع هاتفاً يخاطبها او في رواية سمعت بالمنام سمعت مخاطباً: لك البشيرى بالولد اشبه شيء بالاسد اذ الرجال في كبت تغالبوا على بلد كان له حظ الاسد.
والد المختار هو ابو عبيدة اعتنق الاسلام واخلص له واصبح قائداً مخضرماً وقتل دفاعاً عن الاسلام في احدى المواجهات، اذن يعني ابوه شهيد، التاريخ يقول ان المختار صحب اباه في بعض المواجهات وهو في بواكير عمره خصوصاً في معركة قس الناطف التي كان فيها ابوه قائداً فكان هو بجنبه وعمره ثلاثة عشر سنة فكان لهذا انعكاساً مهماً في نشأته العسكرية الشجاعة، كان يحب الخير والكرم وكان يتمتع بقوة الشخصية وكان له شأن عظيم.
في عام 51 هجرية سلط معاوية زياد بن ابيه والياً على الكوفة فقام بحبس مجموعة من شخصيات الشيعة وخصوصاً كان كبيرهم حجر بن عدي الكندي وولده وخلق لهم تهمة بأنهم مشركين كما الان فتاوى اهل الضلال والجهال يفتون بأن الشيعة مشركين ويجب قتالهم ولا نعرف هذه الفتاوى من اين تمول، ربما تمول من وراء البحار، فزياد بن ابيه اتهم المختار ومجموعته وحجر بن عدي بأنهم مشركين ودبر ضدهم شهود، ومن بيده الحكم والازمة سهل ان يدبر الاف الشهود، دبر شهوداً شهدوا على ان المختار معارض وملحد طبعاً المختار وقف بوجه هذه التهم مما اضطر بالتالي الى ان يهرب ويتخفى وانتقل الى البصرة وفي البصرة كان لساناً مدافعاً عن خط اهل البيت ومناصراً للحسين في تلك الحقبة وهي آخر ايام معاوية.
كان الوالي انذاك على البصرة عبيد الله بن زياد، قبض على المختار، سجنه، ضربه وبعد ذلك سفره وابعده الى الطائف، بقي مدة في الطائف ثم عاد الى الكوفة وكان في الكوفة يعتبر من اثرياءها، من عظماءها، من وجهاءها لذلك كان هدف للطغاة لان اعداء اهل البيت كانوا يستأصلون كل شخصية شيعية تمتاز بالكرم، بالقلم، بالعلم، بالكفاءات كما فعل طاغية العراق قتل حوالي خمسة عشر الف من وجوه ابناء العراق من علماء وفضلاء وتجار وساسة وصحفيين وكتاب وادباء وذوي كفاءات عالية واطباء قضى عليهم لانهم عناصر لها قيمتها في الطائفة او عند الامامية، هذا دأب الظلمة والطغاة والدكتاتوريين من القدم.
المختار بن ابي عبيدة لما وصل مسلم بن عقيل الى الكوفة من منطلق صلة المختار القديمة بال الرسول نزل مسلم بن عقيل ضيفاً عنده وكان اقبل مسلم بن عقيل رسولاً من الحسين والمختار صهر الوالي انذاك في الكوفة وهو النعمان بن بشير لان زوجة المختار عمرة هي بنت النعمان، طبعاً هذا كان يعطي اطمئنان للناس فأندفعت الناس زرافات زرافات تزور مسلم بن عقيل وتبايعه وتقيم الصلاة خلفه لكن الامور انقلبت تماماً لما خلع النعمان ودخل بن زياد والياً على الكوفة وبدأ هنا المختار حقبة جديدة من النضال فأدع السجن بتهمة التواطئ والتأمر ضد الامويين، اصبح نزيل السجن وكان الى جنبه في السجن ميثم التمار وسليمان بن صرد الخزاعي وامثال هؤلاء والعديد من شخصيات اهل البيت، تقول الروايات ان ميثم رضوان الله عليه ابلغه من زنزانته انه بالتالي سينتصر وهو الذي سيأخذ بثار الحسين لانه ميثم كانت عنده معلومات دقيقة سمعها من الامام امير المؤمنين صلوات الله تعالى عليه، بعد ذلك توسط عبد الله بن عمر ابن الخليفة الثاني فخلى ابن زياد سبيله وابعده الى الحجاز وكانت عناك له نشاطات في الحجاز.
