موضوع البرنامج:
ابيات الشيخ عبد الحسين الاعسم في التشوق للمهدي(عج)
طول العمر والغيبة بين الخضر والياس والمهدي (ارواحنا فداهم)
اجوبة الشيخ باقر الصادقي اسئلة المستمعين عن دعاء الفرج المشهور
أميّ يقرأ ببركة الامام المهدي(عج)

هو الهوى مهما كتمته فشا

وكيف يخفى ما به الدمع وشى

شغفت حباً وترون سلوةً

هيهات أن يسلو مشغوف الحشى

تشكو تجني الهوى وهل ترى

من عاشق جرى هواه كيف شا؟

مستوحشاً بين اهاليك ومن

ضل بهجر من يحب إستوحشا

روحي الفدا لنازح ما خطرت

بخاطري ذكراه الا انتعشا

أرجو اقتراب وعده معللاً

به فؤاداً لم يزل مشوشا

يا حبذا ساعة لقياه التي

لا يرتجي الدين سواها منعشا

*******

السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج (شمس خلف السحاب)، ‌اخترنا لمطلعها ابياتاً مهدويةً جميلةً لشاعر الولاء الشيخ عبد الحسين الأعشم (رضوان الله عليه).
اما فقرات هذه الحلقة فالأولى عن سنة طول العمر والغيبة بين الياس والخضر ومولانا المهدي (عليهم السلام).
والثانية اجوبة عن اسئلة بشأن دعاء الفرج المشهور.
والثالثة، رواية الأمي الذي اصبح قارئاً ببركة مولاه المهدي (عجل الله فرجه) فإلى الأولى، وعنوانها هو:

*******

غيبة الخضر فرع الغيبة المهدوية

جار الله الزمخشري هو من كبار علماء اهل السنة وصاحب تفسير الكشاف، قال في كتابه (ربيع الأبرار) (الجزء الاول، الصفحة ۳۹۷): ان المسلمين متفقون على حياة اربعة من الأنبياء اثنان منهم في السماء وهما ادريس وعيسى عليهما السلام واثنان في الارض وهما إلياس والخضر عليهما السلام، وقال: ان ولادة الخضر كانت زمن ابراهيم ابي الأنبياء.
وقال ابن جرير الطبري: ان الخضر والياس باقيان يسيران في الارض.
وعلى ضوء هذه الحقيقة نقول: اذن ما هو سر القبول بغيبة وطول عمر الخضر وإلياس وسيرهما في الارض كل هذه القرون، بل وصحبة الخضر للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) حيث عده الحافظ ابن حجر العسقلاني من الصحابة ونص على ذلك في كتابه (الإصابة في معرفة الصحابة).
نقول ما السر في القبول بذلك من جهة ومن جهة اخرى ما السر في التشنيع على عقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في المهدي المنتظر (ارواحنا فداه)، ورفضها لمجرد ان تستلزم القول بغيبة وطول عمره (عليه السلام) رغم ان طول عمره لا يصل الى طول عمر الخضر الموجود من عهد ابراهيم الخليل ورغم ان غيبته لا تختلف عن غيبة‌ الخضر وإلياس، لأن جميع علماء‌ المسلمين يؤمنون بوجود هما وحياتهما وسيرهما في الارض لكنهم يصرحون بأنهما في غيبة عن الناس لا تتسنى للجميع معرفتهم، وهذا هو معنى الغيبة الذي يقوله أئمة‌ اهل البيت (عليهم السلام) بالنسبة لخاتم الأوصياء المهدي (ارواحنا فداه)؟
اذن مستمعينا الاكارم لا يمكن لمنصف بحال من الأحوال انكار عقيدة الامامية في مهدوية الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام) لمجرد اشتمالها على طول العمر والغيبة، بل المطلوب هو البحث في الأدلة الدالة عليها وعلى غيبة وطول عمر المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
وعندما نرجع الى ادلة مدرسة اهل البيت عليهم السلام على مهدوية وغيبة وطول عمر وحياة خاتم الأوصياء والامام الثاني عشر من ائمة العترة النبوية الطاهرة اي الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام) نجدها تفوق بأضعاف مضاعفة كثيراً الادلة الدالة على حياة الياس والخضر (عليهما السلام) فكيف نؤمن بهذه وننكر تلك ونشنع عليها، وهي ادلة متنوعة قرآنية وروائية من كتب الشيعة والسنة وبرهانية عقلية وتأريخية وثائقية ووجدانيه معاشة عرضنا لها مفصلاً في حلقات هذا البرنامج. ان مثل هذا الانكار هو ولاريب من الحجود والتعصب الذي يححب عن الحق والهدى اعاذنا الله واياكم منه.
مستمعينا الأكارم، وعلى ضوء الحقيقة المتقدمة لاحظوا الحديث الشريف التالي الذي رواه الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) عن مولانا الصادق (عليه السلام) في كتاب (إكمال الدين) (ج۲ صفحة ۳٥۷) ضمن حديث طويل ومهم عن التدبير الالهي لغيبة المهدي الموعود عجل الله فرجه جاء في جانب منه اشارة الى غيبة الخضر (عليه السلام).
قال (عليه السلام): واما العبد الصالح الخضر، فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له،
ثم بين مولانا الصادق (سلام الله عليه) الحكمة من غيبة الخضر وطول عمره:
فقال: بلى‌ ان الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه ان يقدر من عمر القائم عليه السلام ما يقدر من عمر الخضر وما قدر في ايام غيبته ما قدر، وعلم ما يكون من انكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك الا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.
من هنا يتضح اعزاءنا المستمعين ان اطالة عمر الخضر وغيبته (عليه السلام) هي فرع غيبة مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله) وليست اصلاً لها بل هي مقدمة تتم الحجة الالهية بها على المنكرين، فكيف يقنع المنصف بالايمان بالفرع دون الأصل وبالمقدمة دون الغاية؟
اخيراً نشير اعزاءنا المستمعين الى أن احاديث اهل بيت النبوة (عليهم السلام) قد اخبرتنا بأن الخضر (عليه السلام) هو وزير لمولانا المهدي في غيبته عجل الله فرجه، ولذلك فقد لوحظ في كثير من روايات الفوز بلقاء بقية الله المنتظر مرافقة الخضر له عليهما السلام كما هو واضح من رواية بناء مسجد جمكران.
مستمعينا الاكارم هنالك تشابه في عدة سنن جرت مع الخضر وذكر القرآن الكريم بعضها وهي جارية مع مولانا المهدي (ارواحنا فداه) نوكل الحديث عنها الى الحلقة المقبلة بأذن الله.

*******

اما الآن فمع ضيف البرنامج وهو في هذه الحلقة سماحة ‌الشيخ باقر الصادقي لكي يجيب مشكوراً عن بعض اسئلتكم في هذا الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه زميلنا.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت للبرنامج سؤال من الاخت رحمة من العراق تسأل عن دعاء الهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه المشهور، الذي ورد الكثير من التأكيد عليه تسأل اولاً عن مصدر هذا الدعاء؟ تفضلوا:
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، روى المحدث القمي اعلا الله مقامه، نقل هذا الدعاء مروياً عن محمد بن عيسى، انما اذكر هذا المصدر بأعتبار انه بمتناول كثير من المستمعين ارشدهم اليه، في اعمال ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك مروي عن محمد بن عيسى انه اكثر من الدعاء‌ في هذه الليلة‌ من هذا الدعاء في القيام في حالة الركوع وفي حالة السجود، يعني في كثير من الحالات من هذه الليلة بالدعاء‌ للامام اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن، السيد ابن طاووس اعلا الله مقامه كذلك نقله بالاقبال مع تفصيل.
المحاور: بالنسبة الى التفصيل الذي ذكره سماحة الشيخ الصادقي السيد ابن طاووس ابرز ما في هذا التفصيل؟
الشيخ باقر الصادقي: يعني هناك تحديد بالاسم، تعلمون ان هناك روايات وردت تنهى عن تسمية المولى بأسمه والعلماء‌ هللوا في هذا النهي بعضهم هول الى وقت الغيبة يعني اول الغيبة في ذلك الوقت، بأعتبار التقية وبأعتبار المحافظة على الامام بشكل واضح ومهم، بعض علمائنا يقول انه في بعد الغيبة الصغرى انه يجوز وبعضهم الى يومنا هذا يقول النهي عام فهذا راجع الى اراء العلماء في ذلك، الصيغة التي نقلها صاحب المفاتيح المحدث القمي من دون ذكر الاسم، اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن.
المحاور: وهي مختصرة مقارنة برواية السيد ابن طاووس فهي اكثر تفصيلاً سماحة الشيخ في رواية السيد ابن طاووس وردت هذه العبارة بأسناده عن المعصوم (سلام الله عليه) وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً وعلى كل حال والشهر كله وكيف امكنك ومتى حضرك في دهرك، هذه العبارة الاخيرة يستفاد منها ان الدعاء‌ عام لا يختص بشهر رمضان؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم هذا الدعاء‌ بشكل عام للامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) له بركات وآثار، يعني دعاء لكل امام بلاشك، امام زماننا له بركات اذكر للمستمع الكريم هذه الحادثة في زمن الامام الهادي (سلام الله عليه) بهذا الرجل الذي كان في اصفهان ولم يكن على هذا الامر وحضر عند المتوكل يقول رأيت الناس قد ازدحموا وقالوا ابن الرضا ابن الرضا يشير الى الامام الهادي، نظرت اليه سبحان الله وقع حبه في قلبي فدعوت له في نفسي ويقول فأذا بالامام اقبل الى مقربة مني وقال لقد استجاب الله دعاءك ومد الله في عمرك ومد في رزقك ورزقك من البنين ما شاء الله ومن الاموال ما شاء الله، يقول الحمد لله من الفقر عندي الان ما شاء الله مئة الف الف درهم وعندي من الينين ماشاء‌الله وعمري خمسه وسبعين هذا كله ببركة دعاء‌ لسيدي ومولاي الامام الهادي، حينما ندعو للامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه)، هذا الدعاء له آثار على حياتنا آثاراً تكوينية، الدعاء في كل حين وفي كل وقت لامام زماننا بأعتبار هو ولي نعمتنا وهو الاب الشفيق اشفق بنا من انفسنا ويجسد رحمة الله في الارض لذلك الدعاء لكن ليلة القدر بأعتبار تنزل المقدرات من قبل الله على ولي الامر الانسان المؤمن في تلك الليلة وبشكل مخصوص ينبغي ان يكثر من الدعاء‌ للامام في حالة الركوع، في حالة السجود، في حالة القيام.

*******

نشكر لكم اعزاءنا طيب تواصلكم معنا في برنامج شمس خلف السحاب في حلقة الخامسة والعشرين بعد الاربعمائة، وننقلكم الآن الى فقرتها الختامية ومع احدى روايات الفائزين بألطاف مولانا المهدي ارواحنا فداه اخترنا لها عنوان...

الامي الذي اصبح قارئاً ببركة الامام

حكى آية الله الشهيد دستغيب أن العبد الصالح الحاج علي بن حسن عندما جاء الى شيراز قادماً من الكويت في اواخر حياته وبهدف العلاج قدم له نسخةً من المصحف الشريف ونسخةً ‌من كتاب مفاتيح الجنان وقال له: لقد احضرتهما من اجلك، فلهما قصة:
ثم قال: اما كتاب مفاتيح الجنان، فأنت تعلم انني تيتمت صغيراً فلم يرسلني احد - بعد والدي- الى الكتاب لتعلم القراءة فبقيت امياً الى ان تشرفت في احدى السنين بزيارة كربلاء المقدسة في ايام عرفة التي تشهد اكثر زيارات الحسين عليه السلام كثافةً وإزدحاماً.
ثم قال الحاج علي: خرجت يوم عرفة متجهاً‌ الى حرم الحسين (عليه السلام)، فلم استطع الوصول لشدة الإزدحام، فأخذت ابحث عمن يقرأ لي الزيارة فلم اجد من يستعد لذلك في ذاك الإزدحام، فخنقتني العبرة وتوجهت بخطابي الى سيد الشهداء باكياً وبقلب منكسر فقلت له: يا سيدي، ان امنيتي ان ازورك ولذلك جئت ولكن لا اجد من يقرأ لي الزيارة، فما حيلتي؟
يقول هذا العبد الصالح (رحمه الله): اثر توسلي به (عليه السلام) انتبهت فجأة الى سيد جليل ذي طلعة بهية وهو يأخذ بيدي ويقول لي: تعال معي.
فسرت معه مستسلماً دونما اختيار مني، وانا مندهش لما رأيت وانا اسير معه، فقد كانت الطريق تفتح امامه بين الجموع المزدحمة بكل سهولة ودخلنا الصحن المطهر بكل سهولة، وبعد ان تلونا اذن الدخول دخلنا الحضرة بيسر وسط الحشود المتدافعة!!
قرأ السيد لي زيارة وارث المعروفة، وبعد ان اتم الزيارة قال لي: يمكنك ان تقرأ بنفسك زيارة وارث وزيارة امين الله فلا تتركهما ولا تترك كتاب مفاتيح الجنان، فاذهب الى مكتبة الشيخ مهدي عند باب الصحن للحصول على نسخة منه.
يقول الحاج علي: انتبهت في تلك الحالة الى ان الله قد شملني بلطفه وقد تفضل سيد الشهداء علي بأن بعث لي هذا السيد الذي ادخلني الحضرة رغم شدة الازدحام، فهويت ساجداً سجدة الشكر وانا الى جانب ذلك السيد ذي الطلعة النورانية، لكني لما رفعت رأسي لم اجده، فطفقت ابحث عنه في كل صوب دون جدوى وسألت عنه الخدم فلم يعرفوه...
ثم خرجت من الصحن وذهبت الى الشيخ مهدي بائع الكتب، وقبل ان اطلب منه كتاب مفاتيح الجنان او اسأله عنه قدم لي نسخة منه وقال: لقد وضعت لك علامةً على صفحة زيارة وارث واخرى ‌على صفحة زيارة امين الله.
ثم قال لي موصياً: لا تترك قراءة هاتين الزيارتين.
ولما اردت ان اقدم ثمن النسخة رفض البائع وقال: لقد وصل الثمن.
ايها الاخوة والأخوات، اثر هذه الكرامة اصبح الحاج علي قادراً على القراءة في مفاتيح الجنان وللزيارتين المباركتين، فأغناه الله عن الطلب من الآخرين ان يقرأوا له الزيارة.
يقول الحاج علي: عندما عدت الى محل اقامتي تمنيت لو كنت سألت الشيخ مهدي عن غرابة ما رأيت ومن الذي دفع ثمن كتاب المفاتيح فعدت اليه فوراً لكي اسأله، لكنني عندما وصلت نسيت وتكرر هذا الأمر عدة مرات انوي الذهاب اليه لأسأله فأنسى فلم اوفق لذلك طوال فترة اقامتي في كربلاء، رغم استمرار تفكيري في هذا السر بأستمرار وحدث لي مثل ذلك النسيان الغريب في سفراتي اللاحقة لكربلاء المقدسة الى أن توفي الشيخ مهدي رحمه الله بعد ثلاث سنوات. ختاماً نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******