في بداية واقعة الطف رجع المختار الى الكوفة، ابن زياد كان يظن ان المختار تعب ومل لكن في خطوة خبيثة تعمد في احضار المختار الى قصر الامارة لما ادخلوا سبايا الحسين الى قصر الامارة وما ان ادخلت الرؤوس وشاهد المختار رأس الحسين ورأس مسلم زفر زفرة وضج المجلس بالبكاء وهاجم ابن زياد، ابن زياد اخذ السوط وهذا اسلوبهم، ضرب به وجه المختار ومن جديد حبسه بعد ذلك صعد ابن زياد المنبر في مسجد الكوفة يوم الجمعة والمسجد غاص بالناس فتح خطابه لكن خلى سبيل المختار وانه بعد ان ضربه، صعد على المنبر ابن زياد يخطب ويعربد وكأنه مثل المنتصر، الحمد لله الذي اظهر الحق واهله وقتل الحسين بن علي و...
لم يعترض عليه احد الا اثنين، الاول المختار والثاني عبد الله بن عفيف الازدي اما المختار فقاطعه وطبعاً هذا لما يقاطعه هكذا طغاة هذا امر ثقيل عليهم، قال له الحمد لله الذي اعز الحسين وجيشه بالجنة وذل يزيد واعوانه بالنار اما عبد الله بن عفيف، هذا كان فاقد البصر لكن انهل كالصقر طبعاً هناك حلقة خاصة بهذا الرجل ان شاء الله، فيأمر ابن زياد مرة ثالثة او رابعة بسجن المختار وهاجم بعد ذلك عبد الله بن عفيف، بقي في السجن ثم اخلي سبيله وبعد ان اخلى سبيل المختار نفذ صبره فكان يخطط مع التوابين لثورته الكبرى، متى تحققت امنية المختار عام 66 اقام دولته في الكوفة واسس جيشاً وكان قائد الجيش ابراهيم بن مالك الاشتر وبطش بطشة بقتلة الحسين وساءهم سوء افعالهم وحيا فيه اهل البيت هذه الغيرة والحمية وقد رحب بعمله الائمة ودعوا له واثنوا عليه، في معجم رجال الحديث للامام الخوئي في الجزء الثامن عشر صفحة 95 قرأت ان الامام السجاد قال: الحمد لله الذي ادرك لي ثاري من اعدائي وجزا الله المختار خيراً، الامام الباقر اثنى عليه، كان يقول المختار قتل قتلتنا وطلب بثارنا وزوج اراملنا وقسم فينا المال على العسرى، اكثر من هذا الامام الباقر التقى ابن المختار في الحج، تعرف عليه وترحم على والده كثيراً وقال: رحم الله اباك، رحم الله اباك ما ترك لنا حقاً الا وطلبه اما الامام الصادق في نفس المصدر قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى اخذ المختار بثارنا، اخيراً خلال هذه الفرصة المتبقية من وقت البرنامج، المرحوم الاميني قدس الله مضجعه صاحب الغدير في موسوعته الغدير الجزء الثاني صفحة 334 يقول ان المختار رجل الهدى الناهض والمجاهد والبطل المغوار وانه في الطليعة من رجالات الدين والاخلاص اما العالم المحقق آية الله السيد عبد الرزاق المقرم يقول تجلى للعلماء صدق المختار بالنية والاخلاص والموالاة لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
هناك اثارات واقاويل وهذه كلها فندت لاني ذكرت اراء اربعة او خمسة من جهابذة العلماء والمحققين في شخصية المختار رضوان الله تعالى عليه، طبعاً المختار استشهد رحمه الله اثر اقتحام جيش عبد الله بن الزبير اقتحم مدينة الكوفة وواجهه جيش المختار ودامت المواجهات فترة طويلة، اربعة اشهر قتل فيها بالالاف لكن خمسة الاف من اصحاب المختار استسلموا، اعطاهم ابن الزبير الامان ان القوا سلاحهم ولكن غدر بهم فبعد ان القوا سلاحهم قتلهم بأجمعهم، اربعة الاف من الموالي والف من عامة الناس وهذه اعظم غدرة في تاريخ الاسلام هذه ارتكبها عبد الله بن الزبير.
بعد ان استشهد المختار عمد الزبير الى قتل زوجته بعد ان رفضت التبرأ من زوجها وشتمه، على كل المحققون الكبار الاميني، الامام الخوئي، السيد المقرم اجلوا الحقائق عن شخصية المختار واظهروا ان كل ما يتهم به هو من دسائس بني امية ومكائدها وكانت الاقلام تلفق وتزيف وفق رغباتهم، دفن المختار اما مضجع مسلم بن عقيل سلام الله عليه، رحم الله المختار وزاد من علو درجاته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة